يصادف اليوم ذكرى ميلاد الأديب محمد حسين هيكل الذي ولد في 20 أغسطس 1888م في قرية كفر غنام في مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، مصر، ودرس القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها في عام 1909م.
من هو محمد حسين هيكل؟
وحصل على درجة الدكتوراة في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا سنة 1912م، ولدى رجوعه إلى مصر عمل في المحاماة 10 سنين، كما عمل بالصحافة، اتصل بأحمد لطفي السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهم.
بعد رجوعه من فرنسا تمرد و دعا إلى التطوير الأدبي وألف عدة كتب لها اثر كبير في الساحة الثقافية العربية اهمها كتاب «حياة محمد»،صلى الله عليه وسلم، أهم كتاب فى سلسلة الكتب التى ألفها هيكل عن الإسلام وحضارته العظيمة، وتاريخه، فقد أراد به فى تلك الظروفالتى كانت الحملة الاستعمارية فيها شديدة على المسلمين، أن يبين بأسلوب رفيع وحجة دامغة عظمة الإسلام وحضارته، ولذلك كان منالمنطقى أن يجعل هيكل باكورة أعماله فى هذا الصدد حول حياة الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، الذى جسد بتفاصيل حياته العطرةما جاء به القرآن الكريم من عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات، فكان التَّحققَ العينى للقرآن فى كل صغيرة وكبيرة من حياته.
أعمال محمد حسين هيكل
وقدم هيكل فيه أفكاره على ضوء مناهج التفكير المعاصرة، وقد استعرض فيه حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومسيرة الإسلام وأسسه التى انبنى عليها، وردّ على آراء الغربيين العنصرية عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- فى منطق وبراعة، وختم كتابه بمبحثين، أحدهما عنالحضارة الإسلامية كما صوَّرها القرآن الكريم وقارنها بالحضارة الغربية، وخصَّص البحث الآخر للرد على مزاعم بعض المستشرقين حول بعض المواقف الإسلامية.
كتاب حياة محمد لـ محمد حسين هيكل
وقد أحدث صدور كتاب «حياة محمد»، صلى الله عليه وسلم، ضجة كبيرة، وقوبل من معظم القراء والكتاب بالإعجاب والتزكية، وكتب عنهالعديد من المقالات، كما هاجمه بعض أنصار النزعة التغريبية، وكذلك أخذ عليه بعض المؤرخين الإسلاميين بعض النواقص، لكنهم أشادوابصدق نية صاحبه، فى الدفاع عن دينه وحضارة أمته، وبراعة أسلوبه وجمال لغته.
وأشاد به الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر، الذى كتب له مقدمة جاء فيها: «وقد وُفِّق الدكتور هيكل فى تنميق الحوادث،وربط بعضها ببعض، فجاء كتابه عقدًا منضدًا وسلسلة متينة محكمة الحلقات، يجعل القارئ مطمئن النفس رضى القلب ليستمتع بما يقرأ». ويعتبر الكثيرون هذا الكتاب أشهر سيرة كُتبت عن النبى الكريم فى العصر الحديث.