الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجماعات الإرهابية تهدد جهود التنمية في إفريقيا.. دول غرب القارة الأكثر معاناة|تحليل

الجماعات الإرهابية
الجماعات الإرهابية في إفريقيا

الجماعات الإرهابية .. مرت القارة الإفريقية على مدار عقود بعدد من الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية و اضطراب الأوضاع السياسية، وشهدت أيضا حروبا أهلية، فهل كل ما عانت منه القارة كان محفزا وقبلة للجماعات الإرهابية للتوغل بها، وخلق نوع من التوترات الأمنية، وإلحاق خسائر في مختلف القطاعات، وأيضا إزهاق الروح البشرية؟.

وبحسب مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020، بلغ عدد الوفيات في إفريقيا جراء العمليات الإرهابية  50465 ضحية؟، فكل التداعيات التي عانت منها القارة الإفريقية جراء العمليات الإرهابية الغاشمة تدفع ثمنها الحكومات، وكل فرد من أفراد المجتمع، فهل ستصبح إفريقيا بؤرة الإرهاب في السنوات القادمة؟، وكيف تواجه الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي هذا الأمر؟، وما هي إبراز الجماعات والتنظيمات الإرهابية بالقارة الإفريقية؟.

حركات محلية وعابرة للحدود

الجماعات الإرهابية .. وتنشر عدة حركات وجماعات إرهابية داخل القارة الإفريقية، منها على سبيل المثال، القاعدة، تتواجد في الجزائر ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، وحركة الشباب الصومالية، تتمركز في وسط وجنوب الصومال منذ تأسيسها عام 2004.

كما تنتشر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، تأسست عام 2017، وتتمركز في وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر، إضافة إلى الميليشيا المسيحية المسلحة ( انتي بالاكا) المتمركزة في جمهورية إفريقيا الوسطى منذ عام 2009، فضلا عن جماعة جيش الرب للمقاومة في أوغندا والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وتنشط إلى جانب كل هذا حركة بوكو حرام والتي نشأت في مدينة مايدوجوري عام 2003، وتعد من أكثر الجماعات الإرهابية تطرفاً والمنتشرة في نيجيريا والكاميرون والنيچر وتقدر إيراداتها السنوية بقيمة 10 ملايين من الدولارات من أعمال العنف والأساليب غير المشروعة، بحسب ما ذكرته وزارة الخزانة الأمريكية.

الجماعات الإرهابية .. وبايعت حركة بوكو حرام تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) في العام 2015، وهذا ما أعلنه زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو، حينها.

قارة إفريقيا وجهة تنظيم داعش 

ووفق دراسة بحثية فقد تصدرت منطقة دول  القارة الإفريقية تنظيمين إرهابيين من أكبر التنظيمات الإرهابية بالساحل، وهما "أنصار الإسلام" و"تنظيم داعش في الصحراء الكبرى".

ولا شك أن سقوط دولة داعش في منطقة الشرق الأوسط في 22 مارس من العام 2019، جعلها تبحث عن وجهة جديدة، وكل المؤشرات تؤكد أن إفريقيا قد تكون واجهة "داعش" القادمة بعد سقوطها في مدينتي الرقة والموصل قبل ثلاث سنوات.

فكيف يمكن قراءة تجاه داعش في إفريقيا؟ والجهود المبذولة من قبل الحكومات لمكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية؟، هذا ما أجاب عنه أحمد سلطان الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب.

وقال سلطان، إن التنظيم يسعى للتمدد في إفريقيا ضمن ما يسمى بخطة الحرب الاستنزافية، وهي تقوم على فتح جبهات عديدة سواء في القارة الأفريقية أو القارة الآسيوية لإشغال قوات مكافحة الإرهاب والتحالف الدولي لداعش في الأطراف بعيداً عن المركز وهذه تسمى بنظرية الذراعين وهي واحدة من النظريات التي وضعها المنظرون الجهاديون للإعداد لاقامة الخلافة المكانية كما يسمونها .

القارة الإفريقية تعد ملاذا آمنا

وقال سلطان - في تصريحات لـ"صدى البلد" إنه لا يمكن القول أن التنظيم أصبح ثقله كله يتمركز في إفريقيا؛ لأن الإحصائيات التي تعدها لجان الرصد وتنشرها صحيفة النبأ تقول أن ساحة العمليات المركزية هي العراق، وأن إفريقيا ينظر إليها كبديل أو ملاذ آمن آخر في حالة تعذر إقامة الخلافة في سوريا والعراق.

كما أضاف سلطان، أن داعش تستغل الظروف المضطربة في إفريقيا لاجتذاب مقاتلين وزيادة مورادهم ويقام الآن ما يشبه الإمارات المكانية في غرب إفريقيا ومع ذلك يحاول أن يتمدد في تجاه الجنوب، وينشط في منطقة الوسط ومنطقة الساحل والصحراء الإفريقية.

وأشار إلى أن التنظيم أجرى إعادة هيكلة بعد مقتل زعميهم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وفي إطار عملية إعادة الهيكلة تم إنشاء ولاية الساحل وفصل موزمبيق عن ولاية وسط إفريقيا وجعلها ولاية موزمبيق وأسس مراكز ودواوين في غرب إفريقيا وفي نيجيريا تحديدا.

واختتم الباحث في الحركات الاسلامية والإرهاب، أن التنظيم يتبنى جيولوجيا الجهاد المعولم العابر للحدود الوطنية، وهذا التهديد دفع التحالف الدولي لعقد الاجتماع الأخير في مراكش.

ومن جانبه أكد علي رجب الباحث الخبير في الشئون الإسلامية، إنه وفقا لجميع التقارير، فإن داعش نقلت مركز ثقلها بشكل عام إلى إفريقيا وذلك لعدة أسباب منها: الهشاشة الحكومية، وعدم وجود الاستقرار السياسي مثل الذي في مالي وبوركينافاسو، بالإضافة إلى التغيرات السياسية المتعددة، وحركات التمرد.

عوامل ساعدت الحركات المتطرفة

وأضاف علي رجب، أن كل تلك الأمور تساعد الجماعات الإرهابية على تأسيس قواعد آمنة لها في القارة الإفريقية، وهناك تنافس كبير بين تنظيم القاعدة وداعش في القارة الإفريقية، وخاصة في منطقة الصحراء، وخلال العام الأخير كانت الجابون وموزمبيق مركز لها، مشيرا إلى أن التقرير الأممي الأخير أشار إلى نشاط جماعة داعش داخل القارة في وسط وشرقي إفريقيا.

وذكر الباحث، أن هناك 20 دولة مهددة بتواجد خلايا إرهابية، وبالتالي تعاني القارة السمراء من انعدام أمني، وهناك تدفق كبير للأسلحة داخل القارة، وهذا يعني أن القارة تشكل هدفا ونقطة هامة في استراتيجية داعش للانتشار.

كما أكد الكاتب هشام النجار، الباحث فى حركات الشئون الإسلامية، أن هناك تنافس كبير بين تنظيم القاعدة وداعش على النفوذ داخل القارة الإفريقية كبديل لهم عن المراكز التقليدية داخل العراق وسوريا، حيث أن داعش فقد بريقه بعد سقوطه في 2019، وتنظيم القاعدة أيضا يعاني من صراع اجنحة داخل طالبان، ولكن مما لا شك فيه ان التنظيمين على قدم وساق وهناك تنافس شديد بينهما على الساحة الإفريقية.

وأوضح النجار، أن الأمور تختلف بشكل نسبي من منطقة لأخرى على سبيل المثال منطقة الساحل الإفريقي الغربي، والتي تضم 5 دول من أهمها مالي، وهناك تطور لتنظيم القاعدة بها على تنظيم داعش وهذا يعود لعوامل عديدة من أهمها: البعد القبلي والعشائري، بالإضافة إلى وجود شخصيات بارزة وقيادية، حيث يفتقد داعش للشخصيات البارزة ولكن تنظيم القاعدة يمتلك هذه الميزة.