الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد نجاح ناصر 56.. سيرة رفض محفوظ عبدالرحمن كتابتها 14 عاما

محفوظ عبدالرحمن وأحمد
محفوظ عبدالرحمن وأحمد زكي فيلم ناصر 56 والرئيس السابق مبارك

لا يخلو الأدب من السياسة، خاصة إذا كانت كتابات الكاتب القدير محفوظ عبدالرحمن، الذي عاصر ثلاثة حكام في مصر، وكانت كتاباته الناجحة سببا في مطالبة مستمرة على مدار 14 عاما بكتابة سيرة ذاتية عن الرئيس السابق محمد حسني مبارك لكنه رفض حتى قيام الثورة عام 2011.

سياسة محفوظ عبدالرحمن

كتب محفوظ عبدالرحمن (11 يونيو 1941 - 19 أغسطس 2017) العديد من النصوص المسرحية بلغ عددها 13 نصا مسرحيا، بالإضافة إلى تأريخ العديد من الشخصيات التاريخية في أعمال درامية، بالإضافة إلى تقديم السيرة الذاتية على الشاشة الفضية ليصبح الكاتب الأول في هذا النوع من الأدب الدرامي.

كذلك تطرق للكتابة السياسية، عاش محفوظ عبدالرحمن ثورتين (يوليو 1952 - يناير 2011)، وكتب عن ثورتين لم يعاصرهما (ثورة عرابي - ثورة 1919).

ووفقا لكتاب "محفوظ عبدالرحمن مقاطع من سيرة ذاتية" للدكتورة سميرة أبو طالب، تمرد بكتاباته على الواقع العربي، وتصفه: "كان بحثه الدائم عن المناطق المتوهجة في التاريخ العربي، وإن علاها الغبار، ليقدم من خلالها درة إبداعية لا يدانيه أحد في صياغتها".


حلم سيرة مبارك

محفوظ على مدار مسيرته لم يشغله شيئا إلا الوطن العربي، وكانت أعماله تحذيرية دائما، أحلام الغزو من قبل عدو لا يتورع لحظة عن الفتك بذلك الكيان، ففي رأيه دور المثقف يجب أن يكون حاضرا في هذه الاعمال كتجسيد حي للرؤية الواعية لقضايا الوطن.

وحين كتب فيلم (ناصر 56) طُلب منه أن يكتب فيلما يضاهيه في نجاحه الذي انتشر في البلاد العربية، وتخطاها إلى البلاد غير العربية، عن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.

ولكن رفض محفوظ رفضا تاما، ومن ثم أخذ يُسوف، إلى أن كانت محاولة اغتيال الرئيس في أديس أبابا عام 1995.


الفيلم الذي أزعج مبارك

وصمت الحديث عن فكرة الفيلم، إلى أن قامت الثورة وأطاحت بالرئيس مبارك، لم يشأ محفوظ عبدالرحمن الحديث عن فيلمه لعبد الناصر والنجاح الساحق الذي حققه، رغم أنه ظل موضع الحديث لسنوات طويلة، حتى يُقال أن هذا النجاح أزعج مبارك نفسه وجعله يغار على كرسي الحكم من زعيم رحل وترك خلفه ما يجعله حاضرا في الأذهان.

ولكن قرر محفوظ عبدالرحمن الكتابة عن واقعة طلب الفيلم المتكرر، وذكر تفاصيل قليلة متعلقة بهذه الواقعة، وكتب مقالا بموقع جريدة الأهرام بتاريخ 16 أكتوبر 2011.

وكان قد مر محفوظ بعدد من المواقف السياسية منها منع عرض اعماله خلال حكم عبدالناصر بعد معارضة سياسته، ثم الغربة عن الوطن خلال حكم السادات، ولكن رغم ذلك جصل على جائزتين في عامين متتالين هما جائزة الدولة التقديرية عام 2003، وجائزة العقد لأفضل كاتب عن عشرة أعوام مضت عام 2004.

سيرة أدبية حافلة

كان قد حصل على جائزة النيل في الفنون في عام 2013، وعكست هذه الجائزة حينها احتفاءا حقيقيا بكل قيم نجيب محفوظ خلال مشواره الإبداعي، إذ تربع على قمة الإبداع الدرامي كاتبا مصريا عربيا.

تنوعت كتاباته الأدبية، بين القصة، الرواية، المسرحية، السيرة الذاتية وغيرها، ولكن اتسمت جميعها في تمرد كلماته، لتصبح ثائرة، ونسج من خلالها إطارا من المقاومة لكل الأوضاع العربية.

الإخلاص الشديد هو أهم ما يميز كتابات محفوظ عبد الرحمن عن غيره من الكتاب، بالإضافة إلى إيمانه بقيمة ما يكتب، ودوره في المجتمع، ونجح في الصول بخبرة الكتابة إلى شباب الكتاب أيضا.

وكان قد كتب أكثر من 20 مسلسلا من بينها ساق البامبو، أهل الهوى، أم كلثوم، بوابة الحلواني، ساعة ولد الهدى، سليمان الحلبي، وكتب للسينما: حليم، كوكب الشرق، ناصر، القادسية، الشبكة، وكتب مسرحيات: بلقيس، محاكمة السيد ميم، ليلة من ألف ليلة وليلة، عريس لبنت السلطان.