الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتين وزعماء الغرب وجها لوجه|هل تنهي قمة بالي صراع الأشقاء شرقي أوروبا؟|قراءة

قمة بين بوتين وزعماء
قمة بين بوتين وزعماء الغرب

بوتين وبايدن ..حالة من الصدام السياسي تسببت فيها الحرب المندلعة في أوكرانيا قبل 6 شهور بين روسيا من جهة والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، خاصة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي جو بايدن، الذي بالغ كثيرا في رد فعله على قرارات بوتين ووصفه بأنه "مجرم حرب".

قمة بين بوتين وزعماء الغرب

قمة بين بوتين وزعماء الغرب

وحاول كثير من الوسطاء الدوليين التدخل لتهدئة الأوضاع بين المعسكرين الشرقي والغربي والحد من ردود الفعل العنيفة المتخذة من قبل الغرب ضد روسيا وتحديدا من الرئيس جو بايدن نفسه، وذلك لتفادي صراع عالمي جديد وحرب عالمية ثالثة، وتجنيب شعوب العالم كارثة اقتصادية جراء هذا الصراع والعقوبات الاقتصادية الموسعة من الغرب ضد روسيا.

وباءت جميع الوساطات بالفشل، ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، لم يلتق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أي مسؤول أمريكي خاصة الرئيس جو بايدن، الذي أعلن دعمه لكييف مع بدء العمليات العسكرية الروسية، وسافر إلى أوروبا مرارا في سبيل ذلك.

واكتفى الطرفان الروسي والأمريكي بتبادل الاتهامات "عن بعد"، وسط استمرار المحاولات الدولية لرأب الصدع ووقف حالة التناحر السياسي بين روسيا وأمريكا، حيث ظهرت وساطة جديدة من قبل إندونيسيا لم تحدد ملامحها بعد.

وقال مستشار الرئيس الإندونيسي، اليوم الجمعة، إن الرئيسين الصيني شي جين بينج، والروسي فلاديمير بوتين سيحضران قمة "مجموعة العشرين" في جزيرة بالي في نوفمبر المقبل، مما يعني أن بوتين سيكون في قمة عالمية مشتركة مع أبرز زعماء الدول الغربية، الذين عارضوه كثيرا خلال الحرب في أوكرانيا، مثل بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا.

وسعى الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، إلى لعب دور الوسيط بين البلدين، وسافر خلال الأشهر الماضية للقاء الرئيسين الأوكراني والروسي للمناداة بإنهاء الحرب والبحث عن سبل لتخفيف أزمة الغذاء العالمية، وقال إن البلدين قبلا أن تكون إندونيسيا "جسر سلام".

وواجهت إندونيسيا بصفتها رئيسة المجموعة لهذا العام ضغوطا من الدول الغربية لسحب دعوتها لبوتين بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

ومجموعة العشرين هي مجموعة دول العالم الكبرى وهم: روسيا والصين والبرازيل والولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا والبرازيل والأرجنتين وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وجمهورية كوريا والمكسيك والسعودية وبريطانيا وتركيا وجنوب إفريقيا والاتحاد الأوروبي.

ومنذ الإعلان عن اللقاء ويتساءل الكثيرون حول ملامح اللقاء وما سيدور به، وسيكون اللقاء أشد حرارة في حال قبول الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، لدعوة الحضور للقمة، مما يعني أنه أول لقاء بينه وبين الرئيس الروسي، منذ اندلاع الحرب بين الدولتين.

قمة بين بوتين وزعماء الغرب

الوساطة الإندونيسية والحرب

ومن جانبه قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن هذه القمة هي قمة الكبار، ويبدو أن الحرب ممتدة وهذه القمة هي تأكيد على بلورة من يهيمن على العالم، وبلورة أقطاب جديدة، لأن الهيمنة على العالم لم تعد هيمنة أمريكية بل هناك أقطاب جديدة تبرز، منها روسيا عسكرياً والصين اقتصادياً.

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الديمقراطية بها أزمة حاليًا في أمريكا، كما أن الطاقة في أوروبا تضعف موقفهم الاقتصادي، وسيكون هناك مشاكل اقتصادية جمة، وسيبقى الحال كما هو عليه، مضيفاً لا "أتوقع مفاجأة في هذه القمة".

وحول نجاح الوساطة الإندونيسية بين روسيا وأوكرانيا، قال البرديسي، إن تركيا تتوسط بين موسكو وكييف والآن هناك إندونيسيا، ولكن دور الوسيط، هو بذل المجهود، ولكن في النهاية الأمر مرتبط بإرادة الأطراف الكبيرة الفاعلة وهي موسكو وواشنطن، لأنه إذا أراد هذان الطرفان أن تنجح الوساطة حينها ستنجح الوساطة، ولكن إن لم يكن هناك إرادة لانجاح الوساطة حينها لن تنجح.

ولفت: القرار ليس في كييف بل في واشنطن وموسكو حتى وإن كان في ظاهر الأمر يبدو أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ولكن في واقع الأمر فإن القرار يرجع لموسكو وواشنطن، حتى أن أوروبا ليس لها دورا ولا نفوذا ولا كلمة فهي قزم سياسي واقتصادي.

وأوضح البرديسي، أن الغرض من هذه القمة هو أن أمريكا تطيل أمد الحرب حتى تستنزف روسيا، وروسيا تريد تحقيق انتصارات على أرض الواقع وتؤكد وتثبت أقدامها في شرق أوكرانيا في إقليم دونباس حتى تستطيع التفاوض في النهاية.

وأكد البرديسي، أنه سيكون هناك تفاوض في النهاية، ولكن كلا الطرفين يريد حين يأتي التفاوض والجلوس على مائدة التباحث يكون موقفه على الأرض أقوى سواء كان روسيا أو أمريكا من خلال المقاومة الأوكرانية.

يذكر أنه عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا، دعت إندونيسيا إلى انتهاج مسار التفاوض والدبلوماسية بين البلدين، وسبق وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية، توكو فايزاسياه، إن إندونيسيا قلقة للغاية بشأن تصاعد النزاعات المسلحة في أوكرانيا، والتي تشكل تهديدات كبيرة لسلامة المواطنين والاستقرار في المنطقة، وأن بلاده "لن تفرض أي عقوبات على روسيا".

وأضاف: "لن نتبع بشكل أعمى الخطوات التي اتخذتها دولة أخرى، سنتخذ قرارا بناء على مصالحنا المحلية وبالنظر فيما إذا كانت العقوبات ستكون ذات جدوى"، كما طلبت إندونيسيا من مواطنيها في أوكرانيا التجمع في سفارتها من أجل إجلاء محتمل.

قمة بين بوتين وزعماء الغرب