"ساعة الأحلام" حينما تتردد أمامك هذه الكلمة فإنه على الفور يتبادر إلى ذهنك "رولكس"، تلك العلامة التجارية العملاقة والأشهر والأعرق في تاريخ صناعات ساعات اليد، وهي ساعة الأحلام لما تحمله من طابع أنيق مهيب ينم عن شخصية مرتديها خاصة فئة الرجال، وذلك بالطبع حسب المتعارف عليه بانجذاب الفتيات للرجل ذو الساعة المتفردة.
جميعنا يعلم بأن هذه الصناعة الانيقة لساعات اليد سويسرية الأصل، لذا فمن الطبيعي أن تكون أفخم الإصدارات محفور عليها تلك الكلمات " SWISS MADE أي صنع في سويسرا"، لذا قام أحد عاشقى تلك الصناعة بإستيرادها من بلدها الأصل إلى المملكة المتحدة ويضعها في صناديق فاخرة ويقوم ببيعها للصاغة هناك، ولكن هذا الرجل لم يكن ببريطاني الجنسية ولكنه أماني الأصل مقيم في بريطانيا ويُدعى هانس ويلزدورف.
لم يكن هوس الفتى هانس ويلزدورف بالساعات الفخمة من فراغ، ولكن لأنه ترعرع على يد واحد من اهم مصدري الساعات في سويسرا، وظل يتدرب تحت يده لمدة ثلاثة أعوام عرف من خلالها دهاليز هذه الصناعة، لدرجة جعلته يبتكر أفكار لتطوير ساعات اليد الشخصية في العالم.
لم يكن كلامنا عن ذاك الفتى العاشق لصناعة ساعات اليد مجرد هباء، ولكن لأن هذا الفتى هو من وراء نشأة أسطورة الساعات الشخصية الفاخرة رولكسROLEX، حيث العام 1908 حينما سجل ويلزدورف العلامة اللتجارية رولكس، التي بقى سبب تسميتها بهذا الاسم سر لا يعرفه أحد، سوى بعض الأقاويل التي تفيد بأنها مشتقة من الجملة الفرنسيةHORLOGERIE EXQUISE، بمعنىالساعة المختارة بعناية ولكنها ليست بمعلومة مؤكدة، وأصبح مقرها الرسمي في سويسرا حيث أساس صناعة الساعات الشخصية.
والأهم الآن هو أنه دائمًا ما تستخدم شركة رولكس السويسرية اسم السباحة البريطانية الشهيرة مرسيدس جليتزMERCEDES GLEITZE، كدعاية لإصدارها الشهير المقاوم للماءROLEX OYSTER وهي أول ساعة مقاومة للماء يتم صناعتها في العالم، حيث تعود القصة للعام 1927 تحديدًا في يوم 7 أكتوبر، حيث عبرت مرسيدس جليتز القنال الإنجليزية سباحة، لمدة 15 ساعة متواصلة حيث يقدر طول القناة حوالي 21 ميلًا.
لم تكن تلك هي المحاولة الأولى لمرسيدس لعبور القنال الإنجليزية، بل سبقتها سبع محاولات جميعها باءت بالفشل بسبب مياه تلك القنال العكرة والباردة بشكل لا يحتمل، لذا كان لعبور الفتاة جليتز البالغة من العمر 26 عامًا، للقنال الإنجليزية حدثًا عظيمًا لو كنتم تعلمون قلب الملكة المتحدة رأسًا على عقب، وصلت حينها تلك الفتاة الصامدة لأوج فرحتها وسعادتها، ولكن سرعان ما تحولت تلك الفرحة لحزن شديد.
فبعد مرور أيام قليلة على ذلك الحدث العظيم قامت سيدة أخرى بريطانية تُدعىMONA MCLENNAN، بأنها قطعت نفس المسافة سباحة وفي وقت أقل بزمن قدرة 13 ساعة فقط، وبهذا الرقم تكون قد تفوقت على جليتز وحطمت رقمها، وهنا أثارت الرأي العام وظلت الشكوك تحوم حول تلك الفتاة حتى إعترفت بإدعائها ذلك التفوق الكاذب وأنها لم تعبر القنال في وقت أقل من مرسيدس كما قالت.
وهنا أثيرت الكثير من الشكوك حول عبور مرسيدس جليتز للقنال هي الأخرى، ولحسم ذلك الجدل قررت الفتاة الشجاعة الدفاع عن نفسها واعلانها عبور القنال مرة أخرى، ولكن هذه المرة على مرأى أعين الصحافة والناس والقوارب المرافقة، وهنا لم تترك الشركة العريقة رولكس هذا الحدث يمر مرور الكرام، حيث أنه قبل تلك الأحداث بعام كامل كانت قد حصلت رولكس على براءة إختراع ساعتهاROLEX OYSTER كأول ساعة في العالم مقاومة للماء.
وهنا وجد الثعلب الماكر هانز ويلزدورف مؤسس رولكس، فرصة ذهبية للإعلان عن الإختراع "الفلتة" منذ عشرينيات القرن الماضي تحديدًا في العام 1927 وحتى وقتنا هذا، وقام بالإتفاق مع مرسيدس جليتز بأن يقدم لها ساعةOYSTER الذهبية المقاومة للماء هدية لها مقابل إرتدائها أثناء عبورها القنال بحيث تكون أفضل دعاية لها.
بالفعل أثبتت رولكس جدارتها في البقاء في الماء لمدة 15 ساعة متواصلة، وصمدت أمام العوامل الصعبة والقاسية لتجمد الماء دون حدوث أية أضرار أو تعطلها، وكتبت حينها جليتز رسالة عبرت من خلالها عن إعجابها الشديد بمتانة ومهارة صناعة الأيقونةROLEX OYSTER، أول ساعة مقاومة للماء في العالم وتظل متفردة بمكانتها حتى وقتنا هذا بالرغم من ظهور الكثير من الساعات الشخصية الذكية كـAPPLE WATCH وغيرها الكثير بأسعار منخفضة تناسب فئات متنوعة، ولكن تبقى الـROLEX هي ساعة الأحلام التي يتهافت الجميع على إقتنائها.
أما عن التحفة الذهبية التي امتلكتها السباحة العالمية مرسيدس جليتزMERCEDES GELITZE، أول قطعة صنعتها رولكس للساعات المقاومة للماء، فقد تم بيعها في مزادCHIRISTIE’S الشهير في العام 2000، بمبلغ يقدر بـ 17 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 20 ألف دولار أمريكي.