شارك الداعية مظهر شاهين، منشورا للرد على الهجوم الذي تعرض له بعد فتواه بعدم أحقية الزوج إجبار زوجته على الحجاب، وذلك عبر حسابه الشخصي على فيسبوك.
وكتب: "الناس بتهاجمني لمجرد إني قلت ان الزوج ليس من حقه إجبار زوجته علي الحجاب!!! طب إيه رأيكم بقي إن الزوج ليس من حقه إجبار زوجته علي الصلاة وليس الحجاب فقط، لأن الصلاة علاقة بين الله وبين العبد، ولأن الله تعالي أمر الزوج بالاصطبار علي الزوجة إذا كانت لا تصلي ولم يطالبه بمعاقبتها أو مفارقتها فقال " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها".
وتابع: "الناس فاكرة إن الحجاب أهم عند الله من الصلاة رغم إن العكس هو الصحيح لأن الصلاة فرض و ركن من أركان الإسلام إنما الحجاب فرض وحق لله تعالي علي المرأة، وإذا كان الله قد طالب الزوج بالصبر علي الزوجة عند ترك الأهم فمن باب أولي يصبر عليها كذلك عند ترك المهم، وعلي ذلك فللزوج علي الزوجة عند ترك الصلاة أو الحجاب أن ينصحها ويرشدها باللطف واللين وليس بالإجبار والإيذاء النفسي أو البدني فإن استجابت فبها ونعمت وله مثل ثوابها وإن لم تستجب سقط عنه الوزر طالما أنه نصحها والله تعالي هو من يحاسبها".
وأوضح أن الرعاية الواردة في حديث النبي صلي الله عليه وسلم"كلكم راع" لا تعني الوصاية أو أن يتولي الزوج مسئولية الحساب والعقاب وكيلا عن الله سبحانه وتعالي، وإنما تعني القيام بمسئولياته تجاه زوجته وأولاده دون التدخل فيما بينها وبين الله تعالي، أما الأمر الوارد في قوله تعالي:﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ ﴾ أي: انصحوهم وارشدوهم إلي ما يقيهم من عذاب الله تعالي، وليس في الآية الشريفة أي تصريح أو تلميح بأن للزوج الحق في إجبار الزوجة علي الحجاب أو علي أي طاعة لله تعالي لأن الطاعات علاقة بين العبد وبين الله لا وصاية لأحد علي أحد فيها، والنصح والإرشاد والدعوة إلي التزام الطاعة وترك المعصية إنما يكون وفق منهج الإسلام في الدعوة إلي الله تعالي الوارد في قوله تعالي: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وليس بهجر الزوجة أو معاقبتها أو إيذائها نفسيا أو بدنيا".
وأكد أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن ليجبر أحدا علي طاعة أبدا بل كان دوره الوعظ والنصح والتعليم والإرشاد والبشارة والإنذار والدليل علي ذلك قوله تعالي:" أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" وقوله تعالي: " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر الا من تولي وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر" فإذا كان الله تعالي هو وحده المحاسب علي الكفر وكان دور النبي صلي الله عليه وسلم هو التذكرة دون الإكراه فهل أعطي الله للأزواج سلطة علي الزوجات في طاعته لم يعطها للنبي صلي الله عليه وسلم!؟".
واختتم حديثه قائلا: "أعود وأؤكد أن الحجاب فرض وحق لله علي المرأة ولكن ليس من حق أحد أن يفرض فرضا علي أحد أو أن يجبره علي طاعه، وأطالب الزوج والزوجة بأن يعملا معا ما يرضي الله تعالي ويجعل الحياة بينهما تسودها الموده والرحمة وهذا لن يتحقق إلا باللطف واللين والحسني والموعظة الحسنة وليس بالعناد والقهر والإجبار والإيذاء، والله تعالي أعلي وأعلم".