وَجَّه قداسة البابا تواضروس الثاني، رسالة تعزية، لكل المتألمين من حادث حريق كنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بإمبابة، مؤكدًا أننا كبشر أمام قضية الموت، نصمت جميعًا، وأن ما حدث؛ هو قضاء وقدر، حدث بسماح من الله، ونحن نؤمن أن الله ضابط الكل، وأن الضحايا والمصابين ونحن جميعًا في يد الله، فهو مانح الحياة، وهو من يسمح بأن تنتهي.
وأضاف البابا تواضروس، خلال مداخلة هاتفية أجرتها إنجي أنور مع قداسته الإعلامية،عبر برنامج "مساء dmc"، على قناة dmc، أن الحادث لا شك وأنه مؤلم ومفجع، ولكن يجب ألا نفقد إيماننا، وألمح أن من انتقلوا، انتقلوا وهم يصلون، وفي فترة صوم السيدة العذراء.
وأشار إلى أنه كلَّف وفدًا كنسيًا بزيارة المصابين، ونقلوا إليهم رسالة محبة من قداسته وتمنياته لهم بالشفاء، وكذلك زار الوفد الشاب محمد يحيى الذي أصيب أثناء محاولته إنقاذ الضحايا.
وعن تعامل الدولة مع الحادث؛ أشاد قداسة البابا باهتمام كافة أجهزة الدولة بالحادث بدءًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي بادر بإجراء اتصال هاتفي للتعزية فور وقوع الحادث، وكذلك العديد من كبار المسؤولين في الدولة.
وعما أشيع بأنه حدث تأخر من قوات الحماية المدنية نوه قداسته إلى أن المكان صغير (مساحته 120 مترا مربعا فقط) والكثافة القبطية في المنطقة كبيرة، وهي نقطة جوهرية في الموضوع، وأن الشوارع ضيقة ومزدحمة، وعلق قداسة البابا مستخدمًا المثل العامي المعروف "اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار" وشدد على أن الجميع قاموا بواجبهم على أكمل وجه.
وشرح قداسته ظروف الكنائس ذات المساحات الصغيرة، مشيرًا إلى أنه في فترة ما منذ أكثر من 10 سنوات، كانت عملية إنشاء كنيسة، عملية مرهقة جدًّا، وكانت هناك جهات عديدة تقف ضد هذا الأمر؛ وهو ما أدى إلى بناء كنائس صغيرة لا تفي باحتياجات المسيحيين، ولكن في عام 2016 صدر قانون بناء الكنائس مما جعل أمور بناء الكنائس يسير في مساره الصحيح.
وطالب قداسة البابا الأجهزة المسؤولة بانتقال الكنيسة إلى مكان أوسع، في ظل الكثافة العالية للمسيحيين في المنطقة، أو توسيع المكان الحالي.
كما قدم قداسته، الشكر، لكل جيران الكنيسة، الذين ساهموا مع كل الأجهزة المعنية في التعامل مع الموقف.
وعما يطلقه البعض من شائعات ومعلومات مغلوطة أشار قداسة البابا إلى أن مثل هذه الأمور التي يثيرها البعض على صفحات السوشيال ميديا وبعض القنوات دون دراية أو إلمام بحقائق الوضع، هي أمور لا تليق بحرمة الموت، مشددًا على أن المفترض أننا كبشر علينا واجب تضميد الجراح بالكلمات والأفعال الطيبة، وليس العكس.
وأشار إلى أن هناك من يثيرون أمورًا شريرة فيها إشاعات وضلالات وأكاذيب، تحمل شكلا من أشكال الشماتة وتوجيه التقصير والاتهام للناس، وهي نحن ككنيسة لا نقبلها على الإطلاق.
وأكد أن هذا الأمر بكل أسف يحدث أزمة ثقة، وأوضح أن هناك حادثة وقعت، وهو أمر وارد حدوثه في أي مكان، وكل الأجهزة تكاتفت من أجل إزالة آثار الحادث ومساعدة الناس وحمايتهم، ووجه نداءً إلى الجميع بعدم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات المغرضة.
وعن عملية إعادة إعمار الكنيسة قال قداسة البابا: بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث اتصل بي السيد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتكليف من سيادة الرئيس، وأخبرني بأنهم سيتوجهون إلى الكنيسة للبدء في إعادة ترميمها، وهي مشاعر طيبة للغاية وسرعة استجابة نشكر الرئيس والهيئة الهندسية عليها، وطلبت الانتظار عقب انتهاء الجنازة، وبدأوا العمل ومازالوا مستمرين في عملهم.