EN 
الجزيرة الساحرة، أو واحة الخيال، أو كما اشتهرت باسم واحة الغروب، جميعها أسماء أطلقت على واحدة من أهم وأشهر وأجمل المعالم السياحية بواحة سيوة، وهي "جزيرة فطناس" التي تحمل كل مقاييس الجمال، كما أنك إذا أردت أن ترى أروع مشاهد غروب الشمس على مستوى العالم بأسره لن تجد أجمل من مشاهد بحيرة فطناس، وهذا ما يجعلها أحد أهم المزارات السياحية في واحة سيوة، ولكن مؤخراً تأثرت بحيرة فطناس في سيوة بتبخر المياه في فصل الصيف مع تملح الأرض.
فوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بمشاركة زوار الواحة صوراً تفيد بجفاف مياه بحيرة فطناس بسيوة، وصورا للبحيرة وهي جافة دون مياه، وصورا أخرى بزيارات سابقة لهم، والبحيرة ممتلئة بالماء، مستنكرين انخفاض منسوب المياه على الأرض، وموت الأسماك بها، خاصة وأنها مزار سياحي يعرف قدر جمالها الرائع، مناشدين المسؤولين التدخل للحفاظ على طبيعة البحيرة، ووقف تجفيف المياه بها، الأمر الذى تفاعل معه كل زوار سيوة وغيرهم، حفاظا على البيئة.
حلول جذرية لمشكلة زيادة الملوحة
وفي هذا الصدد، قال المهندس محمد غانم، المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري، إنه بالإشارة لما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن انخفاض مناسيب المياه في بحيرة فطناس بواحة سيوة، فإن وزارة الموارد المائية والري تقوم حاليا بتنفيذ العديد من الإجراءات لتطوير منظومة الري والصرف بواحة سيوة، والتي تهدف لوضع حلول جذرية لمشكلة زيادة الملوحة بمياه "خزان الحجر الجيري المتشقق" نتيجة الحفر العشوائي للآبار.
وأوضح غانم في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه يعتبر هذا الخزان الرئيسي لإنتاج مياه الري بالواحة، وأيضا لحل مشكلة زيادة كميات مياه الصرف الزراعي والتي أدت لارتفاع منسوب المياه الأرضية بالأراضي الزراعية بالواحة وهو الأمر الذى أثر سلبا على هذه الأراضي، وهى مشكلات قائمة منذ ٣٠ عاما.
وأشار إلى أن الوزارة بدأت في تنفيذ خطة لتنمية الواحة وتطوير ما بها من جسور للبرك وآبار وعيون طبيعية للحفاظ على الإنتاج الزراعي بالواحة، حيث يتم حفر آبار عميقة لإنتاج المياه العذبة من خزان الحجر الرملي النوبي للخلط مع مياه الآبار السطحية وإغلاق العديد من الآبار الجوفية والتي كانت تسحب المياه من الخزان الجوفي السطحي بشكل جائر.
ولفت إلى أن هذا الإجراء أدى إلى انخفاض مناسيب المياه بالبرك والمصارف ومنها منطقة "فطناس" ومحيط منطقة "تحزرتي"، لاسيما خلال الفترة الحالية من العام والتي تصل فيها درجة البخر للذروة، وهو الأمر الذى انعكس إيجابيا على الأراضي المتاخمة لبركة سيوة والتي تضررت سابقا وتدهورت إنتاجية المحاصيل فيها "النخيل والزيتون"، بسبب ارتفاع مناسيب المياه الأرضية.
عودة مناسيب المياه لوضعها الطبيعي
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الري إلى أن مناسيب المياه ستعاود الزيادة تدريجياً مع حلول فصلى الخريف والشتاء، ولكن باتزان حسن وبدون حدوث ازدحام مائي كما كان يحدث قبل بدء تنفيذ هذه الأعمال، لافتا إلى أنه بالتوازي مع هذه الإجراءات يتم العمل على تعلية وتدعيم وتكسية العديد من جسور المصارف بالواحة لاستيعاب كميات مياه الصرف الزراعي الزائدة وحماية الأراضي من الغرق والتدهور، مع المضي قدماً في إتمام أعمال مشروع المسار المفتوح لنقل كميات من مياه هذه المصارف إلى منخفض عين الجنبي شرقي الواحة.
وتابع: "كما يجرى حاليا دراسة الاستفادة من مياه الصرف الزراعي التي سيتم توجيهها إلى خارج الواحة لاستصلاح مساحات إضافية من الأراضي الزراعية".
واختتم غانم، بأن جميع هذه الإجراءات تهدف لعودة مناسيب المياه بالواحة لوضعها الطبيعي وبدون الإضرار بالأراضي المتاخمة لبحيرة فطناس وغيرها من المناطق ذات الطبيعة البيئية الخاصة.
احتجاب حكومي
تواصل "صدى البلد" أيضا مع هبة معتوق رئيس المركز الإعلامي بوزارة البيئة، ومحمود السعدي مستشار وزير الري لشؤون المياه، والدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، ونيفين العارف المستشار الإعلامي لوزير السياحة، ورفضوا التعليق على الأمر، وجميعهم صرحوا لـ "صدى البلد"، باكتفائهم ببيان وزارة الري حول الأمر.
التأثيرات البيئية
وبدوره، أكد مجدي صادق، عضو غرفة شركات السياحة، أن هناك أولويات للدولة، وإذا قمنا بحصر عدد من يزورون هذه البحيرة بجانب تأثيراتها البيئية - لأنها كانت بحيرة صرف زراعي - يمكننا أن نقيم الأمر.
ولفت صادق في تصريحات لـ "صدى البلد"، إلى أن واحة سيوة بها مقومات كثيرة للغاية لن يؤثر عليها بحيرة صرف زراعي، حيث يمكن أن يتم استخدامها لصالح استصلاح الأراضي، وبالتأكيد وزارة الري لديها أسباب قوية ووجهة نظر قوية وإلا ما كان تم تجفيف البحيرة، ويجب أن نتعاون جميعا فيما يخص الصالح العام لمصر.
