الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزيارة الأمريكية الثانية لتايوان تؤكد تعمدها إشعال الصراع.. ما هي نوايا واشنطن؟

زيارة الكونجرس الأمريكي
زيارة الكونجرس الأمريكي لتايوان

تستمر التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في الاشتعال، على خلفية الزيارة التي أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وتزداد الأزمة تفاقما بوصول وفد من الكونجرس الأميركي إلى تايوان في زيارة تستغرق يومين يجتمع خلالها مع الرئيسة تساي إينج وين.

زيارة الكونجرس الأمريكي لتايوان

الزيارة الأمريكية الثانية لتايوان

ويتكون الوفد الأمريكي الذي يزور تايوان من 5 مشرعين برئاسة السيناتور الديمقراطي إد ماركي، حيث يقومون بالزيارة يومي الأحد والاثنين في إطار جولة أوسع لآسيا.

وتجري بكين، مناورات عسكرية تعبيرا عن غضبها من الزيارة التي قامت بها لتايبيه هذا الشهر نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي.

وقالت السفارة الأميركية المفتوحة بحكم الأمر الواقع في تايبيه إن السناتور إيد ماركي يرأس الوفد، الذي يضم أربعة آخرين من أعضاء الكونجرس، والذي يقوم أيضا بما وصفته السفارة بأنه جولة أوسع في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وقال مكتب الرئيسة التايوانية إن الوفد سيجتمع مع تساي صباح الاثنين، وإن ماركي يرأس وفدا لزيارة تايوان فيما يؤكد مرة أخرى دعم الكونجرس الأميركي القوي لتايوان خاصة في وقت تثير فيه الصين توترا في مضيق تايوان والمنطقة بالتدريبات العسكرية.

وقالت سفارة الصين في واشنطن أنه لا بد وأن يتصرف أعضاء الكونجرس الأميركي بما يتسق مع سياسة صين واحدة التي تنتهجها الحكومة الأمريكية، وأفادت بأن أحدث زيارة لأعضاء في الكونجرس "تثبت مرة أخرى أن الولايات المتحدة لا تريد رؤية الاستقرار عبر مضيق تايوان، ولا تدخر جهدا في إثارة المواجهة بين الجانبين والتدخل في الشؤون الداخلية للصين".

وقال مكتب ماركي إن المشرعين في تايوان "سيؤكدون من جديد دعم الولايات المتحدة لتايوان على النحو المنصوص عليه في قانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة بين الولايات المتحدة والصين، والضمانات الست، وسوف يشجعون الاستقرار والسلام عبر مضيق تايوان".

وصرح متحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي بأن أعضاء الكونجرس يزورون تايوان منذ عقود وسيواصلون القيام بذلك، مضيفا أن مثل هذه الزيارات تتفق مع سياسة "صين واحدة" التي تؤيدها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.

ونشرت وزارة خارجية تايوان صورا لأربعة من أعضاء الوفد لدى استقبالهم في مطار سونجشان في وسط تايبه بعد أن وصلوا على متن طائرة نقل تابعة لسلاح الجو الأميركي في حين وصل ماركي إلى مطار تايوان الدولي.

وقالت السفارة الأمريكية في تايبه "سيجتمع الوفد مع كبار زعماء تايوان لمناقشة العلاقات الأمريكية التايوانية، والأمن الإقليمي، والتجارة والاستثمار، وسلاسل الإمداد العالمية، وتغير المناخ وقضايا مهمة أخرى مثار اهتمام مشترك".

زيارة الكونجرس الأمريكي لتايوان

الولايات المتحدة تحافظ على ريادتها للمجتمع الدولي

وحول موقف الولايات المتحدة والهدف الذي تسعى له من هذه الزيارات المتكررة والمثيرة لاستفزاز الصين، قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، إن أمريكا تستمر في عملية التحرش والتنمر بالصين ومحاولة إضعاف مصداقية وصورة الصين على المسرح الاقليمي والمسرح الدولي والأهم من ذلك على المسرح الداخلي داخل الصين خاصة وأننا على مسافة أسابيع من المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي سيعقد في نوفمبر القادم، وبالتالي هذه الزيارات المتكررة هي إمعان في المضايقات والضغط الذي لايسفر إلا عن مزيد من التوتر في العلاقات الصينية الأمريكية، وهو توجه غير محمود لأنه من المفترض أن الولايات المتحدة معترفة بأن تايوان جزء لايتجزأ من جمهورية الصين الشعبية، والأمم المتحدة و 181 دولة في العالم مقرين بهذا، وبالتالي لا يوجد أي مدعاة لاستمرار هذا التحرش والاستفزاز واسكاب الزيت على النار لأن المجتمع الدولي منشغل بأزمة أوكرانيا وتداعياتها على المسرح الدولي بعد جائحة كورونا وكذلك أزمة تغير المناخ.

وأضاف الحفني في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذه التصرفات والاستفزازات غير مبررة ولا داعي لها، ولن تؤثر على الحزب الشيوعي الصيني بشيء، ونتمنى أن يجرى بين الصين والولايات المتحدة حوار بناء يزيح هذه الأزمة.

وأكد الحفني، أن الولايات المتحدة لاتعنيها تايوان ولا أوكرانيا، فهي تحاول أن تحافظ على ريادتها للمجتمع الدولي، مضيفا التصرفات والتحرشات الأمريكية هذه ماهي إلا محاولة لتعطيل وصول الصين وزعزعة صورة الصين وزعيمها الحالي وإثارة تساؤلات وشكوك حول سياسات الحزب الشيوعي والتشكيك في توجهاته وتحاول افتعال أزمات داخلية في الصين، وأمريكا تحاول جعل الصين اقتحام تايوان لتكون هناك مواجهة لأن تايوان تنعم بدعم كبير من الولايات المتحدة والدول الغربية وهو موقف يثير الفوضى، على المستوى الاقليمي والدولي ويعقد الأمور ويؤثر على اقتصاديات الدول جميعا.

الأزمة بين الصين وتايوان

ويوجد توترات بين الصين وتايوان كونت أزمة تشبه إلى حد كبير أزمة روسيا مع جارتها أوكرانيا التي قامت على أثرها الحرب الحالية في شرق أوروبا، والسبب أن الصين تعتبر تايوان مقاطعة انفصالية يجب أن تصبح جزءا من البلاد، ولم تستبعد الصين احتمالية استخدام القوة لتحقيق غرضها بضم جزيرة تايوان إلى حدودها.

وبموجب سياسة "الصين الواحدة"، لا تعترف واشنطن بتايوان دبلوماسيا، لكنها تبيع أسلحة للجزيرة ذات الحكم الذاتي الديمقراطي حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها، وهو الأمر الذي يزيد من قلق ومخاوف الصين، وتعتبر العلاقات التي تربط الولايات المتحدة بتايوان على المستوى العسكري أكبر تهديدًا للصين التي تجابه أمريكا بالندية.

زيارة نانسي بيلوسي لتايوان

الأزمة بين الصين والولايات المتحدة

وفي تصعيد للأزمة من الولايات المتحدة الأمريكية، قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، بزيارة إلى تايوان قبل عدة أيام، مما تسبب في تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لأن الصين ترفض أي دور أمريكي، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض الوصاية الثانية على تايوان.

ولحظة هبوط طائرة بيلوسي إلى قلب العاصمة تايبيه، أشعلت فتيل الأزمة بين الصين والولايات المتحدة، بإعتبار أنه يعد تغييرا متعمدًا في سياسة أمريكا التي كانت لا تعترف دبلوماسيًا بتايوان، وتلتزم بمبدأ الصين الواحدة.

وجاءت تصريحات نانسي بيلوسي مطمئنة لتايوان لكنها حملت عداءً صريحًا للصين، حيث قالت إن دعم أمريكا لتايوان سيصبح أكبر من أي وقت مضى، مما مثل استفزازا للصين.

وردت الخارجية الصينية، حينها، ببيان كان عنوانه "الأمريكيون يلعبون بالنار"، وشدد البيان على أن الصين لن تعجز على الرد على هذه التحركات الأمريكية التي باتت أكبر تهديدًا للسلم العالمي ولن تكون نهايتها جيدة.

وكان من ضمن تداعيات الأزمة بين البدين، إعلان 5 شركات صينية كبرى، بينها 2 من أكبر مجموعات النفط انسحابها من بورصة نيويورك.