الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس .. وحريق الكنيسة .. والثورة المطلوبة

د محمود بكري
د محمود بكري

لم تقصر القيادة السياسية، ولا الحكومة بكافة أجهزتها، ولا الشعب بكل طوائفه، الذي انتفض حزنا، وألما على مأساة"حريق كنيسة أبوسيفين بإمبابة".

ولكن الكارثة التي ألمت بنا تستدعي وقفة تأمل، ولحظة صدق، لنرفع من باب النصيحة المخلصة، حقيقة ما يحدث، وأبعاد مايشهده مجتمعنا من كوارث، وأحزان موجعة، تجتاحنا بين حين وآخر، ليستمر نهر الأحزان في الجريان،في طول البلاد وعرضها، يأبي التوقف.

عشرات الحوادث تداهمنا بين لحظة وأخرى..ضحايا يتساقطون بالعشرات..يحصدهم الموت، إن كان في أماكن مغلقة، أو على طرقات سريعة، تكتسي بلون الدم،المتساقط في حوادث باتت متقاربة، رغم شبكات الطرق الحديثة، ومنظومة التجديد في مرافق البلاد على مدار الساعة.

ندرك جميعا أن الدولة المصرية توظف جل طاقتها للنهوض بمصر من عثرات،خيمت على جدرانها لعقود، أصيبت فيها الكثير من مرافقها بالشلل،والقنوط،حتى جاء من ينزع عنها"ركام السنين"ليعيد لها، وجهها"المشرق" والذي يليق بها ،وبتاريخها وحضارتها،المتوهجة عبر العصور.

ولكن..وبقدر العطاء الكبير الذي تشهده البلاد في منظومة البناء والتشييد،غير أن خللا كبيرا لايزال مجتمعنا يئن تحت وطأته،ويعاني"عواره"،والمتمثل في حالة "الإهمال" و"اللامبالاة" التي تسود الكثير من مؤسسات الدولة والعاجزة حتى اللحظة عن مسايرة ركب التطور الذي تجتازه البلاد رغم التحديات الهائلة التي تجابهها.

لقد بات من السلوكيات "العادية" في بلادنا، أن تجد علب،وكابلات الكهرباء مكشوفة، بل وأسلاكها "عارية" تماما، دون إدراك لما تمثله من مخاطر على الكبار والصغار، وكثير من حوادث الصعق بالكهرباء، أو انفجار الكابلات والمولدات، تحدث،دون أن يتوقف أحد ليواجه تلك الحالة الغريبة، التي أعيشها كـ"نائب" في مناطق "حلوان" وجنوب القاهرة، ولدي عشرات الصور والفيديوهات التي تدلل على ذلك، دون تنبه المسئولين عن ذلك، أو تحركهم لعلاجها، رغم عشرات النداءات، والاستغاثات التي نوجهها.

وليس الأمر مقصور على قطاع "الكهرباء"فقط،بل إن إنفجار ماسورة للمياه،أو الصرف الصحي، في واحدة من المناطق"الشعبية" كفيل بتحويل حياة القاطنين بها إلي جحيم لا يطاق، في ظل غياب مسئولي الأحياء، الذين قلما يتحركون قبل أن تقع الكارثة، إن تحركوا.

أما الأدهي، والأخطر، فيتمثل في غياب "إجراءات السلامة" و"عمليات الصيانة" للكثير من المرافق، وماحدث في كنيسة"أبوسيفين" ليس سوى أحد إفرازات هذا الخلل الكبير،حيث اكتفت العديد من الجهات المعنية،أن تكون"رد فعل"لما يجري،ودون أن تبادر للإمساك بزمام الأمور،عبر التحوط للتداعيات المرتقبة،واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تفجرها.

هذا ما نوجهه للسيد رئيس الجمهورية،والذي ندعوه،وكما قاد ثورات عدة في مجالات التعمير والتطوير وإنشاء المدن، أن يقود "ثورة شاملة "لاستهداف إرساء المفاهيم الحديثة في "السلامة"و"الأمان" في كل ربوع البلاد، حتى لا نستيقظ غدا،أو بعد غد،على "كوارث" تدمي قلوبنا..فقد تشبعنا من الأحزان، و"كفي".