الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اهتمام مصري بالطاقة الجديدة والمتجددة.. ماذا فعلت الحكومة للحفاظ على المناخ؟

أرشيفية
أرشيفية

التوسع في إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وخاصة طاقة الرياح لتوليد الكهرباء، خلال الآونة الأخيرة، يشكل خطوة قوية لتعزيز مصادر الطاقة في مصر، طبقا لما أكده  بعض خبراء البيئة، عن أهمية الاستثمار  في مجال الطاقة المتجددة، لتحقيق التنمية المستدامة اقتصاديا واجتماعيا باعتبارها  مصادر لطاقة بديلة تكون صديقة للبيئة، بهدف تنوع مصادر الطاقة.

الاهتمام المصري بالطاقة المتجددة

وإيماناً  من الدولة المصرية بأهمية الطاقة المتجددة وحرصها على الدخول في هذا المجال الحيوي، وعملاً للوصول إلى الطاقة المستدامة لتحقيق رؤية مصر 2030، نفذت الدولة العديد من المشروعات التي وضعت مصر في مصاف الدول الناشئة في مجال التنمية المستدامة ومن أكثر الدول التي تعد سوقاً واعداً في استثمارات الطاقة المتجددة.

وشهدت مصر طفرة كبيرة في صناعة الطاقة المتجددة والنظيفة والانتباه لها في كافة مجالاتها وأشكالها بداية من استخدام الطاقة الشمسية وعمل أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بأسوان، مروراً بمحطات طاقة الرياح، واستخدام المياه لإنتاج الكهرباء مثل محطات السد العالي ومحطة بنبان، وصولا الى استخدام الهيدروجين الأخضر الذي دخلت مصر مجاله بقوة خلال الأشهر  القليلة السابقة.

وفى هذا الصدد ناقش "صدى البلد" أهمية الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة مع بعض الخبراء والمتخصصين..

طفرة اقتصادية هائلة

حيث قال المهندس عماد غالي، خبير الطاقة، إن زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة تمثّل أهمية كبيرة في مواجهة التغيرات المناخية، والاستثمار في مجالات الطاقة بشكل عام يحقق طفرة اقتصادية هائلة في ظل اتجاه دول العالم إلى استخدام الطاقة الجديدة المتجددة بديلاً عن الطاقة الفانية، وخاصة في ظل تغير المناخ .

وأضاف غالي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنّه يجب تسريع وتيرة التوجه نحو الطاقة المتجددة في مختلف دول العالم، مؤكّدًا أنّ مصر شهدت طفرة كبيرة في هذا المجال خلال السنوات الماضية وحققت إنجازات غير مسبوقة من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنت فكر جديد ورؤية جديدة

وأشار إلى أنّ أزمة الطاقة حدثت أواخر عام 2021  تزامن معها ارتفاع  سعر الغاز لنحو 36 دولارًا، لكنّ مصر لم تعانى من أي أزمة، بل وفّرت سبلاً لتصدير  الطاقة لدول العالم  وهو ما وضع مصر في مكانة مختلفة تمامًا.

ولفت إلى أنّ دول العالم  مجبرة للاتجاه نحو الطاقة المتجددة كونها تساهم في حل أزمة التغيرات المناخية وتوفّر الكثير من فرص العمل، موضحاً أنّ التكنولوجيا الحالية في الطاقة المتجددة ستتغير في الفترة المقبلة، بما يتضمن إدخال الطاقة المتجددة في الكثير من الصناعات.

الاعتماد على الطاقة المتجددة

ومن جانبه، أكد  الدكتور صلاح عرفه،  خبير في الطاقة وأستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية، إنه  يجب على الدول الاعتماد على الطاقة المتجددة، ولكن يجب السعي نحو ترشيد استهلاك الطاقة من خلال حملات التوعية، لافتاً إلى أن زيادة الإنتاج من الطاقة المتجددة يعد أحد أهم أسباب حل الأزمة وعدم تكرارها.

وأشار إلى أن الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة واسع المجال وسوف يسهم في حل أزمة تغير المناخ وتحقيق عوائد ربحية ضخمة وتنقل مصر نقلة كبيرة نحو مستقبل أفضل.

أهمية مشروع بنبان

وكشف الدكتور محمد صلاح السبكي، رئيس هيئة الطاقة المتجددة سابقاً، إن محطة بنبان الكهربائية شارك بها 32 شركة مطورة، لافتاً إلى أن الهدف من مشروع بنبان هو ضخ طاقة الكهرباء باستمرار، مؤكداً  أن محطة بنبان للطاقة الشمسية تمثل نقطة فارقة في توجه مصر إلى استخدام  الطاقات المتجددة.

وأضاف صلاح السبكي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن محطة بنبان لها تأثير إيجابي  في ضخ الطاقة الكهربائية في الشبكة الكهربائية الموحدة وهذا سيقلل من استخدام  الدولة للوقود الأحفوري، مشيراً إلى أن كل واحد كيلو وات ينتج من هذه المحطة يسبب وفر 200 جرام وقود لتفادي إصدار الملوثات البيئية من أكاسيد ثاني أكسيد الكربون بنسبة 470 جرام.

وأوضح صلاح السبكي، أن الدولة المصرية تعمل على تنمية الطاقات المتجددة، مؤكداً أن موقع محطة بنبان يمتاز بسطوع شمسي كبير يصل إلى 2300 كيلو وات للوحدة الواحدة وهذا يؤدي إلى كفاءة عالية.

مواجهة التغير المناخي

لأفتاً إلى أن الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، يتضمن السماح  بوجود شراكات بين القطاع الخاص لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، وفتح آفاق جديدة من أجل توطين صناعة المعدات الخاصة بالطاقات المتجددة، وترسيخ ضوابط للاستفادة من الخبرات العربية والدولية في مجال استخدام الطاقة المتجددة.

وأكمل: "كذلك  إدخال تكنولوجيا حديثة لمجال الطاقة المتجددة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة على مستوى الغاز الطبيعي، وصولاً للبترول والسولار بحلول العام القادم، فضلاً عن عوامل التغير المناخي دفعت جميع دول العالم إلى  إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وعلى رأسها طاقة الرياح والطاقة الشمسية".

وأوضح أن مصر قطعت شوطاً طويلاً لتأمين الاحتياجات من الكهرباء والطاقة المتجددة بانتظام وتوفير الكهرباء مع وجود فائض يسمح بالتصدير للخارج، واستمرار مشاريع التنمية.

ولفت رئيس هيئة الطاقة المتجددة الأسبق، أن الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة يسعى لتحقيق حماية البيئة والتنمية المستدامة، ويحدد خريطة المقومات الجغرافية والمؤشرات الاقتصادية  لمصادر الطاقات المتجددة، ويحدد إمكانيات الاستفادة منها لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

وطالب السبكي بتشجيع الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، نظراً لأنه يدعم الاقتصاد الوطني ويعمل على زيادة معدلات النمو، وكذلك تأمين مصادر الطاقة المتجددة، والتوسع في الخطط الوطنية الخاصة، لأنها تعمل على تعزيز دور الطاقة المتجددة وتعظيم قيمتها