بدأ اليوم كعادته هادئا، أقبل فيه شعب كنيسة أبي سيفين عليها لأداء صلواتهم كباقي الكنائس ودور العبادة، لكن سرعان ما تحول اليوم الهادئ إلى فاجعة كبرى، وكابوس يصعب على الأيام أن تمحوه من ذاكرة من شاهدوا تلك الواقعة، التي بلغ عدد ضحاياها وفقا للبيان الرسمي للكنيسة، 41 حالة وفاة و14 مصابا.
في الساعة التاسعة صباحا، هب الدخان من كل مكان، فلا يستطيع أحد أن يتنفس، ومن تحمل لا يستطيع أن يهرب من ألسنة اللهب التي نشبت في كل أرجاء الكنيسة.. تلك هى باختصار واقعة حريق كنيسة أبي سيفين التي شهدتها منطقة إمبابة صباح اليوم، الأحد.
15 دقيقة كانت المدة التي استغرقها حريق كنيسة أبي سيفين، والذي راح ضحيته قرابة 55 ضحية، وبدأ بماس كهربائي وقع بجهاز تكييف داخل الكنيسة لدى تشغيل مولد كهربائي تستخدمه الكنيسة في أوقات انقطاع التيار الكهربائي، والذي سبب شرارة اندلع على أثرها الحريق بالكنيسة.
مولد كهربائي سبب حريق كنيسة امبابة
ووفقا لتصريحات لتصريحات اللواء هشام نصر، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، فإن خبراء المعمل الجنائي أجروا المعاينة الفنية اللازمة لمبنى الكنيسة عقب إخماد الحريق، وتوصلوا من خلالها إلى سبب الحريق على وجه الدقة والتفصيل، حيث تبين وجود مولد كهربائي جرى تشغيله بمعرفة القائمين عليه داخل مبنى الكنيسة، وذلك عقب انقطاع التيار الكهربائي.
وأثناء تشغيل المولد وعودة التيار، حدث ماس كهربائي بصورة مفاجئة في جهاز تكييف مجاور للمولد، فأنتج هذا الماس الشرارة الأولى التي أدت لحدوث الحريق.
وأوضح مدير أمن الجيزة، أن الأجهزة الأمنية تلقت في تمام الساعة 8.57 من صباح اليوم البلاغ بحدوث الحريق، فهرعت على الفور قوات الحماية المدنية بكامل طواقمها وقدراتها وعتادها، ترافقها قوات الأمن لفرض الأمن والنظام، وبدأت عملية التعامل مع الحريق ابتداء من الساعة 9.02 والسيطرة عليه، حيث نجحت قوات الحماية المدنية في إخماده في غضون 15 دقيقة، أعقبتها عمليات التبريد اللازمة والتي انتهت في مدة 10 دقائق.