تشهد العلاقات الروسية الإيرانية تعاون أمني مخابراتي عسكري موسع شمل رحلات طيران مباشر بين الحرس الثوري لـ موسكو وصفقات صواريخ وطائرات سرية علاوة علي إطلاق قمر تجسس صناعي روسي إيراني مؤخراً.
حطت عشرات الرحلات الجوية الخاصة بالحرس الثوري الإيراني في روسيا بشكل مباشر خلال العام الحالي 2022 منذ بداية الحرب في أوكرانيا علي خلفية تعزيز العلاقات الأمنية بين الجانبين الذي أثار الرعب والفزع في الأوساط الإسرائيلية.
42 رحلة مباشرة من الحرس الثوري لـ روسيا
وأكدت صحيفة " هآرتس" هبوط أكثر من 42 رحلة جوية مباشرة من الحرس الثوري الإيراني بـ روسيا عبر لشركات خاضعة للعقوبات الأمريكية في موسكو.
وقال مسؤول أمريكي لـ "هآرتس" أن صفقة الطائرات بدون طيار بين روسيا وإيران تتقدم بشكل كبير علاوة علي قيام أعداد ليست بقليلة من الروس باجراء تدريبات في إيران.
وتابعت "هآرتس" ان عدد رحلات الشحن الجوية من إيران إلى روسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا ارتفعت بشكل كبير، وفقًا لتحليل بيانات الرحلات المرئية منذ أبريل من العام الجاري 2022، وهبطت في موسكو ما لا يقل عن 42 رحلة جوية لشركات إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري ، مقارنة بـ3 رحلات فقط في عام 2021 بأكمله.
قمر اصطناعي روسي إيراني للتجسس على إسرائيل والشرق الأوسط
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية أن صاروخ "سويوز" الروسي نجح في إطلاق القمر الصناعي الإيراني "الخيام"، والذي ورد أنه مزود بكاميرا عالية الدقة.
وتابعت "يديعوت" أن موسكو بنته لطهران، وأطلقته ، على خلفية توطيد العلاقات بين الدولتين وتزعم إيران أنها لن تستخدم إلا للأغراض المدنية ، لكن مصادر غربية حذرت من أنها ستسمح لها بالتجسس على أهداف في إسرائيل والشرق الأوسط.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية "ماهار" ، فقد انطلق القمر الصناعي باستخدام صاروخ "سويوز" من قاعدة بايكونور كوزمودروم بكازاخستان إلى مدار على ارتفاع 500 كم حول الأرض. وورد أن وزن القمر الصناعي بلغ 600 كجم وعمرها المخطط 5 سنوات.
ويُطلق على القمر الصناعي اسم "الخيام" نسبة إلى الفلكي والفيلسوف الفارسي عمر الخيام الذي عاش في القرنين الحادي عشر والثاني عشر.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن روسيا لم تكن وحدها المسؤولة عن إطلاقها - ولكن أيضًا التي طورتها وبنائها لإيران.
ووفقًا للتقرير ، فإن القمر الصناعي هو في الواقع نظام Canopus-V الروسي ، والذي يتضمن كاميرا عالية الدقة للغاية ، والتي حذر المسؤولون الغربيون من أنها ستمنح إيران القدرة على المراقبة المستمرة للمنشآت في إسرائيل والخليج العربي.
وقالت "يديعوت" أن هذه المرة ليست الأولى التي تطلق فيها روسيا قمرًا صناعيًا لـ إيران ، بل إنها في الواقع أطلقت أول قمر صناعي إيراني يعمل في الفضاء ، "سينا -1"، في عام 2005.
ويأتي الإطلاق الروسي للقمر الصناعي الآن علي خلفية توطيد العلاقات بين طهران وموسكو وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران قبل ثلاثة أسابيع فقط ، وهناك حصل علي دعم من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لغزو أوكرانيا .
كما نشرت تقارير عن اهتمام روسيا بشراء طائرات بدون طيار من إيران ، بعضها بقدرات هجومية ، بسبب النقص الذي تواجهه في مخزونها من الطائرات بدون طيار ، وقد نشأ هذا النقص نتيجة الحرب في أوكرانيا ، حيث يستخدم كلا الجانبين على نطاق واسع الطائرات بدون طيار.
الصفقات العسكرية السرية بين الحرس الثوري وروسيا
كشف موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي التابع لـ "الموساد" أن إيران ستزود الجيش الروسي في أوكرانيا بـ 300 طائرة بدون طيار متطورة ، وعلي الجانب الأخر ستزود روسيا مقاتلات Su-35 للقوات الجوية الإيرانية.
وقدمت إيران 46 طائرة بدون طيار متطورة من طراز شهيد 129 وشاهد 191 للجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا حتى الآن، ووفقًا للاتفاق بين البلدين ، ستزود إيران الروس بـ 300 طائرة مسيرة في المقابل ، سيبدأ الخبراء العسكريون الروس في تحسين قدرات القوات الجوية الإيرانية وستزود روسيا إيران بطائرات هجومية من طراز Su-35 من الجيل الرابع.
وبدأ نظام صيانة القوات الجوية وصناعة الطيران الإيرانية مؤخرًا في استقبال الطائرات الروسية التي تضررت في الحرب في أوكرانيا وتقوم بعمليات الإصلاح والصيانة عليها سيساعد تشغيل الطائرات بدون طيار الإيرانية صناعة الطيران الإيرانية على الترويج لبيع الطائرات بدون طيار إلى دول أخرى.
في الأسبوعين الماضيين ، بدأت مجموعة قراصنة ظهرت تحت اسم فريج الطاهرة بالعمل بين دول الناتو في أوروبا وتقدم المجموعة ، التي نفذت بالفعل هجمات إلكترونية على أنظمة إلكترونية لقواعد في رومانيا ، وأظهرت المجموعة أنها تنتمي إلى المقاومة العراقية ، لكنها في الحقيقة تابعة للحرس الثوري الإيراني وبذلك أوفت طهران بدورها في الاتفاقية العسكرية مع موسكو والتي بموجبها ستتيح القدرات السيبرانية الإيرانية للجهد العسكري الروسي في أوكرانيا.
وأفادت دوائر استخبارات غربية أنه كانت هناك اجتماعات مؤخرًا بين ضباط روس وإيرانيين ناقشت إمكانية إتاحة إيران للجيش الروسي جزءًا من مخزونها الكبير من الصواريخ الباليستية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا .
وفي الآونة الأخيرة ، دارت مناقشات بين ضباط روس وإيرانيين ناقشت إمكانية احتلال وحدات من الحرس الثوري الإيراني القواعد التي يخليها الجيش الروسي في سوريا ، بعد نقل الوحدات التي كانت موجودة هناك إلى أوكرانيا وهذا الاحتمال تم مناقشته خلال الزيارة الأولى لقائد الحرس الثوري العماد حسين السالمي اللواء حسين سلامي في دمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد في 22 يوليو.
والتطور الدراماتيكي الآخر في العلاقات بين روسيا وإيران هو التدريبات البحرية الكبيرة التي ستجريها القوات البحرية الروسية والصينية والإيرانية بين 17 و 27 أغسطس في فنزويلا وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها روسيا مع إيران في مناورة بحرية رسالتها للولايات المتحدة هي أن الأساطيل الثلاثة قادرة على ضرب أهداف في الولايات المتحدة في حالة نشوب حرب شاملة.
وهناك علامات أخرى على توطيد العلاقات بين موسكو وطهران ، هي افتتاح مركز تجاري إيراني في موسكو وزيادة كبيرة في عدد رحلات طائرات الركاب الروسية والإيرانية إلى المطارات في كلا البلدين وتوسيع استخدام موسكو وطهران لنظام الدفع الإلكتروني الروسي "مير"، وفتح ممر للصادرات الإيرانية بين روسيا والهند.