تعرض الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، للطعن اليوم الجمعة، خلال مشاركته في فعالية في نيويورك، حيث تم نقله جوا إلى المستشفى، فيما أعلنت الشرطة اعتقال الشخص الذي يشتبه بأنه نفذ الهجوم.
وذكرت شرطة نيويورك أن سلمان رشدي البالغ 75 عاما، تعرض للطعن في العنق، كما يعاني أيضا من إصابة طفيفة في الرأس، حسب وكالة "أسوشيتد برس".
تفاصيل الهجوم على سلمان رشدي
قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن الكاتب البارز تعرض للطعن 15 مرة، بما في ذلك مرة واحدة في العنق، حيث كان يستعد لإلقاء خطاب في شمال ولاية نيويورك.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر لحظة الاعتداء على الكاتب على مسرح ندوة لمعهد Chautauqua للآداب في نيويورك.
وحسب الصحيفة، أكد شهود عيان أن رشدي تعرض للطعن ما بين 10 و 15 مرة، عندما اقترب رجل من الكاتب من الخلف، قبل أن يندفع نحو المنصة.
وقالوا إن منفذ الهجوم تمكن من النزول من المنصة، قبل أن يتم توقيفه، فيما هرع الناس لمساعدة سلمان رشدي الذي كان جالسا عندما تعرض للاعتداء، فيما تناثرت الدماء على الحائط الموجود في مكان الهجوم.
وكان الكاتب المثير للجدل يحضر مناقشة حول دور الولايات المتحدة، باعتبارها ملاذا للكتاب والفنانين في المنفى، وأنها موطنا لحرية التعبير الإبداعي، وفقا للصحيفة.
من جهتها، ذكرت شرطة نيويورك أنه "لا معلومات حتى الآن عن الحالة الصحية للكاتب سلمان رشدي"، لكنها أكدت تعرضه للطعن في العنق ومعاناته من إصابة طفيفة في الرأس.
فيما قال أحد الشهود لصحيفة "نيويورك تايمز" إن رشدي تعرض للطعن "عدة مرات" وكان غارقا في بركة من دمائه.
وكانت إيران أعلنت عن مكافأة تقدر بنحو 3 ملايين دولار لمن يقتل الكاتب البريطاني سلمان رشدي.
من هو سلمان رشدي؟
سلمان رشدي هو مؤلف كتاب "آيات شيطانية"، الصادر عام 1988، والذي أثار احتجاجات في معظم أنحاء العالم الإسلامي، ووصل الغضب إلى حد إصدار فتوى بإهدار دمه من المرشد الإيراني الراحل روح الله الخميني عام 1989.
وتسببت الفتوى في اختباء سلمان رشدي، لعدة سنوات، وبقائه تحت حماية الشرطة.
وأدى كتابه المثير للجدل الذي اعتبر مسيئا للإسلام والنبي، إلى موجة احتجاجات عارمة وأعمال عنف، بعدد كبير من الدول الإسلامية من بنجلاديش إلى باكستان وإندونيسيا وغيرها.
ولد رشدي في مومباي بالهند، حيث تلقى تعليمه في مدرسة كاتدرائية جون كونن، قبل أن ينتقل إلى مدرسة الرجبي الداخلية في إنجلترا، ثم بدأ دراسته الجامعية في الكلية الملكية في جامعة كامبريدج.
وفي أغسطس 1989، تعرض رشدي لمحاولة اغتيال عن طريق "كتاب مخفف"، حاول تمريره أحد عناصر حزب الله، لكن الكتاب انفجر بكشل مبكر، ما أدى إلى مقتل منفذ العملية، وتدمير طابقين من فندق بادينجتون في بريطانيا.
ويعيش رشدى في الولايات المتحدة منذ عام 2000، حيث حصل على لقب "الكاتب المتميز" من جامعة نيويورك عام 2015.