الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبيد الإخوان "7"

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

لاتزال توابع زلزال قرار "معسكر إسطنبول" الإخواني بقيادة محمود حسين، بفصل إبراهيم منير و13 إخوانيا، تتصاعد، وسط انقسام غير مسبوق وصراع محتدم في هرم قيادة التنظيم الإرهابي.

 

ويعيش الإخوان حالة انشطار غير مسبوقة بين قيادات تاريخية حسمت موقفها لصالح منير، القائم بأعمال المرشد (جبهة لندن)، مقابل تصعيد المواجهة من جبهة الأمين العام السابق محمود حسين ، بإعلان عزل نائب المرشد عبر مجلس شورى مطعون في شرعية قراراته، فيما يطالب قسم ثالث من الإخوان وبينهم الشباب بالإطاحة بقيادات الجبهتين.

 

ومؤخرا، ذكر  معسكر إسطنبول، في بيان، إن "مجلس الشورى بحث الممارسات الفردية والإجراءات غير المؤسسية التي يقوم بها البعض في محاولة لفرض واقع جديد وإنشاء كيانات موازية للكيانات الشرعية بالجماعة".

 

وجاء في قرارات مجلس الشورى العام المطعون في شرعيته، حول فصل منير، أنه "نظرا لقيام إبراهيم منير، عضو المجلس بعدم الالتزام بقرارات مؤسسات الجماعة، وتشكيل كيانات موازية بعيداً عنها، يكون قد أعفى نفسه من جماعة الإخوان المسلمين، وعليه لم يعد يمثل الجماعة أو يعبر عنها".

 

كما قررت جبهة حسين أيضا فصل كل من: "أحمد شوشة وأسامة سليمان وحلمي الجزار، وعبد الله النحاس ومحمد البحيري ومحمد الدسوقي ومحمد جمال حشمت ومحمد طاهر نمير ومحمد عبد المعطي الجزار ومحمود الإبياري ومحيي الزايط ومسعد الزيني ونجيب الظريف، وعليه لم يعد أي من هؤلاء ممثلا للجماعة أو معبرا عنها".

 

قرارات معسكر إسطنبول تلك، أضافت عاملا جديدا من عوامل "التدمير الذاتي" للتنظيم، وعمقت الانقسام فيما بقي منه، بعد أن طالبت رموز إخوانية بالتحرك الفوري؛ لعزل قيادات جبهتي إسطنبول ولندن.  

 

ودعا القيادى الإخوانى السورى، ملهم راتب الدروبى، أحد رموز الجماعة الإرهابية غير المصريين، كلا من محمود حسين وإبراهيم منير إلى "مغادرة منصبهما، وترك القيادة لمن يستحقها".

 

وقال عبر حسابه على موقع "فيسبوك" إنه: " واضح لدي ضعف القيادات من الصف الثاني، وانجرارهم وراء هذا الخلاف بدلاً من الوقوف بوجهه بحزم وعزم، أو يعزلوا الأخوين المختلفين فقد جانبا الصواب وعليهما أن يفيا بالبيعة، ويغادرا منصبهما ويتركا القيادة لمن يستحقها".

 

أكد  أشرف عبد الغفار القيادي الإخواني المقيم في تركيا، انتهاء شرعية  الطرفين (جبهتي حسين ومنير)، قائلا إن :"من يدعو لبقائهم هو ينخر فيما بقي من جسد الجماعة، بل ويخون بيعته وأهدافه".
و قامت عناصر إخوانية عبر  حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بطرح  تساؤلات  عن الآليات المطلوبة التي يجب تفعيلها لعزل قيادات الجماعة الحالية.

 

فأجابهم مصطفى طه : "امنعوا أموالكم عنهم وسيتركونها من أنفسهم، سيحاسبكم الله علي أموالكم أنكم أعطيتموها للسفهاء".

و رجح عصام تليمة المقرب من جماعة الإخوان، في فيديو نشره عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، تعليقاً على بيان معسكر إسطنبول، أن يكون محمود حسين قد اختار هذا التوقيت لإفساد أمر ما تسعى مجموعة لندن لتنفيذه، في إشارة إلى انتخاب مجلس شورى جديد للجماعة.

 

ووصف "تليمة" قرارات جبهة حسين الأخيرة بـ"فاشلة وإضعاف وتفتيت للمفتت، وتكسيح لما تبقى من التنظيم".

وزاد بأن الجبهة "أصبحت مادة للسخرية والتهكم"، مشيرا إلى أن أدواتها الطعن والسب وادعاء ملكية الجماعة، لكن الجماعة ملك لأفرادها".

ودخل صراع قمة هرم الإخوان بين الجبهتين عقب إعلان معسكر إسطنبول طرد منير و13 قياديا من أتباعه، لمرحلة حاسمة.

 

ومن منظورى الشخصى آرى  إن القرارات الأخيرة تكتب فصلا جديداً من فصول الصراع بين الجبهتين، وتعد بمثابة هروب إلى الأمام، ومحاولة لتعقيد المشهد لوقف مسيرة تمكين جبهة لندن من قيادة الجماعة ما قد يعجل بأفول التنظيم ككل.

وفي 17 ديسمبر 2021  من العام الماضي، أعلنت جبهة الأمين العام السابق للإخوان، وعضو مكتب الإرشاد، حلا مؤقتا لقيادة الجماعة، تمثّل وقتها في اختيار مصطفى طلبة ممثلاً للجنة المؤقتة، القائمة بأعمال المرشد العام محمد بديع، بديلاً لإبراهيم منير.

 

وحينها ذكر بيان الجبهة إن اللجنة الإدارية المؤقتة التي تقوم بمهام أعمال المرشد العام سيستمر عملها 6 أشهر فقط، ما يعني انتهاء عملها منتصف يونيو (المنقضي)، والوقوف على حافة شغور المنصب.

وجاء اختيار مصطفى طلبة مرشداً عاماً للجماعة بقرار منفرد من مكتب إسطنبول، في خطوة جديدة مهدت لإقصاء "منير" بعد قرار الأخير بتجميد عضوية كل من محمود حسين ومدحت الحداد ومحمد عبدالوهاب وهمام علي يوسف ورجب البنا وممدوح مبروك، ما دفع المجمدين إلى إعلان عزله من منصبه بعد ذلك.


وأتوقع أن يحتدم الصدام أكثر مما هو قائم  بين الجبهتين وستكون فرصة جيدة لظهور التيار الثالث الذى قرر منذ عدة أسابيع قليلة أن يعلن عن تدشينه مجموعة من قيادات الجماعة داخل إسطنبول ، وعددهم ثلاثين قيادى هارب ، لإعلانهم التبرأ من قيادات لندن ، ولكن محاولات الهارب أيمن نور التسلق على هذا التحرك وتصدره المشهد هى من تعيق الإعلان عن تدشين تلك الجبهة حتى الأن ،  وسبق وذكرت تفاصيله خلال مقالة عبيد الإخوان «  4 «.