أكد الدكتور أسامة الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، أن الشيخ يوسف القرضاوي، أكد في تصريحات سابقة له أن كتابات سيد قطب كانت تنضح بالتكفير، ومع ذلك يظل يطلق عليه لقب الشهيد.
وقال الأزهري، لـ صدى البلد، إن تنظيم الإخوان بداية من عمر التلمساني، كان يرى أن كل من يتولى مكتب المرشد يكون قطبيا “متأثر بفكر سيد قطب”، وفي عام 2009 حاور ضياء رشوان الدكتور القرضاوي وأخبره بأنه يصف كتابات سيد قطب بأنها تنضح بالتكفير وأكد القرضاوي رؤيته في الحلقة.
وتابع الأزهري: بطبيعة الأمر انزعج مكتب الإرشاد من هذه التصريحات لأنها تمس طريقة فكرهم التي تتأثر بفكر سيد قطب، وطالما سيد قطب تكفيري، إذا هم تكفيريون، مما تطلب الأمر أنهم كلفوا اثنين من قيادات مكتب الإرشاد للرد على هذه التصريحات، ونفي صفة التكفير عن سيد قطب، وقال أحدهم نصا "كلام القرضاوي غير صحيح ولا نرضى به لأننا فتشنا عن الإسلام فوجدناه في سيد قطب"، وهذا المتحدث هو الدكتور محمد مرسي.
وأشار أسامة الأزهري، إلى أن مفتاح نجاح العالم الأزهري في المجتمع الذي يعيش فيه هو صناعة الثقة ، وانعدام الثقة تجلب بطبيعة الحال عدم التأثير، ونحن نرى الآن وجود نوعية من الشيوخ تهم بالترند أو آخرون يوجهون خطاب غير معتدل يساعد على العنف والتطرف، وتصدير قضايا سطحية وغريبة، كان هذا الشيخ لا يعيش معنا.
وذكر أن هناك نموذج لعالم أزهري، يمكن الاستشهاد به في تأثير رجل الدين والعالم في البيئة المحيطة به، وهذا الشيخ هو جدير بالدراسة وملهم، واسمه الشيخ عبد السلام سليمان الحبوني، وهو من قبائل الحبوني في سيدي براني ، أقصى الغرب المصري.
وفي عام 1920 تخرج هذا العالم من الأزهر ونال العالمية، ولم يعمل في القاهرة، وطلب منه والده أن يعود إلى بلده ليعلم الناس أمور دينهم، بدلا من العمل في القضاء بشهادته، أو أن يكون شيخ عمود في الجامع الأزهر.
وتابع: لم يكن الشيخ يتقن لهجة البدو، وأعد نفسه للإنطلاق والتأثير في بيئته، ثم اندمج معهم إلى أن مات سنة 1968م، وكان كالأسد المرابط في هذه المنطقة، ويحل كافة مشاكل الناس بمختلف أنواعها، وألف كتاب في أصول أنساب القبائل العربية، جمعه في 25 سنة، من أفواه العواقل وشيوخ القبائل، وكان هذا الكتاب أرشيف للدولة المصرية، وطلب منه الإنجليز وقتها أن يؤثر في القبائل ويجعل ولائها للإنجليز بدلا من الألمان ، فرفض وأخبرهم أن ولاء القبائل لمصر وليس لأحد غيرها، فحرقوا كتابه الذي ألفه في 25 عام، وسجنوه لمدة سنة، وتركوه، وألف الكتاب مرة أخرى، فهذا هو المستوى والنموذج الذي يؤثر ويحصن الناس ويلتف الناس حوله.