فجر أمس الخميس صعد كل من "وليد" و "محمد" بخطوات ثقيلة إلى منصة الإعدام لنفيذ القصاص فيهما تباعا عقب 20 شهرا من قتلهما "مريم محمد" الشهيرة بـ"فتاة المعادي" التي فقدت روحها في محاولة بائسة منها لمنع المتهمين من سرقة حقيبتها فما كان منهم إلا أن سحلوها على الأرض لمسافة طويلة حتى ارتطم جسدها بسيارة متوقفة على جانب الطريق وتلفظ أنفاسها الأخيرة.
عشماوي والمشنقة
سار المتهمان بخطوات مهتزة نحو مصيرهما النهائي بعد استنفاذ كافة درجات التقاضي وتصديق رئيس الجمهورية على حكم إعدامهما وإبداء مفتي الجمهورية الرأي الشرعي بجواز القصاص منهما بالإعدام شنقا حيث تم تلقينهما الشهادة واحدا تلو الآخر ونفذ "عشماوي" عمله بجذب ذراع المشنقة ليسقط المتهمان في بئر الموت وتضج مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء للمجني عليها بالرحمة ولأسرته بالصبر مرددين أن روحها هدأت بعد القصاص من قاتليها.
وداع مريم
في شارع 9 الشهير بمنطقة المعادي الساعة الخامسة مساء أحد ايام شهر أكتوبر عام 2020 كانت الشابة مريم محمد تسير عائدة من عملها بالبنك الأهلى لمنزلها حتى حدث ما غير حياة أسرتها التي كانت تستعد لزفاف ابنتهم وعوضا عن زفها لعريسها تم زفها لقبرها بعد ان فاجأ شخص يستقل سيارة ميكروباص مريم وجذب حقيبة يدها منه وكأول رد فعل لها تشبثت الشابة بحقيبتها لكن إجرام اللص دفعه لزيادة سرعة السيارة والتشبث اكثر بالحقيبة فسحل جسد الفتاة على الأرض حتى ارتطمت رأسها بسيارة متوقفة على جانب الطريق وهرب اللص بالحقيبة تاركا الفتاة غارقة في دمائها لم يأبه بغير ما حصل عليه من أموال قليلة.
https://www.elbalad.news/5394451
https://www.elbalad.news/5394436
قتلاها غدرا
في ديسمبر 2020 قضت المحكمة بإعدام المتهمين شنقا جزاء لما ارتكباه وقالت في أسباب الحكم: «المتهمين اتفقت رغبتهما الجامحة في الحصول علي المال الحرام أينما وجد بدلًا من البحث عن طريق شريف يمكنهما من بلوغ مقصدهما، فقد سلكا طريق الشر، وبدأت محاور فكرهما تتلمس المال الحرام ولو عن طريق الغدر وسرقة الأبرياء وإزهاق أرواحهم لتحقيق غايتهما، وتمكن المتهمان من سرقة المجنى عليها مريم محمد علي، التي تصادف خروجها من عملها في هذا الوقت.
وأضافت: «أنهما أعدا العدة للانقضاض على فريستهما، وإذ هي حاملة لحقيبة على كتفها خلف ظهرها وتسير في رحاب ربها في طريقها لمسكنها اندفع نحوها المتهم الأول وهو وليد عبدالرحمن، حال قيادته للسيارة رقم ب د 5922 ودنا منها إلى أن أضحت في متناول يد المتهم الثاني محمد أسامة الجالس بالمقعد الخلفي لقائد السيارة حتى جذب حقيبة ظهرها محاولا انتزاعها».
https://www.elbalad.news/5394412
https://www.elbalad.news/5391953
حياة مريم بـ85 جنيها
وذكرت المحكمة، في أسباب الحكم أن المتهم الثاني في قضية فتاة المعادي استمر في جذب الحقيبة مع تشبث المجني عليها بها حتى صدمها متعمدا بقوة بإحدى السيارات المرابطة على جانبي الطريق، فاختل توازنها وتم سحلها أرضا حتى استخلص منها الحقيبة ودهساها أسفل عجلات السيارة دون رحمة، وفاضت روحها، وتمكنا من الفرار بالمسروق مرتكبين جرمهما الآثم مقابل حفنة قليلة من المال لم تتجاوز 85 جنيها تناولا بها وجبة طعام.