أعلنت العاصمة السويسرية برن، أمس الأربعاء، أن أوكرانيا طلبت من سويسرا تمثيلها دبلوماسيا في روسيا، لكنها اشترطت موافقة موسكو على هذا الإجراء كي يدخل حيز التنفيذ.
أوكرانيا تطلب فويض سويسرا مهمة "القوة الحامية" في روسيا
وقالت الخارجية الأوكرانية إن كييف طلبت تفويض سويسرا مهمة "القوة الحامية" لمصالحها في روسيا، مؤكدة ما نشرته صحيفة "لوزيرنر تسايتونج".
وأوضحت الخارجية أن تفويض "القوة الحامية" يسمح للدول بـ "الإبقاء على علاقات منخفضة المستوى وتوفير الحماية القنصلية لمواطني الدولة الأخرى المعنية".
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة فرانس برس "استكمال المفاوضات" بهذا الشأن، دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل باعتبار أن "السرية عنصر أساسي" لانجاح هذا المسعى؛ لكنها شددت على أنه "لكي يدخل تفويض القوة الحامية حيز التنفيذ، لا يزال يتعين على روسيا أن تعطي موافقتها".
موسكو ترفض تمثيل سويسرا المصالح الأوكرانية في البلاد
وردا على ذلك، أكدت الخارجية الروسية أنه لا يمكن لسويسرا أن تمثل المصالح الأوكرانية في روسيا، نظرا لفقدانها وضعها المحايد.
ومنذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير، أبدت سويسرا استعدادها لتقديم مساعدة دبلوماسية والقيام بدور وسيط.
وكانت وزارة الخارجية السويسرية قد أعربت عن استعدادها، أمس الأربعاء، 10 أغسطس، عن تمثيل مصالح أوكرانيا على الأراضي الروسية بسبب غياب العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا.
وجاء ذلك بناء على رغبة الطرف الأوكراني في تمثيل سويسرا لمصالحها على أراضي روسيا، وأوضح ممثل وزارة الخارجية السويسرية بأنها مستعدة لأن تصبح "وسيطا" بين الدول، وأن تلعب دور "المضيف في المفاوضات والاجتماعات".
سويسرا تتخلى عن مبدأ الحياد
وقد سبق لـ برن أن أغضبت موسكو بتماشيها مع قرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا، حيث تساءلت حينها إن كان لا يزال من الممكن اعتبار سويسرا محايدة.
وفي فبراير الماضي، وللمرة الأولى منذ 200 عاما، تخلت سويسرا عن مبدأ الحياد، حينما انضمت إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا، حيث حظرت جميع ممتلكات الأشخاص المدرجين في قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي، كما أقامت حظرا على إقامة أي علاقات تجارية جديدة مع أي من هؤلاء الأشخاص.
كذلك فقد فرضت سويسرا عقوبات على مسؤولين رفيعي المستوى في روسيا، وعلقت اتفاقية تسهيل التأشيرات للمواطنين الروس، المبرمة عام 2009، وأغلقت المجال الجوي السويسري أمام جميع الرحلات الجوية من وإلى روسيا، وكذلك لجميع الطائرات التي تحمل علامات روسية، حسبما أفادت "روسيا اليوم".
وجدير بالذكر أن لدى سويسرا تقليد طويل في التصرف كقوة حامية، حيث لعبت هذا الدور خلال الحرب الفرنسية الروسية بين عامي 1870 و1871.