أسباب متنوعة دائماً ما تكون هى المسئولة عن مصرع الأبرياء على الطرق السريعة، لتتحول آمال وطموحات هؤلاء إلى ذكرى أليمة عقب وفاتهم فى حوادث مأساوية وحزينة.
وهذا ما نعرضه بشكل وصفى وتفصيلى عبر منصة " صدى البلد " لكواليس الحادث المروع الذى شهده الطريق الزراعى الشرقى أسوان - القاهرة مساء أمس، الأربعاء، نتيجة تصادم سيارتين إحداهما ميكروباص، والأخرى نقل بمقطورة "تريلا"، ليسفر هذا الحادث الأليم عن مصرع 11 شخصا، وإصابة أثنين آخرين بإجمالى 13 متوفى ومصابا.
حادث مأساوي بالطريق الزراعى أسوان - القاهرة يسفر عن مصرع 11 شخصا وإصابة اثنين آخرين
ولنضع القارئ فى الصورة مع هذه الواقعة الحزينة، ليكون كالمشاهد لها، وليتعرف عبر "صدى البلد" على مدى المأساة التى أودت بحياة هؤلاء الأبرياء حيث تبدأ القصة والحكاية، أنه عندما قامت السيارة الميكروباص بتحميل ركابها بإجمالى 14 شخصا من داخل موقف الأقاليم بمدينة أسوان، لتتوجه إلى مدينة كوم أمبو، فلم يكن يخطر ببال مستقليها من الركاب أن نهاية حياتهم ستكون داخل هذه السيارة.
فمن المتوقع بأن كل من كان يستقل سيارة الميكروباص كان لديه أحلام وطموحات يأمل فى تحقيقها بحياته، ولكن لم يلهمه القدر لذلك، حيث إن من بين مستقلى السيارة من كان قد أنهى يوم لقضاء بعض المصالح أو العمل بمدينة أسوان، وهناك من كان متجها لمنزله وأسرته، وغير ذلك، ولكن كانت المفاجأة التى لم تخطر ببالهم أن تتعرض السيارة لهذا الحادث المؤلم، ليعيش أهالى أسوان ليلة حزينة بكل المقاييس، فضلاً عن حالة القلق التى أصابت الكثير للاطمئنان على من يتردد على هذا الطريق.
مصرع وإصابة 13 شخصا في حادث تصادم سيارتين بالطريق الزراعى بأسوان
وفى المقابل كانت السيارة المقابلة وهى النقل بمقطورة " تريلا "، متجهة إلى مدينة أسوان، ولكن القدر والنصيب كما قيل ويقال بأن تتقابل وجها لوجه مع الميكروباص، ويسفر حادث التصادم عن هذه الأعداد التى تعرضت للوفاة والإصابة، وكان الحادث وقع أمام قرية الجعافرة التي تبعد نحو30 كيلو مترا شمال مدينة أسوان.
وفى وصف لهذا المشهد الحزين والمأساوى، نجد أن جثث الضحايا “اتعجنت” بشكل كامل داخل الميكروباص، وتناثرت أشلاؤهم وسط الدماء التى ارتوى بها الأسفلت، والشاهد على ذلك بأنه تم انتشالهم بواسطة المختصين من بقايا الميكروباص.
وفى المقابل كانت هناك ملحمة من التكاتف والتلاحم بين الأهالى، والأجهزة المختصة من الصحة والإسعاف والأمن لنقل المصابين للمستشفيات، والمتوفين للمشرحة.
هذا وقد كانت البداية حينما تلقى الدكتور محمد الدخيلى، مدير مرفق إسعاف أسوان، إخطارا من غرفة العمليات يفيد بوقوع حادث تصادم بين سيارة أجرة ميكروباص وسيارة أخرى نقل بمقطورة "تريلا" على الطريق الزراعى أسوان - القاهرة السريع بنطاق قرية الجعافرة التابعة لمركز دراو، ووجود وفيات ومصابين، ووجه مدير المرفق على الفور بالتعامل مع الحادث.
وعلى الفور انتقلت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث والتى وصلت إلى 13 سيارة إسعاف، حيث تبين مصرع 11 شخصا وإصابة اثنين آخرين، وتم نقل المصابين وهما إيمان صلاح، 20 سنة، إلى مستشفى دراو المركزى بعد إصابتها بنزيف فى المخ ودخولها فى غيبوبة، لتلقى الرعاية الطبية اللازمة، ومحمود محمد، 22 سنة، مصابا بكسر فى عظام الحوض وتم نقله إلى مستشفى دراو لتلقى الرعاية الطبية اللازمة.
فيما لقى 11 شخصا مصرعهم وهم رجب عبد الفراج، 35 سنة، سائق الميكروباص، وعلى حسين، وصباح مبارك على، 45 سنة، و8 جثث آخرين مجهولى الهوية جار الكشف عن هويتهم"، وتم نقلهم إلى المشرحة فى مدن دراو وكوم أمبو وأسوان، تحت تصرف النيابة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الحادث.
وكان مصدر بصحة أسوان قالإن رجال الصحة والإسعاف تعاملوا مع الحادث، وهناك متابعة مستمرة وسريعة مع الواقعة، حيث تم نقل 5 جثث لمشرحة دراو العمومية، و4 جثث لمشرحة مستشفى كوم أمبو، كما تم نقل المصابين للمستشفيات القريبة من خلال سيارات الإسعاف.
وأكد العديد من شهود العيان للحادث أن السيارة الميكروباص كانت متجهة من مدينة أسوان إلى مدينة كوم أمبو، فيما كانت السيارة النقل متجهة إلى مدينة أسوان، ونتيجة لاختلال عجلة القيادة في يد السائقين، حيث تقابلا وجهاً لوجه، مما أدى إلى فظاعة الحادث، وليكون مروعاً بهذا الشكل الكبير.
وقال شهود العيان إنه تم على الفور التفاعل والتعامل من قبل أهالى كوم أمبو ودراو وأسوان، بالتعاون مع جهود رجال الصحة والإسعاف والحماية المدنية، حيث كان يتم انتشال جثامين المتوفين من بقايا السيارة الميكروباص التى أصبحت عبارة عن قطع حديد، وتلاحمت فيها جثامين المتوفين.
وأضاف شهود العيان أنه تم في نفس الوقت رفع آثار الحادث سواء لسيارة الميكروباص أو النقل من على الطريق لتسيير الحركة المرورية على هذا الطريق الحيوى والهام.
بينما تولت الأجهزة المختصة من النيابة التحقيق فى هذا الحادث المروع للتعرف على ملابساته، واتخاذ ما يلزم من إجراءات خلال الساعات القادمة.
ونجح رجال المباحث بدراو فى الساعات الأولى صباح اليوم، الخميس، في ضبط سائق سيارة النقل الثقيل "التريلا"، وذلك بعد وقوع الحادث بينها وبين سيارة ميكروباص مباشرة مما أسفر عن مصرع 11 شخصا، وإصابة شخصين آخرين ليصل الإجمالي فى هذا الحادث المروع إلى 13 متوفى ومصابا.
ويباشر ضباط مباحث مركز شرطة دراو الإجراءات القانونية اللازمة واستجواب قائد السيارة الـ"تريلا"، فيما تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وجار العرض على جهات التحقيق للوصول إلى التفاصيل الكاملة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات نحوها.