أصبحت السيارات الفاخرة من أمثال مرسيدس وبي إم دبليو وكاديلاك وبنتلي وفيراري ولامبورجيني هي موضة هذه الأيام، خاصة بين الأثرياء والمشاهير، بل وتحقق أعلى أرباح تتجاوز بكثير مثيلاتها من السيارات العادية المخصصة للطبقة المتوسطة.
ولم تزدهر سوق السيارات الفاخرة سوى من 50 أو 60 سنة على أقصى تقدير، ولكن هل فكرت كيف كان وضع السيارات التي تصنف "فاخرة" قبل عصرنا الحالي؟ وماذا عن أول سيارة تم تصنيعها وصفت آنذاك بأنها "فاخرة"؟
يستعرض موقع auto evolution صور أول سيارة تم تصنيعها بواسطة شركة "دايملر" المالكة الحالية لـ "مرسيدس بنز"، وهي التي يعود لها الفضل في إنشاء أول سيارة في العالم في وقت كانت الخيول هي المصدر الرئيسي في التنقل، والغريب أنها لا تشبه في شيء السيارات المتعارف عليها حاليا، بل هي أشبه من ناحية المقاييس الفنية والتقنية والشكلية للعربية الكارو منها إلى سيارة توصف بالفاخرة.
أول سيارة فاخرة في العالم من نصيب "مرسيدس"
قامت شركة يذهب "دايملر" واسمها بالكامل Daimler-Motoren-Gesellschaft في ألمانيا بإنتاج أول سيارة فاخرة عام 1892، وهو العام الذي كان فيه الغرب القديم يعاني من المجرم الأمريكي الأسطوري الخارج عن القانون بوتش كاسيدي، وكان لا يزال وقتها على قيد الحياة وحرا طليقا.
ثورة في عالم التنقل
تأسست شركة دايملر قبل سيارتها الفاخرة بعامين، أي في 1890، من قبل الرواد الهندسيين جوتليب دايملر وويلهلم مايباخ ، وبدأت الشركة في إنتاج سيارات تحت تحمل علامة مرسيدس التجارية في عام 1901، لذلك لم تكن "موتور كار" أول سيارة فاخرة فحسب، بل وضعت أيضًا اللبنة الأولى لما ستكون بعد ذلك إحدى أفخم العلامات التجارية للسيارات في العالم.
تجلس أول سيارة مرسيدس في العالم على أربع عجلات خشبية، تبدو السيارة الصندوقية بمقعدها الفردي وكأنها عربة حنطور أكثر من كونها سيارة بالنسبة لنا كأشخاص معاصرين، و"الفخامة" هي صفة لا يمكن أبدا أن ينسبها إنسان من عصرنا الحالي لهذه السيارة الغريبة والتي كانت بالنسبة لعصرها الأكثر حداثة وتقدما.
قبل 130 عامًا، كانت فكرة التخلي عن الخيول في التنقل واستخدام الجدلات بدلا منها، من أكثر وسائل النقل راحة و للأثرياء فقط، كما أن فكرة تركيب محرك احتراق يولد طاقة دفع، كانت آنذاك أشبه بالسحر.
بقوة 2 حصان والبنزين من الصيدلية
بالنسبة لمجموعة نقل أول سيارة مرسيدس من دايملر، فكانت بمحرك 2 سلندر بقوة 2 حصان فقط، وسرعة قصوى 11 ميلا في الساعة، وكانت وقتها اختراع أعظم وأهم من تسلا في عصرنا.
قبل 130 عاما، كانت محطات الوقود حتى في أوروبا وأمريكا شحيحة جدا، وبالتالي السيارات لم تنتشر في البداية بكثافة، كان الأثرياء المحظوظون فقط من يستطيعون شراء سيارة مرسيدس الفاخرة وكانوا يلجأون إلى الصيدليات للحصول على بنزين لسياراتهم.