قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف: “لا تكن عبدَ سوء تطلب من ربك وأنت غافلٌ عنه وعن صفاته، تقول: يا رب ارزقنى، يا رب نجحنى، يا رب ... هكذا من مطالب الدنيا”.
وأوضح «جمعة»، في تصريح له: “كان الشيخ محمد أمين البغدادى من كبار أولياء الله الصالحين، فبعد أن جلس حوالى خمس أو ست سنوات فى مصر- وكان يريد أن يعلم الناس - فقال لهم: لا يوجد منكم أحد طلب منى أن أدعو له بشيء من الآخرة”.
وتابع: "وإنما كله طلب من أجل الدنيا يتلخص في: أنا علىّ دين ادعُ الله أن يقضيه لى .. ابني يريد النجاح .. هناك مريض في البيت ادعُ الله أن يشفيه، والشيخ يقول بالتعليم الرباني: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».
وأضاف: "أى تعرف أنك عبد لله يُظْهِرُ عليك جلاله وجماله فيكون دعاؤك من هذا الجانب لا من أجل تحصيل الدنيا وحسب، بل تحصيل الدنيا والآخرة، فهو سبحانه الذي بيده ملكوت السموات والأرض، هو تعالى عنده ملك الدنيا والآخرة بيده الخير وهو على كل شئ قدير، ولذلك إذا طَلَبْتَ من ربك شيئًا فاعلم أن ربك عَلىّ مقتدر، وأنه سبحانه وتعالى فعال لما يريد، وأنك عبدٌ يُجْرِى عليك قَدَرَه ويجرى عليك ما يريد سبحانه وأنه «لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ».
واستطرد: “فإذا فهمت ذلك تستطيع أن تفهم كيف تدعو ربَّك، وإذا لم تفهم ذلك ولم تنتبه إلى مفاهيم الربوبية ولا القيام بحق العبودية ولا كيف تسير الأمور كلها فلن تفهم عنه ويُطَلْسَم عليك وتحيا للدنيا وتموت لها”.
قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن عدم الدعاء لتأخر الإجابة فيقول “: قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ ”.
وأضاف خلال رده على سؤال “ما حكم من يعرض عن الدعاء لأنه لم يستجابله؟”، عبر البث المباشر على موقع “فيس بوك”، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدعاء هو العبادة ليس معناه أن العبادة محسورة في الدعاء، ولكن معناه أن الدعاء الغرض منه عبادة الله سبحانه وتعالى وذلك لما فيه من إخلاص، وذلك لقوله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”.