الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لم ترحم حتي بيوت الله..

قتلته نيران الاحتلال على باب المسجد.. قصة المؤذن عماد شلح

المؤذن عماد شلح
المؤذن عماد شلح

في أول أيام العدوان الإسرائيلي الأخير الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة وتحديدا وقت أذان  العصر في الخامس من أغسطس الجاري وبالقرب من  عتبات مسجد أبو سمرة الذي تعلق به، باغت صاروخ إسرائيلي المؤذن الفلسطيني عماد شلح لتصعد روحه إلى بارئها.

المؤذن شلح والذي يبلغ من العمر  (51 عامًا)  أصابه صاروخا إسرائيليا أثناء ذهابه لرفع أذان العصر في المسجد الواقع في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ليُكافأ بالشهادة خصوصا أنه تعرض لأتعاب جسدية خلال الفترة الأخيرة.

" صدمتي ليست هيّنة " هكذا عبر نجل الشهيد، الشاب عبد الرحمن شلح (21 عامًا) عن استشهاد والده خلال العدوان الإسرائيلي الأخير .

و بكلمات يعتصرها الحزن والاسف والألم والمرارة قال عبد الرحمن أن والده وعمه، توجها إلى مسجد أبو سمرة للصلاة، حيث يبعد المسجد عن المنزل 100 متر للصلاة.

ويضيف : "سمعت صوت القصف وأنا في البيت؛ فهرولت مسرعًا لأجد والدي مضرجًا بدمائه على باب المسجد، وعمي أصيب بشظايا متفرقة، وما هي لحظات حتى احتضنت والدي ولقنته الشهادة".


ويسترسل عبد الرحمن كلماته عن ابيه قائلاً: "لم يكن يجلس بالبيت مقارنة بما يقضي من وقته في جنبات المسجد من قراءة للقرآن ورفعٍ للأذان، ورعاية بيت الله".

ويتابع حديثه "بالرغم من أوضاعنا الاقتصادية الصعبة كان يُقسّم رزق بقالتنا بين البيت والمسجد ويتبرع كثيرًا لخدمات المسجد وتكريم حفظة القرآن".

الشهيد شلح محبوب الحي

وكان الشهيد عماد شلح "أبو فارس" محبوبًا بين جيرانه، يشرف على بقالة صغيرة عمرها يزيد عن 20 عامًا، يأنس بأطفال الحي وكثيرًا ما يقدم لهم الهدايا.

ويلتقط أطراف الحديث شقيقه" إبراهيم شلح" (41 عامًا) ويقول أيضا ": "كان عماد رحمه الله يحترم جيرانه كثيرًا، ولم يؤذِ أحدًا منهم قط، وكان جل وقته يقرأ القرآن.. الله يصطفي من عباده شهداء".

ويتابع كلماته قائلا   "شقيقي كان يداوم بمسجد أبو سمرة كثيرًا، يذهب إلى الصلاة قبل ساعة من الأذان، يهتم برعاية المسجد استعدادًا لرفع الآذان، نحمد الله أن ارتقى وهو في محراب عبادته".

والمؤذن أبو فارس له خمسة أبناء (3 ذكور و2 إناث)، وأصيب بوعكة صحية خطيرة قبل عام أدخلته العناية المركزة وأجرى خلالها عمليةً جراحيه، ثم أصيب بكورونا مكث خلالها 20 يومًا بالمشفى.

وبين شقيقه كذلك  أن الوضع الصحي لـ "أبو فارس" ساء كثيرًا، حيث تدهور وضعه الصحي قبل يومين من شهادته، مضيفا، "إنها إرادة الله أن يصطفيه شهيدًا عرفانًا بما كان يقدمه للمسجد ورعايته".

ويرى شلح في شقيقه أبو فارس قدوة حسنة، إذ كان يحثه دومًا على الذهاب إلى المسجد وتقديم التبرعات له بالرغم من وضعه الاقتصادي الصعب، في وقت أنه كان دمث الخلق؛ "لكن حسبنا أنه رحل شهيدًا، نسأل الله أن يصبرنا على فراقه".

وأسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي استمر ثلاثة أيام، عن استشهاد 45 مواطنًا، بينهم 15 طفلًا و4 نساء وإصابة 360 بجراح مختلفة، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن "العدوان الإسرائيلي، خلّف أضرارًا لحقت بـما يقارب بـ 1500 وحدة سكنية منها 18 وحدة دمرت كليًا، و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و 1400 وحدة تضررت جزئيًا ما بين بليغ ومتوسط