تتميز مدينة طور سيناء بانتشار الأشجار في الشوارع وأمام المنازل والحدائق العامة وفي خلال أشهر الصيف ينضج النخيل ويزين الشوارع بالالوان الاحمر والاصفر والرطب الاسمر .
ورصدت كاميرا موقع "'صدى البلد " الاخباري انتشار النخيل في الشوارع وطلوع الاطفال والشباب للحصول علي ثماره الناضجة في سباق لطلوع أعلي النخيل في شوارع طور سيناء حتي أصبحت هواية ورياضة لأبناء طور سيناء واطلقوا علي الموسم "طالع النخل ".
وقد دعا أهالي طور سيناء لاستغلال نخيل الشوارع والاهتمام به وتنمية زراعة النخيل بالإضافة لإدخال الصناعات القائمة على النخيل والتي من بينها اثاث النخيل و مصنوعات زعف النخيل .
وقال الشاب حسين علي من شباب طور سيناء إن في موسم نضوج البلح الكل يتذوق ثمار التمر ومن لم يستطيع الصعود النخل يلقي بحجر لتنزل الثمار مشيرا إلي أن لابد الحفاظ علي النخيل وإذا كان من حقك التذوق والأكل فلا نرضي بالاهدار لثمار هذه النخيل.
واضاف المهندس الزراعي جمال النجار أنه لابد من الاهتمام بنخيل الشوارع من بداية التلقيح و حتي جني الثمار مشيرا إلي أن النخيل ثروة قومية بجنوب سيناء وخاصة أن الأرض والطقس مناسب لزراعة كل انواع النخيل وخاصة البارحي .
وقد حلت أشجار النخيل محل أشجار الزينة بشوارع وحدائق مدن محافظة جنوب سيناء، كونها لا تعد مصدر للغذاء فقط، بل هي أيضًا عامل للتوازن البيئي وتقليل آثار تغير المناخ، ومصدر للظل والحماية من رياح الصحراء المحملة بالرمال.
وفي موسم نضوج ثمار النخيل تتزين الشوارع الرئيسية بكافة المدن بثمار النخيل، وتتعاون إدارات الحدائق والتجميل بمجالس المدن مع مديرية الزراعة للاهتمام بهذه الأشجار التي أصبحت غذاء للطيور والمواطنين، وخاصة الأطفال الذين يتسارعون على جني التمور عقب نضجها.
قال الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء، قال إن أشجار النخيل التي تزين شوارع المدن بالمحافظة انتهاجها غزير للغاية، على الرغم من أنه يجري الاكتفاء بتقليمها وعدم رشها بأي مبيدات أو أسمدة، مشيرًا إلى أنه يجري شن حملات وقوافل زراعية لمواجهة سوسة النخيل، وهذه الحملات لا تستهدف المزارع فقط، ولكنها تستهدف أيضًا أشجار النخيل التي تزين الشوارع، وتجميل الميادين، وطبيعة نموها غير المتفرعة تجعلها لا تعيق المرور، وتوفير الظل، وتعطي منظر جمالي رائع.
وأكد وكيل وزارة الزراعة، أن لأشجار النخيل قيمة تنسيقية لتزين الشوارع والجزر الوسطية والحدائق، فيمكن زراعتها كنماذج فردية بعيداً عن بعضها على أن يكون لكل شجرة نخيل شخصية مستقلة بذاتها، أو زراعتها كمجموعات بحيث تكون كل مجموعة مؤلفة من ثلاث إلى خمس نخلات من نوع واحد، وترك مسافة بين كل مجموعة وأخرى لا تتجاوز الـ5 أمتار، حتى لا تقع ظلالها على بعضها.
وأوضح أن جميع أنواع أشجار النخيل تجود زراعتها بالمحافظة، ونجحت بالفعل زراعة أنواع البارحي والمجدول داخل المزارع النموذجية التابعة لجهاز التعمير، وتعطي إنتاج غزير ووفير يجري تصديره للمحافظات الأخرى.
وقال الشيخ عودة عفنان، من قرية الوادي بمدينة طور سيناء، إن أشجار النخيل تنتشر وتجود زراعتها بكافة مدن المحافظة، وتعطي إنتاجية غزيرة وعالية الجودة، ولكن إنتاج أشجار النخيل بالشوارع على الرغم من غزارته إلا أنه مهدر، ويستفيد منه الطيور وبعض المواطنين لونها فاكهة الصحراء المجانية، ويكون مصدر للهو الأطفال وجمع الثمار التي نضجت وتساقطت على الأرض، كما يقوم بعض المواطنين بتسلق الأشجار وقطع "سبايط" البلح إما لبيعها أو توزيعها على المواطنين.
وأكد "عفنان" أن عدم استغلال هذه الأشجار ترتب عليه ضياع الإنتاج، و إهدار آلاف الأطنان على الأرض، لعدم وجود شركات متخصصة تقوم بشراء وتجميع البلح، مطالبًا بإيجاد خطط لاستثمار هذه الثروة، ودعوة الشركات المتخصصة في إنتاج التمور بإقامة مصانع بالمحافظة، مما يسهم في توفير فرص عمل لأبناء المحافظة.