دعت الأمم المتحدة إلى السماح للمفتشين الدوليين بالدخول إلى محطة الطاقة النووية في زابوريجيا بأوكرانيا، بعد قصفها من قبل القوات الأوكرانية وسقوط حطام صاروخ علي بعد 400 متر فقط من المفاعل النشط، ولكن ما مدى خطورة الموقف وماذا سيحدث بعد ذلك؟
ما أهمية زابوريجيا؟
تعتبر محطة زابوريجيا النووية، التي بنيت في الحقبة السوفيتية، هي أكبر نحطة نووية في أوروبا، وتعتبر مفاعلاتها الـ6، التي يعمل اثنان منها على الأقل حاليًا، مهمة لكييف حيث يمكنها إنتاج الطاقة لما يصل إلى 4 ملايين منزل.
وتقع المحطة على الضفة الجنوبية لنهر دنيبر في إنيرجودار، جنوب غرب مدينة زابوريجيا نفسها، وتحتل المحطة موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية لكل من القوات الروسية والأوكرانية، التي كانت تتنافس على السيطرة على الموقع منذ بداية الحرب.
وأدى وجود المفاعلات المبردة بالماء، فضلاً عن منشأة تخزين الوقود المستهلك، في المحطة الكبيرة والمترامية الأطراف، إلى قيام روسيا باستخدامها كمنطقة مدفعية “محمية”، باستخدام المرافق لإطلاق النار على المواقع الأوكرانية في الاعتقاد بأن أوكرانيا لن ترد وتخاطر بوقوع حادث نووي.
الأمم المتحدة تحذر من"الإبادة النووية"
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، إن الهجوم على المحطة النووية الأوكرانية “انتحاري”.
وحذر جوتيريش، من أن العالم على بعد خطوة واحدة غير محسوبة قد تؤدي إلى "الإبادة النووية".
وأضاف في كلمته بمؤتمر للدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية "حالفنا الحظ بشكل استثنائي حتى الآن.. لكن الحظ ليس استراتيجية، ولا يقي من التوترات الجيوسياسية التي تتفاقم إلى حد النزاع نووي".
وتابع جوتيريش "البشرية اليوم على بعد سوء تفاهم واحد، خطوة واحدة غير محسوبة من الإبادة النووية"، داعيا إلى "بناء عالم خال من الأسلحة النووية".
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الروس باستخدام المحطة كـ”درع نووي” قائلاً: 'بالطبع لا يمكن للأوكرانيين الرد خشية وقوع حادث مروع يتعلق بالمحطة النووية' وقد سمح ذلك لروسيا باستهداف مناطق مثل مدينة نيكوبول عبر النهر التي تعرضت لقصف عنيف في الأسابيع الأخيرة.
قلق متجدد
هناك قضيتان تغذيان القلق بشأن الوضع في محطو زابوريجيا، التي تخضع للسيطرة الروسية.
القضية الأولي هي أن مسؤولو السلامة النووية الدوليين أصبحوا قلقين بشأن نقص قطع الغيار، وإمكانية الوصول للصيانة الروتينية للمفاعلات، وانقطاع الاتصال بالموظفين بسبب الصراع المستمر.
القضية الثانية هي إطلاق صواريخ جراد قرب المحطة النووية، حيث تبادل الروس والأوكرانيون الاتهامات بشأن مسؤولية القصف المتبادل.
وفقًا للمشغل الأوكراني، كانت الضربات قريبة من منطقة تخزين الوقود المستهلك حيث ادعى المشغل أن القوات الروسية “استهدفت بشكل خاص” الحاويات على الرغم من وجود القوات الروسية في الموقع.
تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الأوكرانيين قد بالغوا في بعض الأحيان في الادعاءات حول المخاطر النووية التي يشكلها الصراع في كل من تشورنوبيل وزابوريجيا، لذلك ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى خطورة حوادث القصف المتبادل.
ما مدى خطورة القصف قرب زابوريجيا؟
تم تصميم المفاعلات في محطة زابوريجيا لتحمل الضربات القوية، ومحمية بالفولاذ والخرسانة المسلحة بالإضافة إلى أنظمة الحماية من الحرائق.
ومع ذلك، فإن المباني التي تحتوي على الوقود المستهلك ليست مبنية بمستوى مماثل من الحماية، مما يعني أن تسرب الوقود المستهلك قد يكون أكثر خطورة من الاختراق الكارثي للمفاعل.
والحقيقة هي أن الوضع في محطة زابوريجيا النووية من حيث عمليات السلامة ربما يكون أخطر قضية، حيث تدهور نظام السلامة بسبب الصراع.