افتتح الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليوم الإثنين فعاليات الملتقى النوعي الأول تحت عنوان "الجامعات والطلبة الجدد.. مستقبل مشترك" بحضور الدكتور عبد المنعم سعيد ، و عبداللطيف المناوي ، ونخبة من رؤساء الجامعات المصرية، ولفيف من أساتذة الجامعات، وذلك بأحد فنادق القاهرة الكبرى.
وفى بداية كلمته، أكد الوزير أن دعم القيادة السياسية لمنظومة التعليم العالي حقق طفرة غير مسبوقة للتعليم الجامعي في كل ربوع الوطن، وهو ما يدفعنا لبذل مزيد من الجهد من أجل تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر.
ولفت الوزير إلى تزايد عدد السكان ببعض دول العالم، ومن بينها مصر حيث تخطى عدد سكانها 100 مليون نسمة، مؤكدًا أن القوة السكانية فى مصر إذا تم استغلالها جيدًا ستكون قوة تصديرية كبيرة خاصة إذا تم تعليم وتدريب الطلاب بشكل متميز على مهارات القرن الحادى والعشرين، موضحًا اعتدال الهرم السكاني في مصر، والذى تمثل فيه فئة الشباب قاعدة الهرم، مؤكدًا أن هناك قفزات سريعة بالصناعة والتكنولوجيا، تتطلب تأهيل طلابنا وتطوير مناهجنا؛ لمواكبة هذه التطورات.
وأضاف عبدالغفار أنه من المتوقع خلال عام 2025 اختفاء 85 مليون وظيفة حول العالم، فضلاً عن تغيير 40% من الخبرات والجدارات، موضحًا زيادة الطلب على وظائف محددة فى المستقبل كوظائف محلل البيانات، وإخصائي ذكاء اصطناعي، وأخصائي بيانات ضخمة، وإخصائي تسويق رقمي، ومحلل أمن البيانات، مشيرًا إلى انخفاض الطلب على وظائف أخرى مثل: مدخل البيانات، المحاسبين والمراجعين، موظف المخازن وتسجيل الأرصدة، موظف خدمة العملاء، عمال التجميع بالمصانع، والسكرتارية الإدارية والتنفيذية.
ونوه د.عبدالغفار إلى أهم المهارات المطلوبة فى عام 2025 وهى: التفكير التحليلي والابتكار، حل المشكلات المعقدة، التفكير النقدي والتحليل، الإبداع والأصالة والمبادرة، القيادة والتأثير الاجتماعي، المرونة وتحمل الضغوط، واستخدام ومراقبة التكنولوجيا والتحكم فيها، مشيرًا إلى أن معظم المهارات المطلوبة حالياً مهارات إلكترونية، لافتًا إلى أنه في المستقبل سيزيد الاعتماد على "الذكاء المعزز" وهو مزيج من الذكاء الإنساني والذكاء الاصطناعي.
واستعرض د.خالد عبدالغفار إستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بعناصر منظومة التعليم العالي وهي: الطالب، البنية التحتية، البيئة التعليمية، أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والجهاز الإداري، مشيرًا إلى أن التعليم يأتى على رأس أولويات الدولة المصرية، وأن المشروعات القومية بالوزارة في عهد الرئيس السيسي بلغ عددها 902 مشروع بتكلفة 179 مليار جنيه تتنوع ما بين إنشاء جامعات أهلية، وحكومية، وتكنولوجية، ومعاهد تكنولوجية، ومستشفيات جامعية، ومراكز ومعاهد بحثية، وبنية تحتية معلوماتية.
ولفت الوزير إلى التطور الكبير الذي شهدته الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا خلال الفترة الماضية، فضلاً عن إنشاء أربع جامعات أهلية ذكية بدأت الدراسة بها بالفعل خلال العامين الماضيين وهم جامعات: الملك سلمان الدولية، العلمين الدولية، الجلالة، المنصورة الجديدة، طبقاً لأحدث التجهيزات والمعامل الطبية والهندسية.
وحول الجامعات التكنولوجية، أشار د.عبدالغفار إلى إنشاء 3 جامعات تكنولوجية في المرحلة الأولى، والتي بدأت الدراسة بها بالفعل وهي جامعات: القاهرة الجديدة التكنولوجية، وبني سويف التكنولوجية، والدلتا التكنولوجية بقويسنا، لافتًا إلى أن المرحلة الثانية للجامعات التكنولوجية تشمل 7 جامعات وهى: (جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية - جامعة برج العرب التكنولوجية - جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية - جامعة طيبة التكنولوجية - جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية - جامعة سمنود التكنولوجية - جامعة مصر الدولية التكنولوجية وتشمل (الكلية التكنولوجية بالقاهرة – الكلية التكنولوجية بالفيوم"دمو" – الكلية التكنولوجية المصرية الألمانية بأسيوط).
وأوضح الوزير أن العام الدراسي القادم 2022-2023 سيشهد بدء الدراسة بـ 12 جامعة أهلية منبثقة عن الجامعات الحكومية، وهي جامعات: (أسيوط الأهلية، المنصورة الأهلية، بني سويف الأهلية، الإسكندرية الأهلية، حلوان الأهلية، الزقازيق الأهلية، بنها الأهلية، الإسماعيلية الجديدة الأهلية، قنا الأهلية، المنوفية الأهلية، المنيا الأهلية، شرق بورسعيد الأهلية).
كما أشار د.خالد عبدالغفار إلى افتتاح أفرع الجامعات الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة الماضية، وهى: مؤسسة الجامعات الكندية في مصر، التي تستضيف فرع جامعة جزيرة الأمير إدوارد وفرع جامعة رايرسون، ومؤسسة جامعات المعرفة الدولية التي تستضيف فرع جامعة كوفنتري البريطانية، ومؤسسة جلوبال التي تستضيف فرع جامعة هيرتفوردشاير البريطانية، ومؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر والتي تستضيف فرعًا لكل جامعة من جامعتي (لندن، وسط لانكشاير)، مؤكدًا أن تلك الجامعات تضم برامج دراسية متميزة ومطلوبة فى سوق العمل بالداخل والخارج كهندسة الحاسب الآلي، وهندسة الطيران، والجرافيك، وفن التصوير، والموسيقى الاحترافية، والتصميم الداخلي، وغيرها من البرامج التي تتوافق ورغبات الطلاب في المستقبل.
وفى ختام كلمته، أكد الوزير أن كافة المجهودات السابقة هى نتاج عمل جماعي ضخم، وهو ما انعكس على منظومة التعليم العالي في مصر التي حصدت العديد من الإشادات الدولية، والتى تمثلت في إدراج 24 جامعة مصرية بالتصنيفات الدولية للجامعات، وزيادة عدد الطلاب الوافدين الدارسين بالجامعات المصرية.
شارك في فعاليات الملتقى ممثلي الجامعات الحكومية، والأهلية، والخاصة، وفروع الجامعات الأجنبية، وجمعيات المجتمع المدنى ذات الصلة، ونخبة من خبراء التعليم والتربويين، والبرلمانيين، وعدد من الطلاب وأولياء الأمور.
جدير بالذكر، أن الملتقى يستهدف أن يكون منصة أخرى من منصات العمل العام الإعلامي الذي تقوم بتقديم إنجازات الدولة المصرية بكل مهنية ومصداقية، وخاصة التعليم العالي والبحث العلمي، وتعريف الطلاب المقبلين على التقديم للالتحاق بالجامعات بالتحولات المذهلة في مجال تأسيس وتجهيز الجامعات الجديدة، وتعزيز الكفاءة القائمة وفق إستراتيجية معلنة ومتكاملة، وكذا تعريفهم بالكليات والبرامج الجديدة والآفاق الوطنية المستقبلية في العمل والتعليم، وبناء المعرفة والقدرات.
وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى يتضمن عدة جلسات، حول "السياسة العامة للدولة في مجال التعليم العالي.. احتياجات المجتمع واتجاهات المستقبل"، و"الهيكل الجامعي المصري وقدرته على مواكبة اتجاهات العصر والمنافسة الداخلية والخارجية في التعليم العالي"، و "عصف ذهني حول كيفية تغيير واقع التعليم الجامعي في مجالات البرامج التعليمية والبحوث وتنمية المجتمع والتفاعل مع التطورات العالمية المقبلة".