كرتونة البيض بـ48 جنيها.. تراجع الأسعار يهدد الصناعة ومخاوف من وصوله لمستوى تاريخي

 تشهد أسعار البيض والدواجن انخفاظا ملحوظا خلال الأيام الماضية، بعد موجة ارتفاع غير مسبوقة شهدتها الأسواق، ووصل أقصى ارتفاع لكرتونة البيض خلال موجة ارتفاع أسعار إلى حوالي 85 جنيها، ولكن في أخر تحديثات لأسعار البيض، وصل سعر كرتونة البيض إلى حوالي 50 جنيها في المزرعة.

انخفاض أسعار البيض رغم ارتفاع الأعلاف

وبالرغم من انخفاض أسعار البيض والدواجن حاليا، إلا أن هذا الانخفاض غير منطقي، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد الانتاجية، حيث شهد الأسبوع الجاري زيادة بقيمة 500 جنيه، مقابل الأسبوع الماضي، ليتراوح سعر طن الأعلاف بين 8400 إلى 8600 جنيه، ويرجع هذا الارتفاع إلى أسعار المواد الخام المكونة للأعلاف عالميا من الذرة وفول الصويا، حيث وصلت لمستويات قياسية لم تبلغها منذ 8 سنوات.

بتخفيضات تصل لـ 30% |ننشر أسعار البيض والدواجن بوزارة الزراعة

البيض بـ77 جنيها.. أسعار الدواجن اليوم الأحد 7 أغسطس

كان من المفترض أن يستمر ارتفاع أسعار البيض والدواجن في الفترة الحالية، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف التي تستورد مصر منها حوالي 70% من خامات الذرة الصفراء وفول الصويا من الأرجنيتن والبرازيل وأوكرانيا بكميات وصلت لحوالي 10 ملايين طن من الذرة، و4.7 مليون طن من فول الصويا، فيما تنتج مصر 3 ملايين طن بين الذرة الصفراء والبيضاء والرفيعة.

ارتفاع أسعار الأعلاف غير منطقي

في هذا الصدد، قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن في الغرف التجارية، إن ارتفاع مستلزمات إنتاج الأعلاف : الذرة بنسبة حوالي 70%، وفول الصويا بنسبة 30%، وهذه المستلزمات يتم استيراد نسبة كبيرة منها من الخارج، ولكن ارتفاع مستلزمات الانتاج ليس له مبرر حاليا، لأنه لا توجد مشكلة بعد الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا على الافراج عن شحنات الحبوب في ميناء أوديسا وبدء ضخها بالفعل.

وأوضح السيد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن أسباب الارتفاع أصبحت غير منطقية، حيث زاد  سعر الذرة 2000 جنيه، وزاد سعر فول الصويا 1500 جنيه، ولذلك ارتفع سعر العلف، وبالتالي يجب أن تكون هناك رقابة على هذه الارتفاعات غير المبررة، وأن كان أحد أسبابها هو التأخر في الحصول على المستندات للشحنات الموجود في الموانئ، فهذا لا يستلزم أن ترتفع بهذا الشكل.

المنتجون يتعرضون لخسائر كبيرة

وأشار رئيس شعبة الدواجن، إلى أنه بالرغم من ارتفاع سعر الأعلاف إلا أنه حدث انخفاض في أسعار البيض والدواجن، بحيث تباع الدجاجة الواحدة في المزرعة بـ 25.5 جنيه، في حين أن تكلفة إنتاجها 34 جنيها، وبالتالي يخسر المنتج 10 جنيهات، ولن تستمر المزرعة في الانتاج وتخرج من السوق مما يؤدي إلى خسارة جزء من إنتاج السوق المصري.

وأكد أن إنتاج البيض يعاني نفس مشكلة إنتاج الدواجن، وكذلك الأمهات، حيث أن الكتكوت يباع بحوالي 3 أو 4 جنيهات، في حين أن تكلفته 6 جنيهات.

ولفت إلى أن هذه الخسائر التي يتعرض لها المنتجون، سوف تتسبب في خروجهم من منظومة الإنتاج بسبب ارتفاع التكلفة والخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها، ما قد يتسبب في نقص إنتاج مصر من الثروة الداجنة، ويتسبب بدوره في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن كيلو الدجاج في السوبر ماركت يباع بـ 65 جنيها، ولو حدث شح في الانتاج سوف نستورد المزيد ويزداد سعره أكثر.

الحل في بورصة الدواجن

واقترح الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، بأن يتم تنفيذ مقترح وزير الزراعة، بشأن بورصة الدواجن، وأن يكون هناك مكتب فني للبورصة مكون من خبراء الصناعة تحت إشراف قطاع الانتاج الحيواني، للوقوف على التكلفة الفعلية للإنتاج ، وإضافة الـ 10% مكسب للمنتج، ومصر بالفعل تستطيع تنفيذ هذه الآليات نظرا للخبرات التراكمية الكبيرة جدا.

قلة الطلب سبب انخفاض أسعار البيض

وعن أسباب انخفاض أسعار البيض، رغم ارتفاع مستلزمات الإنتاج، أكد السيد، أنه ذلك يعود إلى انخفاض الطلب على المنتج، والحملة الإعلامية بالنسبة للبيض، وكانت نتائجها سلبية على الصناعة، حيث وصل سعر البيض لـ 50 جنيها ويوجد من يبيعه بـ 48 خوفا من فساده.

واختتم: مصر تنتج حوالي 1.5 مليار دجاجة في السنة، ويمكن أن يزداد الإنتاج إلى 2.2 مليار دجاجة، وبالتالي إمكانية تصدير 750 ألف دجاجة سنويا مع الاكتفاء الذاتي، كما ويصل نصيب الفرد من بروتين الدجاج حوالي 21 كيلو، أما عن مستلزمات الإنتاج، فإن مصر تنتج 3.1 مليون طن ذرة، وتسورد 12 مليون طن، ويوجد توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة الإنتاج الزراعي في مشروع الدلتا الجديدة ومستقبل مصر.