الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يؤدي فشل محادثات النووي بين إيران وأمريكا إلى اشتعال حرب في المنطقة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن التطوّرات الأخيرة في المنطقة العربية، من اقتراب إيران لتصبح دولة عتبة نووية، وزيادة اسرائيل استهدافاتها لإيران، تهدد بتقويض خطط واشنطن الخاصة بالشرق الأوسط والمتعلقة بالعودة للاتفاق النووي.

وأمس السبت، وضعت إيران عقبة رئيسية في طريق التوصل إلى تفاهم يعيد إحياء الاتفاق النووي في ظل المفاوضات الجارية بالعاصمة فيينا، فيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن دبلوماسي غربي قوله إن ”إيران اشترطت إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بإغلاق ملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاص بثلاثة مواقع غير نووية ملوثة باليورانيوم".

وتشمل نقاط الخلاف الأخرى مطالبة طهران بأن تقدم واشنطن ضمانات بعدم تخلي أي رئيس أمريكي عن الصفقة كما فعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لكن بايدن لا يمكن أن يعد بذلك لأن اتفاق 2015 هو تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا.

وتطالب إيران أيضًا بإنهاء تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المواد النووية الموجودة في إيران، وفقا لدبلوماسيين، وهو شرط رفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون مرارًا الموافقة عليه. وقالت تلك الدول إن التحقيق لن ينتهي إلا عندما تقتنع الوكالة بأن إيران أجابت على أسئلتها حول منشأ تلك المواد النووية والغرض الذي استُخدمت من أجله.

عقبة طهران

ويرى الدبلوماسي الغربي في هذا الشرط الإيراني عقبة رئيسية في طريق التوصل إلى اتفاق يعيد إحياء اتفاق عام 2015 المتعلق بالملف النووي. بينما أكد مسؤولون إيرانيون أنه إذا تمت الاستجابة للمطالب الخاصة بضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فسيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق نهائي.

كانت إيران قد توصلت إلى اتفاق مع الوكالة التابعة في فبراير على إطار عمل لمحاولة إنهاء التحقيق النووي ضمن جدول زمني لطهران للإجابة على أسئلتها، لكن إيران فشلت في الامتثال لهذا الإطار.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإيرانيين أعربوا عن رغبتهم في التعبير مرار خلال الأشهر الأخيرة، أنهم لن يعودوا إلى الاتفاق النووي إلا إذا تم إغلاق التحقيق الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدائر منذ ثلاث سنوات بشأن الأنشطة النووية الإيرانية.

ووفقًا لهذا التقرير، بدأ تحقيق وكالة الطاقة الدولية في عام 2018 بعد تقارير إسرائيلية قالت إن إيران تحتفظ بمعدات متعلقة بالأسلحة النووية في مكان قريب من طهران.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بناء على عينات بيئية أجرتها في إيران أنها عثرت على آثار يورانيوم في ثلاثة مراكز غير نووية، وغير معلنة، وطالبت إيران بتفسير في هذا الصدد.

وبحسب "فورين أفيرز" فإنه في حال الفشل في التوصل إلى اتفاق نووي، فإن الولايات المتحدة مستعدة لتبنّي نهج إسرائيل الحالي لإحتواء إيران، بيد أن هذا يستلزم من واشنطن تشديد الخناق الاقتصادي على طهران من خلال إجبارها على الخروج من سوق النفط.

أزمات طويلة الأمد

وأشارت المجلة إلى أن في حالة وجود تصعيد إثر تعثر المفاوضات، فمن شأن هذا التصعيد أن يطيل أمد الأزمات السياسية في العراق ولبنان، وحتى في اليمن الذي يشهد هدنة هشة، وكذلك إعادة إشعال الصراع في سوريا، لافتة إلى أن يعني أن الولايات المتحدة ستتراجع وتُجبر على التعامل مع المنطقة في الوقت الذي ترغب فيه في التركيز على روسيا والصين.

من جانب آخر، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" عن سوزان ديماجيو، الباحثة في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، قولها إن "آخر شيء تحتاجه الولايات المتحدة هو أزمة نووية مع إيران يمكن أن تتصاعد بسهولة إلى صراع إقليمي أوسع"، فيما قال إيلي جيرانمايه، المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "في نهاية المطاف، تعرف طهران وواشنطن أن البدائل لانهيار خطة العمل الشاملة المشتركة رهيبة".

وأضاف "من غير المرجح أن يكون هذا اجتماعا يحل القضايا العالقة"، لكنه "يمكن أن يحدث انفراجة ضرورية لدفع المحادثات نحو خط النهاية بدلا من الانهيار".