كشف تقرير نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية، عن السيناريوهات التي قد تنهجها الصين للسيطرة على جزيرة تايوان، والتي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها، في هجوم سريع لن يزيد عن يومين فقط.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إنه عندما تقرر الصين الاستحواذ بالقوة على تايوان، فإنها ستقوم بذلك من خلال هجوم سريع يمتد لـ48 ساعة فقط، حتى لا يكون لدى الغرب وقت للرد.
ومنذ يوم الخميس، تجري الصين مناورات حرب غير مسبوقة، مطوقة الجزيرة بشكل شبه كامل بسياق ردها الغاضب بعد أن أصبحت نانسي بيلوسي، العضو الديمقراطية البارزة والثالثة في ترتيب الرئاسة الأمريكية، فيما تعمل عددًا من الحكومات الغربية اليوم على افتراض أن الهجوم العسكري الصيني بات قريبًا جدًا، إذ تستفيد القيادة الصينية من السيناريوهات والإخفاقات التي مرت بها القيادة الروسية في حربها على أوكرانيا.
وبحسب استنتاجات بكين، فإن الحكومات الغربية احتاجت يومين على الأقل للاستجابة بشكل صحيح على شن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين هجومه العسكري الواسع على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وبالتالي تلك هي الفترة الزمنية الحاسمة التي يمكن من خلالها تحقيق مكاسب لا رجوع عنها.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن فشل موسكو بالاستيلاء على كييف والإطاحة بحكومة الرئيس الأوكرانية فولديمير زيلينسكي في أول 48 ساعة من بدء ما تسميها موسكو "العملية العسكرية الخاصة"، فإن الروس تركوا الباب مفتوحًا على مصراعيه لحصول كييف على دعم غربي كبير.
وفي حين يبقى أكبر سؤالين لم تتم الإجابة عليهما هما متى وكيف، تحذر تايوان أن الهجوم قد يأتي في وقت مبكر من 2023. وبالتالي يمكن رسم 4 سيناريوهات محتملة يمكن أن تطبقها الصين للسيطرة على تايوان:
محاصرة تايوان
يمكن استخدام التدريبات العسكرية المستمرة لإرهاق تايوان ماليًا واقتصاديًا وعمليًا، إذ فمن شأنها استنزاف القوات المسلحة التايوانية لكونها على أهبة الاستعداد لفترات طويلة من الزمن. كما ستمكن الصين من نشر آلياتها العسكرية في أفضل المواقع الممكنة حول الجزيرة لتكون قادرة على شن هجمات بسرعة. ويمكن لبكين استغلال التدريبات التي تجري هذا الأسبوع ذريعة لإنشاء منطقة حظر جوي وجمارك مطبقة بالكامل لعزل تايوان عن المساعدة الخارجية.
السيطرة على جزر ماتسو وكينمن
لطالما نظرت بكين إلى الجزر الصغيرة في مقاطعة فوجيان، والتي يقع بعضها على بعد أقل من 10 كيلومترات من البر الرئيسي للصين، على أنها جزء من أراضيها. ويمكن لبكين أن تغزو بعض أو كل تلك الجزر، لكون كلفة هذه الخطوة قليلة جداً بسبب كونها مفصولة بريًا عن تايوان، وبالتالي أي رد عسكري من تايبيه، إما من خلال تعزيز دفاعاتها أو إرسال المقاتلين إلى تلك الجزر، من شأنه تشجيع بكير على أن تكون أكثر ميلاً إلى المغامرة بطريقة مشابهة إلى استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في 2014.
هجوم جوي على تايوان
يمكن للصين أن تختار شن هجمات مباشرة من الجو التي من شأنها تقليل مخاطر السيطرة الشاملة، ما يعني أن الدفاعات الساحلية والرادارات والمطارات ستكون الأهداف المحتملة مع تجنب استهداف المراكز السكانية الرئيسية، الأمر الذي قد يدفع تايوان إلى طاولة المفاوضات درءًا لسقوط الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين. سيكون تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، لكن الصين قد تشعر أن الطبيعة المحدودة لتلك الهجمات قد لا تثير رد فعل من الغرب.
في هذا السيناريو، من المرجح أن تزيد الولايات المتحدة من جاهزية قواتها في المنطقة، لاسيما تلك في اليابان، وقد تضع طوكيو جيشها أيضاً في حالة تأهب، خصوصًا تلك التي يمكن استهداف من خلالها الصواريخ الباليستية الصينية. وإذا لم تستدع خطوة الصين أي رد، فيعني ذلك أن الصين لم تقم بالمطلوب لإجبار تايوان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكنه سيضع الغرب في حالة تأهب تجاهها.
الاجتياح الشامل
بحال الهجوم الشامل، ستسعى الصين إلى إنزال قواتها في نقاط استراتيجية، متسابقة عبر مضيق تايوان البالغ طوله 70 ميلاً تحت غطاء الصواريخ والطيران الحربي لإلهاء أي مدافعين من تايوان. كما من المرجح أن يتم استخدام الحرب الإلكترونية على نطاق واسع لتعطيل اتصالات تايوان وبث الذعر بين العامة، بغية التغلب على دفاعات تايوان الملموسة وتحطيم قوة الإرادة لدى شعب تايوان بالدفاع والمعنوي والمقاومة.
وتختم الصحيفة البريطانية تقريرها بالإشارة إلى أن الرد الدولي على أي من تلك الخطوات سيكون مضمونًا، وغالبًا ما سيكون بإدارة الولايات المتحدة ومن المحتمل أن تشمل حلفاء آخرين مثل اليابان واستراليا، وقد تنضم الهند ولكن من دون مشاركتها عسكريًا. كما من المحتمل ألا يكون لدى بريطانيا قوة عسكرية مباشرة قادرة على الرد على أي من أنواع الهجوم الصيني، ولكن سيكون لها المقدرة على توفير المعلومات الاستخباراتية والقدرات الإلكترونية لأي رد تقوده الولايات المتحدة.