الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة صيام يوم عاشوراء .. وحقيقة الليالي الخمس التي تدخل الجنة؟

قصة صيام يوم عاشوراء
قصة صيام يوم عاشوراء

قصة صيام يوم عاشوراء .. يكثر البحث مع اليوم التاسع من محرم عن قصة صيام يوم عاشوراء وفضله وأحكامه ولماذا أوصى النبي بالجمع مع تاسوعاء رغم أنه صلى الله عليه وسلم لم يصم في حياته سوى يوم عاشوراء فقط. 

ومن خلال التقرير التالي نوضح قصة صيام يوم عاشوراء ولماذا لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم يوم تاسوعاء رغم وصيته بصيامه. 

قصة يوم عاشوراء

قصة صيام يوم عاشوراء 

صيام يوم عاشوراء -اليوم العاشر من شهر محرّم- هو يوم عاشوراء عند المسلمين، وهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، وقد ورد في سبب صيام يوم عاشوراء الكثير من الأحاديث التي تذكر فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه.

ويوم عاشوراء، هو اليومُ الذي أنجى اللهُ تعالى فيه موسى وقومَه، وأغرقَ فرعونَ وقومَه؛ فصامه موسى شُكرًا، ثم صامه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه…»،  إلا أن النبي لم يصمه لوفاته صلوات ربي وسلامه عليه وقد انتوى قبل رحيله بعام أن يصوم التاسع والعاشر. 

سبب صيام يوم عاشوراء عند اليهود

وسبب صيام اليهود يوم عاشوراء ورد في الروايات أنّ يوم نجاة موسى -عليه السّلام- من عدوّه فرعون كان يوم العاشر من شهر مُحرّم المسمّى بيوم عاشوراء، فصامه اليهود تعظيمًا له، واتّخذوه عيدًا لهم يوم أن نجّاهم الله -تعالى- مع نبيّهم موسى -عليه السّلام- من خطر عدوّهم فرعون، فلبست نساؤهم الحليّ واللباس الحسن ابتهاجًا بيوم عاشوراء.

وصيام اليهود ليوم عاشوراء يبدأ قبل غروب الشّمس بربع ساعةٍ، ويستمرّ حتى غروب شمس اليوم التالي بربعِ ساعةٍ تقريبًا، فهم يصومون ما يقارب خمسًا وعشرين ساعةً متتالية في يوم عاشوراء ولا يزال هذا الصّيام قائمًا بينهم حتى اليوم.

العبادة في يوم عاشوراء

سبب صيام يوم عاشوراء عند المسلمين

لقد كان السّبب الرّئيسي وراء تشريع صيام يوم عاشوراء هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى - عند مسلم شكرًا - فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه).

 

حكم صيام يوم عاشوراء

ورد في الشرع الحنيف صيام يوم عاشوراء سنة عن النبي الكريم، فهو يوم من أيام الله وورد الاحتفال به على شكل مخصوص وكذلك صومه، وكان محل اهتمام من المسلمين وغيرهم.


هل صيام يوم عاشوراء بدعة ؟

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن البعض يعترضون على الاحتفال بيوم عاشوراء لأنه اليوم الذى قتل فيه سيدنا الحسين عليه السلام، لافتا إلى أن هذا الكلام ليس صحيحا فبالرغم من صحة الواقعة وقتل الحسين فى هذا اليوم، ولكن الشرع لم يطلب منا أن نقيم المآتم فى ذكرى وفاة أولياء الله الصالحين والمرسلين والأنبياء.

وأشار إلى أننا نحتفل بالمعانى الدينية فى يوم عاشوراء وليس بموت سيدنا الحسين، كما أننا نحتفل بمولد النبى، حيث إنه كان نعمة كبرى للعالم، وقدومه إلى هذه الدنيا، كما أن النبى مات يوم أن ولد، فالاحتفال ليس بوفاته ولكن بقدومه إلى الدنيا.

 

صيام عاشوراء منفردا

يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو منفردًا، إلا أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع، خروجًا من الخلاف.

 

حكم صيام يوم عاشوراء عند المسلمين

صيام يوم عاشوراء سنة نبوية، طبقا للحديث الشريف عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم – يعني: يوم عاشوراء- وهذا الشهر، يعني: رمضان". 

يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صامه نوح وموسى - عليهما السلام، وروى إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم».

 

مراتب صيام عاشوراء

صيام يوم عاشوراء كما سبق وذكرنا أنه  سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صامه النبي وأمر بصيامه لعظيم فضله، وجزيل أجره، وصيام يوم عاشوراء يأتي على عدّة مراتب، لا بد أن يكون المسلم على دراية بها قبل نيته صيام عاشوراء، ومراتب صيامه هي:

1- صيام يوم عاشوراء ويوم تاسوعاء، ودل عليه حديث عبدالله بن عباس قال: (حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ –إنْ شَاءَ اللَّهُ– صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)

2- صيام يوم عاشوراء ويوم قبله و يوم بعده، دل عليه حديث عبدالله بن عباس قال: (صوموا يومَ عاشوراءَ، وخالفوا اليَهودَ، صوموا قبلَهُ يومًا، أو بعدَهُ يومًا)

3- صيام يوم عاشوراء منفردا، وهذا لا يستحب ولكنه جائز.

 

أجر صيام يوم عاشوراء

أعلنت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ، فضل يوم عاشوراء، الذي يوافق العاشر من شهر محرم الجاري، الموافق الاثنين القادم، لما له من طقوس خاصة ومنزلة كبيرة وردت في السنة النبوية، قائلة:" يوم عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم؛ وقد ورد في فضل صيامه أنه يكفر ذنوب السنة التي قبله.

وتابعت دار الإفتاء المصرية:"فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»
واستدلت دار الإفتاء المصرية، بما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِى اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِى إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخارى فى "صحيحه"، وعن السيدة عائشة رضى الله عنها: "أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء" أخرجه مسلم فى "صحيحه".

صيام يوم عاشوراء

خمس ليال لا من واظب عليهن دخل الجنة

وكشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن خمس ليال من واظب عليهن دخل الجنة،  مستدلا بما جاء عن خالد بن معدان حيث قال: "خمس ليال في السنة من واظب عليهم رجاء ثوابهن وتصديقا بوعدهن أدخله الله الجنة : أول ليلة من رجب يقوم ليلها ويصوم نهارها ،وليلة الفطر ،وليلة الأضحى، وليلة عاشوراء ، و ليلة النصف من شعبان ".

بينما قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن رواية «خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة» ليست حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم-.

وذكر «الجندي» لـ«صدى البلد» نص الرواية بأنها عنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسُ لَيَالٍ لا تُرَدُّ فِيهِنَّ الدَّعْوَةُ: أَوَلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةُ الْفِطْرِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ».
وأوضح أن هذا ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم يروهِ علماء الحديث مسنداً إليه عليه الصلاة والسلام، إلا رواية الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 196)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ 408)، وفي إسناده إبراهيم بن أبي يحيى وآخرون متهمون، ولذلك ضعفه الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص الحبير".

وتابع: ورأى بعض العلماء هذا النص من كلام بعض الصحابة والتابعين؛ فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (317/4/ح7927) موقوفاً على ابن عمر، وأخرجه البيهقي موقوفاً على أبي الدرداء في "السنن الكبرى" (319/3/ح6087)، وفي أسانيدهم ضعف أيضاً.
واستطرد: قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: "بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يُستجاب في خمس ليال: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان... وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضاً" "الأم" (1/ 264).