تمر اليوم ذكرى إصدار فرمان 7 أغسطس 1879 حيث قام السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بإصدار فرمان يقيد به المزايا التي كان يتمتع بها خديو مصر وذلك بعد أقل من أسبوعين من عزل الخديو إسماعيل وتنصيب الخديو توفيق.
وكان الخديو إسماعيل قد حصل علي مجموعة من الامتيازات في عهد السلطان عبد العزيز الأول بمقتضى الفرمان الشامل الصادر في عام 1873 .
كانت هناك رغبة فى التخلص من إسماعيل كبيرة لدى الأوروبيين، فبعد افتتاح قناة السويس للملاحة هى الشريان المائى الاستراتيجى الذى يربط الدول الأوربية بمصادر المواد الخام فى دول جنوب شرق آسيا، وبعد توسعات إسماعيل فى شرق أفريقيا واصطدامه بأطماع الأوربيين هناك، فضلاً عن مشروعات إسماعيل العملاقة فى مصر والتى تحولها إلى دولة رائدة فى المنطقة، كل هذا جعل الأوروبيين و على رأسهم إنجلترا يبحثون عن الثغرات للتدخل فى مصر، وكانت أزمة الديون هى الثغرة التى نفذوا منها.
صدر فرمان 7 أغسطس 1879 بعد ستة أسابيع فقط من صدور فرمان بعزل الخديو إسماعيل عن حكم مصر في 26 يونيو 1879.
وبموجب هذا الفرمان أصبح من الضرورى إبلاغ السلطان العثماني بنصوص المعاهدات التى تنوى مصر عقدها مع الدول الأخرى أضافة الي عدم زيادة أفراد الجيش عن 18 ألف جندي وقت السلم وكذلك منع مصر من عقد قروض جديدة إلا إذا كانت لتسديد الديون القديمة.
صدر القرار الرسمي بتولي الخديو توفيق حكم مصر في 9 أغسطس 1879 اي بعد يومين فقط من صدور فرمان تقييد تقييد المزايا.
وكان موقف القوى الأوروبية من فرمان 1879، هو الرفض التام، حيث قامت كل من دولتى فرنسا وبريطانيا رفض تنفيذ فرمان 1879 الذى ينص على سحب امتيازات الخديوية ليس عطفا على الخديوى ولكن منعاً لزيادة نفوذ السلطان.
وتسبب الفرمان الجديد الصادر من السلطان العثماني في تقليص سلطات الخديو توفيق وكان لقرار تقليص عدد جنود الجيش أثره الكيير في إضعاف قوة مصر الدفاعية عندما هاجمها جيش الإحتلال البريطاني في سبتمبر 1882 ..