قال الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن الظلم يكونأعظم إذا وقع في الزمان والمكان المعظم.
الظلم يكون أعظم
واستشهد " بن حميد" خلالخطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال الله عز وجل “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”.
وتابع وقال تبارك وتعالى (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الآية 25 من سورة الحج ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في المدينة حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " .
أفضل الصيام بعد رمضان
ونبه إلى أن ربكم قد نسب شهركم هذا إليه على لسان نبيكم وحثكم فيه على الصيام وقرنه بالقيام له في جوف الليل والسحر فقال عليه الصلاة والسلام " أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل ".
وأشار إلى أن إضافته إلى الله سبحانه وتعالى تدل على شرفه وفضله فإنه تبارك وتعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته ولذلك ندب فيه إلى العمل الذي نسبه إلى نفسه وهو الصوم فقال في الحديث القدسي " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي " .
أفضل الأعمال
وواصل : فطوبى لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر وطوبى لمن أظمأ نفسه ليوم الري الأكبر وطوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره والدنيا كلها شهر صيام المتقين وعيد فطرهم يوم لقاء ربهم ومعظم نهار الصوم قد ذهب وعيد اللقاء قد اقترب.
ونوه بأن أفضل الأعمال ما أُكرهت عليه النفوس وقرآنها أقرب للتدبر لانقطاع الشواغل وحضور القلب وتواطئه مع اللسان على الفهم ففي الأسحار ينزل الجبار وفتح أبواب السماء واستجابة الدعاء واستعراض حوائج السائلين عند رب العالمين.
ودلل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله وتكفير للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد "، منوهًا بأن يوم العشر من المحرم يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة وما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم يعني يوم عاشوراء.