تعيش العلاقات الإسرائيلية المغربية في الآونة الأخيرة ازهي عصورها وتطور ملموس وملحوظ في الكثير من المجالات المختلفة.
وتكثف المغرب وإسرائيل تعاونهما منذ استئناف علاقاتهما الدبلوماسية أواخر العام 2020 بموجب اتفاق ثلاثي بين الرباط وتل أبيب وواشنطن.
مذكرة تفاهم للتعاون في مجال القضاء
ففي السادس والعشرين من يوليو الماضي مذكرة تفاهم للتعاون في مجال القضاء، وذلك أثناء زيارة وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر إلى المملكة، في سياق تعزيز الشراكة المتنامية بين البلدين منذ تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية؛ حيث تضمنت المذكرة تحديث منظومة العدالة ورقمنة الخدمات القضائية، ومكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
وتهدف المذكرة ، بشكل خاص إلى التعاون لتحديث منظومة العدالة ورقمنة الخدمات القضائية، وكذلك في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب بجانب إطلاق حوار بين المحاكم الشرعية المتخصصة في شؤون الأسرة في البلدين.
أكبر طائفة يهودية في شمال إفريقيا
وتضم المغرب أكبر طائفة يهودية في شمال إفريقيا، على الرّغم من الهجرة الكبيرة إلى إسرائيل منذ 1948 حيث بلغ عدد المغاربة اليهود بحوالي ثلاثة آلاف شخص.
بناء سفارة اسرائيلية بالرباط
وفي الاول من أغسطس الجاري؛ أعلن ديفيد غوفرين، القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، عن انطلاق مشروع بناء السفارة الإسرائيلية في المغرب، بالتوقيع على عقد البناء.
وأبرز الديبلوماسي الإسرائيلي، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”، قائلا: “إنني سعيد جدا بمشاركة معكم هذه الصورة، التي تشهد إحدى اللحظات التاريخية التي عشتها مع فريق عملي”.
وتابع غوفرين، في السياق ذاته: “تم التوقيع على عقد بناء مقر السفارة الاسرائيلية الدائمة في المغرب مع المهندسين وشركة البناء المغربية. وبهذا سنبدأ بإذن الله عهدا جديدا نرسخ فيه علاقاتنا المتميزة بالمغرب”.
تبادل المطلوبين وتعقب المجرمين
واليوم الخامس من أغسطس؛ فقد شهد اتفاق مغربي إسرائيلي يمهد الطريق لتبادل المعلومات الأمنية وتعقب المجرمين الإسرائيليين الذين يفرون إلى المملكة، حيث تبين في الآونة الأخيرة لجوء عدد من المطلوبين إلى المغرب ودول أخرى.
جاء ذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى المغرب يعقوب شبتاي، المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، الذي التقى عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، ومسؤولين في الدرك.
وأفادت تقارير بأن “الشرطة الإسرائيلية ستتعاون مع السلطات المغربية لتعقب المجرمين الإسرائيليين الذين يفرون إلى المغرب”.
وحسب إذاعة كان العامة، فإن “العديد من المجرمين الإسرائيليين يفرون إلى المغرب”.
وذكرت معلومات استخباراتية ان عددا من المجرمين الإسرائيليين باتوا يفضلون الاستقرار في المغرب، وبلدان أخرى، وهو ما دفع إلى تعزيز التعاون المحلي بين الشرطة المغربية ونظيرتها الإسرائيلية، في محاولة لمكافحة الاتجاه الذي تم اكتشافه مؤخرا للمجرمين الإسرائيليين الذين يفرون إلى البلدان البعيدة.
وحسب معلومات من الشرطة الإسرائيلية، فإن العديد من المجرمين الذين فروا إلى المغرب يواصلون أنشطتهم الإجرامية في إسرائيل من الخارج.
وتهدف الزيارة أيضا الي تبادل الخبرات والخبرات في مختلف المجالات الأمنية، لا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب وأشكال مختلفة من الجريمة المنظمة العابرة للحدود”.
وأصبح شبتاي أول قائد شرطة إسرائيلي يزور المغرب، في زيارة رسمية. وفي وقت سابق من هذا العام، زار شبتاي الإمارات العربية المتحدة لتعزيز تعاون مماثل.