EN 
كشفت دراسة تاريخية جديدة عن مفاجأة مذهلة بشأن رأس امرأة هندية من جمهورية بيرو بغرب أمريكا الجنوبية حيث تنتمي إلى بعض الثقافات الأصلية في الإكوادور والبيرو حتى منتصف القرن العشرين.
كان رأس المرأة المنكمش والتي يطلق عليها اسم «tsantsas» ويبلغ قطره 3.3 بوصة مهدى إلى متحف كندي من قرون وبالتحديد منذ الأربعينات، كما كان يعتقد أنها مسكونة بروح.
حقيقية أم مزيفة؟
ووفقا لما ذكرته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، اليوم الخميس، فإن التصوير المقطعي لرأس المرأة الغريب كشف أنه حقيقي وليس مزيفا كما كان يعتقد.
وأوضح الباحثون أن جذور شعر الرأس المكتشفة تخترق الطبقة العليا من الجلد بنفس الطريقة تماما مثل بصيلات الشعر البشرية المغروسة في الأدمة (الطبقة الداخلية من الجلد).
ولفت الباحثون إلى أنه لم يكن من السهل تمييز مدي حقيقة الرأس من تزيفيها بسبب وجود بعض الرؤوس المقلدة والمصنوعة من أجزاء جسم الحيوان أو غيرها من البدائل المستخدمة غالبا في النسخ التجارية تبدو حقيقية.
متحف تشاتام كينت بكندا
وأشاروا إلى أنه نظرا لوجود أكثر من نسخة من رأس تسانتساس فإن هناك المزيف منها والحقيقي، والمصنوع منها يكون من جلود الخنازير والقرود والكسلان، أما الحقيقية فهي الموجودة في متحف تشاتام كينت بأونتاريو في كندا.
وقالت لورين سبتمبر بويتا من الجامعة الغربية: «يضيف علم الآثار الرقمي بما في ذلك التصوير المقطعي و ثنائي وثلاثي الأبعاد لشريحة من الجسم أو جزء منه إلى عمليات البحث الكثير».
ولم يقدر الباحثون عمرا محددا لرأس تشاتام تسانتسا لكنهم يقولون إنه من المحتمل أن يعود تاريخها إلى عدة قرون، لافتين إلى أنهم لكي يجعلوا رأسها منكمشة تم إجراء شق في مؤخرة الرأس، وتقشير الجلد والشعر من الجمجمة، ونقعهم في الماء الساخن والرمل الساخن حتى إتمام العملية التي تركتها بهذا الشكل الحالي.
تعريف الرؤوس المنكمشة
تم صنع الرؤوس المنكمشة الاحتفالية الغرض في عملية معقدة ومتعددة الخطوات توارثتها الأجيال من الأب إلى الابن حيث بدأت العملية بأخذ جثة خصم متفوق في معركة ثم إزالة رأسه بالقرب من كتفينه قدر الإمكان.
وبعد ذلك تم فصل شعر الجزء الخلفي من الجمجمة مما يسمح بإجراء شق من أعلى الرأس إلى قاعدة مؤخرة العنق، ومن ثم سحب الجلد الموجود في قاعدة العنق بعناية إلى الخلف وفصله عن كل من الجمجمة والعضلات وكذلك الأنسجة الموجودة أسفل الجلد.
تم بعد ذلك قلب الطبقات الخارجية المنفصلة من الجلد - البشرة والأدمة - من الداخل إلى الخارج للسماح بإغلاق الجفون والفم والشق من الرأس إلى الرقبة من الداخل باستخدام ألياف نباتية.
وبمجرد الانتهاء من ذلك تم قلب الرأس إلى الجانب الأيمن للخارج مرة أخرى ووضعه أولا في ماء بارد قبل أن يُطهى على نار خفيفة مما يؤدي إلى تقلص الرأس إلى حوالي ثلث حجمه الأصلي.
ثم يتم تجفيف الجسد الأجوف عن طريق إسقاط الحجارة الساخنة الأولى في الرأس عبر فتحة العنق ثم بعد ذلك ،مع تقلصه أكثر رمال ساخنة.
وخلال هذه العملية - التي شهدت تقلص الرأس إلى خُمس حجمه الأصلي - تم التلاعب بالجلد يدويا للتأكد من أن المادة الساخنة بالداخل مشتتة بشكل متساوٍ لضمان تقلص منتظم للأنسجة.
وفي الوقت نفسه سيتم استخدام الأحجار المسطحة الساخنة لتسوية السطح الخارجي للوجه ، وعلاج الجلد مع التخلص من الشعر الزغبي الفاتح الذي يغطي الوجه ويمكن التأكيد عليه بشكل كبير من خلال الانكماش.
كما يتم تلطيخ الرماد على الجلد لتغميق لون البشرة.
