الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العلاقات الدولية.. نمطا التعاون والصراع

غادة جابر
غادة جابر

رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أعلنت أن وفدها جاء إلى تايوان، بدافع السلام للمنطقة! رغم أن زيارتها أطلقت العنان لغضب بكين، التي تعتبر أن تايوان جزءا من أراضيها ولا تعترف بانفصالها عنها.

وبزيارة بيلوسي أثارت عاصفة دبلوماسية، وأكدت في اجتماعها مع تساى تشي تشانج، نائب رئيس البرلمان التايواني، أن "تايوان من أكثر شعوب العالم تمتعاً بالحرية"! 

وجاء رد الصين أن هذه الخطوة شنيعة للغاية، وعواقبها وخيمة جداً، مؤكدة أن تايوان صينية، مما دفع الصين إلى تكثيف مناوراتها في السواحل القريبة من تايوان. 

"ما أشبه اليوم بالبارحة"، ونحن نشهد التصعيد الدولي المتوتر بسبب حرب روسيا على أوكرانيا، والتي يعتبرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جزءا لا يتجزأ من روسيا، والتي انفصلت عنها في عام 1991، عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، فيرى ويقر أن أوكرانيا أحد أهم الحدود الأمنية القومية لروسيا، بل إنها ليس من حقها الانضمام للناتو، لأن هذا يهدد أمنها القومي ، ويعرض روسيا للحصار العسكرى والسياسي من حلف الأطلسي والأمريكان. 

ولا يغيب عن المشهد الدور الأمريكي أيضاً، الذى صرح بالصداقة لأوكرانيا، وأنها دولة حرة، ولها سيادة واستقلالية، ما أذعن الروس، وجعل القضية أكثر احتقاناً، وقام التسليح بدوره. 

لا خلاف على أننا بصدد صراع القوى، وإعادة ترتيب للدول العظمى، خاصة بعد أن تصاعد الدور الصيني الاقتصادى والعسكرى، وتطور التسليح العسكرى الروسي، بجانب امتلاكه القوة الأكبر المهيمنة على العالم في الإمداد بالطاقة، بل والغذاء، يعني أن الروس والصينيين أصبحوا الأكثر انتشاراً وهيمنة على العالم، من خلال غزو الأسواق العالمية، والتحكم في الأمن الغذائي والطاقة التي تحرك كل هذا.

ولأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال هي الدولة العظمى، والتي تسيطر على عالم أحادى القطبية، لا تسمح بأى حال بالتفريط فيما تملك من قوة أمام العالم. 

ولا نستطيع إنكار أن أمريكا لا تزال أيضاً الأضخم تسليحاً، وأن الدولار لا يزال وحدة القياس الاقتصادية الدولية. 

إلى أين سوف تأخذنا الأيام المقبلة؟ لا أحد يستطيع تحديد ما سوف يحدث بالضبط، لأنها لعبة البقاء، وموازين القوة التي لا يستطيع أى من الأطراف التنازل عنها، فقد وصلوا جميعهم إلى مقولة واحدة “أكون أو لا أكون”، ولكن، في قوانين العلاقات الدولية والدبلوماسية، هناك أدوات للصراع الدولي، فلا يجوز التمسك بأداة دون أخرى، من أجل أن يستمر العالم، فإذا قامت الدول العظمى باستخدام ما لديها من تسليح، حتماً سينتهي هذا العالم، وقتها، من سيحكم هؤلاء العظماء؟ عظماء التسليح والنووى والطاقة والتكنولوجيا، كلها مصطلحات قاموا على تقنيتها والإبداع في تواجدها لتظل لعبة البقاء للأقوى، ولكن، العلاقات الدولية هي ثنائية الأوجه، وتفاعل بين نمطي التعاون والصراع، فقد يكون هناك نمط تعاوني من أجل خدمة صراع، أو نمط الأحلاف والروابط السياسية والاقتصادية، انطلاقا من دوافع محددات القوة والنفوذ والمصلحة، ونظل تحت تصاعد وتوترات الأوضاع الدولية، وأدوات الصراع الدولي، بين الحرب الحقيقية بالتسليح والجيوش، والحرب غير المباشرة بالحروب النفسية والشائعات وزعزعة الاستقرار. 

اللهم أنعم على بلدنا بالأمن والأمان، وسائر العالم الخروج من هذه الأزمات بسلام، ربما يكون هناك سلام على أرض بنيت على النزاع "فخورة بمصريتي".