تساءلت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية حول ما إذا كانت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، قد حددت بشكل كبير مصير الجزيرة المطلة على المحيط الهادئ، وذلك بعدما أكدت وسائل إعلام صينية أن جيش التحرير الشعبي الصيني يحشد للحرب استعدادًا لهجوم استباقي ردًّا على الزيارة.
وقالت المجلة إنه منذ إنشاء جمهورية الصين الشعبية قبل أكثر من 70 عامًا، كان ”توحيد“ الصين مع تايوان هو الهدف الأسمى لسياستها الخارجية، حيث أدلى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بتصريحات متكررة مفادها أن صبر بكين على قبول تايبيه لعرضها بإعادة التوحيد السلمي آخذ في النفاد.
وذكرت المجلة: ”على مدى العقدين الماضيين، زادت الصين بشكل كبير من قدراتها الهجومية البرمائية. وفي الوقت نفسه، كان تواتر وحجم عمليات توغل المقاتلات والقاذفات الصينية في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية خلال العام الماضي غير مسبوق، مع أكثر من 1400 عملية توغل، مصحوبة بمناورات كبيرة تابعة للبحرية قبالة سواحل البلاد.. وكل هذا حدث منذ أن أصبح جو بايدن رئيسًا لأمريكا“.
وأضافت: ”في الشهر الماضي، اتخذت بكين خطوة غير مسبوقة للمطالبة بالسيادة الكاملة على مضيق تايوان وحذرت الولايات المتحدة من أي محاولة للإبحار بها بسفنها الحربية دون إذن منها. وأعربت إدارة بايدن، عن قلقها من أن الصين ستتخذ إجراءً عسكريًّا ضد تايوان في غضون الثمانية عشر شهرًا المقبلة، بما في ذلك فرض حصار على السفن الأجنبية المبحرة من وإلى مضيق تايوان“.
وتابعت: ”الآن، هناك مؤشرات على أن بكين قد تستخدم زيارة بيلوسي، إلى تايوان كذريعة مناسبة لإنهاء الاستعدادات لحصار جوي وبحري مخطط له منذ فترة طويلة على تايوان بحجة (إحباط مؤامرتها لدعم انفصال تايوان وتقسيم الصين)“.
واعتبرت المجلة الأمريكية أن التحركات الصينية الأخيرة ليست من قبيل الصدفة، حيث بدأت بكين في إجراء تدريبات بالذخيرة الحية برية وبحرية كبرى في مضيق تايوان نهاية الشهر الماضي، وهو اليوم ذاته الذي غادرت فيه بيلوسي واشنطن لبدء جولتها الآسيوية.
وقالت المجلة إنها كانت تتوقع حدوث الغزو الصيني لتايوان على الأرجح في وقت ما بين عامي 2021 و2025.
وأضافت: ”لا تزال التطورات تصب في صالح بكين، مع امتلاك الصين الآن أكبر جيش، وأكبر بحرية، وأكبر خفر سواحل، مع أكبر اقتصاد في العالم وقاعدة صناعية تقريبًا ضعف حجم الولايات المتحدة“.
وأضافت أنه بينما يزعم العديد من المحللين أن الغزو الروسي لأوكرانيا، قد تسبب في تأجيل الصين لخططها لغزو تايوان، فإن الحقيقة هي عكس ذلك على الأرجح؛ ”حيث يعمل الغزو الروسي في الواقع على زيادة الحافز لدى الصين لبدء العمل العسكري ضد تايوان للاستفادة من الانشغال العسكري الأمريكي الحالي في أوروبا“.
واختتمت: ”من المحتمل أن يخطط شي لإظهار القوة بما في ذلك إعادة التوحيد مع تايوان قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي المقرر في نوفمبر المقبل، حيث سيساعده ذلك على تأمين فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس للصين“.