الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قلعة شيخ العرب همام.. تهدمت حوائطها وتحولت مأوى للحيوانات الضالة

قلعة شيخ العرب همام
قلعة شيخ العرب همام

قلعة شيخ العرب همام التى أصبحت جزءاً من المنطقة العمرانية بقرية العركى التابعة لمركز فرشوط شمال قنا ، كانت فى السابق على حدود المنطقة صحراوية لحماية أملاك دولة وممتلكات شيخ العرب همام، التى ضاعت وتناثرت فى البلاد، كما ينذر الوضع الحالى للقلعة بضياع ما تبقى منها، رغم أهميتها التاريخية التى تحكى وترصد فترة هامة من تاريخ مصر الحديث، تركت بصمات واضحة فى تركيبة و ثقافة أبناء الصعيد.

قلعة شيخ العرب همام، كانت حوائطها وجدرانها قلاع حصينة تحمى حدود وتحافظ على أملاك، لكن حوائطها التى أنشئت منذ أكثر من قرنين ونصف لا تستطيع حالياً أن تحمى نفسها وما تبقى فيها من أطلال وبنايات بسيطة، فقد أصبحت مستباحة للحيوانات الضالة، تجول فيها بحرية تامة، فى حين أن الكثير من البشر لا يستطيعون دخولها والاستمتاع بآخر ما تبقى فيها.

تدهور حال القلعة، دفع الكثير من الأهالى للمطالبة والاستغاثة بالمسئولين، لوضع حد لمسلسل الانهيار، والحفاظ على ما تبقى منها، حرصاً على تاريخ أجدادهم، وحكايات شيخ العرب همام التى كانت القلعة جزءاً أصيلاً منه، قبل أن تتحول إلى ما هى عليه الآن من دمار وانهيار.

قال محمد عبدالرافع" مدرس"، سمع كثيراً عن قلعة شيخ العرب همام، منها ما هو منطقى وله أساس فى المراجع التاريخية، وبعضها تصنف ضمن الأساطير والخرافات التى بتداولها الأهالي فى صعيد مصر، لكن ما لا يمكن إنكاره، أنها تراث معمارى عريق، وجزء من حقبة تاريخية هامة، تستدعي أن يكون هناك اهتمام رسمى من قبل المسئولين، قبل أن تتحول الأطلال المتبقية، إلى مجرد ركام و أكوام من التراب.

و تابع عبدالرافع، المتداول بين آبائنا و أجدادنا ، أن القلعة كانت مخصصة للتدريب وتخزين المعدات أيام شيخ العرب همام، ومثلما فعل معنا آبائنا نحكى لأولادنا تاريخ القلعة، لكن المشكلة أن المكان بدأ يندثر ويتعرض للدمار والانهيار، بعدما كانت جدرانه شامخة فى أيامنا،  أطفالنا لا يقتنعون بما نحكى لهم عن دور القلعة فى صد الهجمات والعدوان، لما يشاهدونه من دمار وانهيار.

و قال وحيد الهمامي" من أحفاد شيخ العرب همام"، بنيت القلعة بمنطقة حاجر الجبل الغربى بقرية العركى جنوب غرب مدينة فرشوط بحوالى 6كم فى مواجهة وادى الحول وهو المدخل الرئيسى لطريق درب الأربعين، لذلك كان لموقع قرية العركى أهمية كبيرة كمدخل لمدينة فرشوط من ناحية درب الأربعين خلال فترة حكم شيخ العرب للمنطقة، مع توافر عناصر الموقع العسكرى الحصين مثل قرب المياه منها، فضلًا عن طريقة تصميمها الحربية التى تدل على فكر منظم، و تم بناء القلعة من الطوب الطمى والرمل مضافاً إليهما نسبة قليلة من التبن، فيما تم استخدام نفس المونة البنائية بين جدران القلعة من الداخل والخارج، لكن الأمطار والعوامل الجوية كشفت أجزاء كبيرة من الجدران وأزالت ملاطها.

و أضاف الهمامى، أما عن تكوين القلعة فهى عبارة عن مبنيين منفصلين، المبنى الرئيس منهما فى الجنوب، وهو مبنى كبير تبلغ مساحته 2156 متر مربع أى ما يزيد عن نصف فدان، و له 4 واجهات حرة مكشوفة تطل على الجهات الأربع الأصلية وبرجين من الناحية الجنوبية والغربية وإلى الشمال منه المبنى الثانوى وهذا المبنى يشغل مساحة تبلغ نصف مساحة المبنى الرئيسى، و يبلغ طولها من الشمال للجنوب 35م وعرضها من الشرق للغرب 30م أى 1050متر" ربع فدان"، لكن كل ذلك تهدم فى الفترة الأخيرة، وفى الجنوب الغربى من مبانى القلعة منطقة متسعة تزيد مساحتها على 15 فداناً بها أطلال مبانى قديمة ردمتها الرمال و الأتربة على مدار السنين.

و تابع الهمامى، سمعت الكثير من أجدادى، عن جدنا شيخ العرب همام، و أنه أنشأ القلعة للحفاظ على ما حققه من انجازات و ما ضمه من أراضى شاسعة، و لمواجهة هجمات وأطماع الأعراب و الأمراء المماليك، و أنه كان لهم بالمرصاد دائمًا بفضل جنوده من قبائل الصعيد، لكن سلاح المدفعية الذى استخدمه المماليك والخيانة التى حدثت ضده كان لها دور فى القضاء على دولة شيخ العرب همام.