الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما خفي في اللعبة..هل إيران قادرة على صنع قنبلة ذرية كما أعلنت؟

صدى البلد

أثارت تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، حالة من الجدل في العالم، بقوله إن يران قادرة على صناعة قنبلة نووية، لكنها لا تعتزم القيام بذلك.

وجاءت تصريحات إسلامي متوافقة مع ما أدلى به أحد كبار المستشارين للمرشد الإيراني علي خامنئي  في الفترة الأخيرة، من أنه نادرا ما تصدر مثل هذه التصريحات من كبار المسؤولين في طهران، ومن المتوقع أن تزيد من التوتر والقلق بشأن طبيعة برنامج إيران النووي.

لكن هل هذه التصريحات تعبر عن حقيقة؟

قال محلل إيراني  للشؤون الدولية إن الغرب لا يهتم بتباهي المسؤولين الإيرانيين بقدرتهم على صنع قنبلة نووية.

وقال المحلل والدبلوماسي السابق علي بيجديلي في مقابلة مع موقع "إيران مونيتور" إنه "بفضل معرفته بمتطلبات صنع القنابل، يعرف الغرب أن إيران ليست على وشك صنع سلاح نووي".

في الوقت نفسه، قال إن مثل هذه التصريحات هي مجرد خطابيات ولا تعكس موقف إيران السياسي. وجاءت أحدث التعليقات حول قدرات إيران من الرئيس النووي محمد إسلامي والنائب محمد رضا صباغيان اللذين قالا يوم الاثنين إنه "إذا استمر سلوك الغرب الشائن، فسوف نطلب من المرشد الأعلى إلغاء حظره على صنع القنابل النووية".

اللعبة ليست كما تظن!

وقال بيجديلي إن مثل هذه التصريحات هي محاولات يمكن تعريفها على أنها صخب من قبل المسؤولين الإيرانيين بهدف الحصول على تنازلات في المحادثات النووية. لكن الغرب لا يتفاعل مع هذه التعليقات على الرغم من الإثارة التي خلقتها وسائل الإعلام. وقال إن هذه التصريحات من غير المرجح أن تغير وجهة نظر الغرب بشأن المفاوضات.

وتابع المحلل قائلا إن أكبر مشكلة تواجه إيران هي أن كبير مفاوضيها علي باقري كني ليس مرناً أو على دراية كافية بدوره.

وفي الوقت نفسه، اقترح موقع "نامه نيوز" المحافظ في تعليق نشر يوم الاثنين أن إيران يجب ألا تفوت الفرصة الجديدة للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بناء على الاقتراح الذي قدمه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وكتب الموقع أنه على الرغم من أن معظم وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة تصر على أن طهران يجب أن تصر على ذلك بمطالب قصوى، إلا أن هذا قد يكون نهجا محفوفا بالمخاطر إذا لم يقترن بجهود ذكية من قبل المفاوضين.

وأعرب التعليق عن تفاؤله بأن الاجتماع المقبل بين باقري ونظيره في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا في فيينا يمكن أن يمهد الطريق لإحياء الاتفاق النووي.

وأشارت "نامه نيوز" في الوقت نفسه إلى أن بعض وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة رأت أنه إذا تمكنت إيران من توسيع علاقاتها مع روسيا والصين وفنزويلا والعراق والهند، فلن تحتاج بعد الآن إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة. وخلصت الصحيفة إلى أن عقارب الساعة تسير في صالح إيران.

يأتي ذلك في الوقت الذي يعتقد فيه العديد من السياسيين والمحللين أن إيران في وضع اقتصادي مزرٍ وتحتاج بشدة إلى التقارب مع الولايات المتحدة كشرط لرفع العقوبات وتحسين الاقتصاد.

وقال النائب الإيراني قاسمفار سعيدي يوم الاثنين في مقابلة مع موقع رويداد 24 الإخباري إن الإيرانيين يفقدون صبرهم وإن المسؤولين الحكوميين بحاجة إلى أخذ حقائق المجتمع في الاعتبار عند اتخاذ القرارات.

ما تفسير موقف إسرائيل؟

ذكرت القناة 12 العبرية في وقت سابق أن تل أبيب تخلت إلى حد كبير عن إلحاق المزيد من الضرر بقدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وبدأت بالتركيز على أهداف أخرى ستضر بالبرنامج النووي الإيراني.

وقالت المصادر إن "إيران لديها بالفعل ما يكفي من اليورانيوم المخصب لقنبلة واحدة أو أكثر". وكشف التقرير أن هذا هو سبب الهجمات الإسرائيلية ضد عناصر أخرى تتعلق ببرامج إيران النووية، مثل اغتيال العلماء وضرب قواعد تطوير الصواريخ والتركيز على برنامج التسليح الإيراني، أي التركيز على تدمير القدرة الإيرانية على وضع قنبلة نووية على صاروخ.

ونفذت إسرائيل على نطاق واسع، العديد من الأعمال التخريبية ضد البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والتخريب في منشآت التخصيب، فضلاً عن قتل العلماء والمهندسين وغيرهم من المسؤولين الرئيسيين في جهود التطوير النووي لإيران، بحسب تقرير القناة الإسرائيلية.

وترفض إسرائيل إحياء الاتفاق النووي مع إيران، لما سيعود على طهران من فوائد اقتصادية تساعدها في نشاطاتها الإقليمية المهددة للأمن، وبزعم أنه سيمنحها الفرصة للحصول على قنبلة ذرية.