EN 
يعاني العالم من أزمات اقتصادية بشكل كبير في الآونة الأخيرة خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها على الاقتصاديات العالمية وسبب أزمة في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية خاصة قطاع الطاقة والغذاء.
نمو معدل التجارة العالمية
وفي حين أن العالم يعج بالأزمات والصراعات بين الدول وبعضها، نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء اليوم، توقعات جديدة أعلنتها منظمة الأونكتاد عن استمرار نمو التجارة العالمية خلال الربع الثاني من 2022، الأمر الذي يراه البعض غريبا بعض الشيء نظرا للأزمات التي يعاني منها العالم.
وقد بلغت قيمة التجارة العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري حوالي 7.7 تريليون دولار، وزيادة تريليون دولار في قيمة التجارة العالمية مقارنة بالربع الأول من 2021.
بالإضافة إلى الارتفاع في قيمة التجارة العالمية لكل من السلع والخدمات خلال الربع الأول من 2022؛ وذلك بنسبة 25% في قيمة التجارة في السلع، لتصل إلى 6.1 تريليون دولار، و22% ارتفاعا في قيمة التجارة في الخدمات، لتصل إلى 1.6 تريليون دولار، مقارنة بالربع الأول من 2021.
كما أشارت الأونكتاد إلى أن معدلات نمو التجارة في الربع الأول من 2022 ظلت قوية في جميع المناطق الجغرافية، عدا منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ.
التفاهمات الروسية الأوكرانية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن زيادة معدل التجارة العالمية في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية من المتوقع أنه يكون بفضل التفاهم الذي وصل إلى الجانبين في العديد من الملفات خاصة ملف الحبوب لمواجهة أزمة الغذاء العالمية، التي تعتبر بارقة أمل لمزيد من التفاهمات بين الجانبين على مستوى الطاقة أو اللوجستيات على مستوى العالم.
وأضاف "الإدريسي"، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأزمة الروسية الأوكرانية في بدايتها كانت مؤثرة بشكل واضح على التجارة العالمية خاصة على تجارة السلع الأساسية من الحبوب والغذاء وغيره.
وأشار إلى أن توقع منظمة الأونكتاد يحمل بارقة أمل بأن يكون هناك مزيد من التعاون خلال الفترة القادمة والتي من الممكن عن طريقها يحدث نوع من أنواع الزيادة في التجارة الدولية.
علاقة النمو الاقتصادي بحركة التجارة
وعن العلاقة بين زيادة معدل التجارة العالمية والتوقعات بانخفاض نمو الاقتصاد العالمي، قال الخبير الاقتصادي، إن معدلات النمو الاقتصادي مبنية على زيادة معدل الناتج الإجمالي العالمي الذي سيحدث به انكماش بالتأكيد نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وغيرها من الموجات التضخمية التي تؤثر بشكل واضح على الصناعات العالمية.
وتابع: "بالتالي ينكمش الناتج المحلي الإجمالي وينكمش معدلات النمو الاقتصاد على أثرة، ولكن الجانب الأخر فأن عملية التبادل التجاري التي ترتبط بالتجارة الدولية"، لافتا أنه حدث تراجع كبير للتجارة الدولية مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية والأن بدأ أن يحدث بها نوع من أنواع التحسن التدريجي، في ظل أن الاعتماد المتبادل عالميا أصبح منتشر بشكل كبير فمن الصعب أن نجد اقتصادي في العالم يصل إلى فكرة الاكتفاء الذاتي.
ولفت الإدريسي أن توقف حركة التجارة الدولية في بداية الأزمة أثر بالسلب على الجميع في العالم، لذلك هناك فارق كبير بين معدلات التجارة ومعدلات النمو الاقتصادي.
