شهد الاحتفال بالعيد الـ 77 للجيش اللبناني،أمس الأولالاثنين، تخريج أكثر من 40 ضابطة من الكلية الحربية للجيش اللبناني، في الوقت الذي لا يزال فيه الاستهزاء بوجهات نظر المرأة اللبنانية، في البرلمان والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل زملائهن الذكور، مصدر قلق.
وتم الاحتفاء بتصدر الضابطة الملازم إنجي خوري المركز الأول في حفل التخرج لهذا العام. وقامت إنجي بقراءة اليمين الذي ردده خلفها جميع الخريجين.
في هذا السياق، قالت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في بيان إن الانقسام بين الجنسين يعكس "تقدم المجتمع اللبناني والتغير في الصورة النمطية للمرأة".
وأضافت الهيئة أن "الجيش اللبناني يقدر قدرات ومؤهلات المرأة ويفتح لها الباب للوصول الى مواقع صنع القرار في مجالي الامن والدفاع".
إن وصول المرأة إلى المناصب العليا في أمن الدولة هو أحد الأهداف المتوخاة في الخطة الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن.
وصدر مرسوم وزاري عام 1989 متضمناً الأحكام المطبقة المتعلقة بتجنيد وخدمة النساء اللبنانيات في الجيش، بما يتماشى مع حقوق المرأة في المساواة، بالإضافة إلى قانون دفاع يمنح كل اللبنانيين حق التطوع للخدمة في صفوف جيش بلدهم.
وبمرور الوقت، لم تعد أدوار المرأة تقتصر على العمل الإداري.
وبحسب مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، فإن "النساء يشغلن اليوم العديد من المناصب في الوحدات القتالية وقد أثبتن نجاحهن في جميع المهام الموكلة إليهن".
وبلغ إجمالي خريجات الأكاديمية 46 خريجة من أصل 121 خريجة- 40 من القوات البرية، وأربع من القوات الجوية، واثنتان من القوات البحرية.
ومؤخراً، شهد مجلس النواب اللبناني زيادة نسبية في عدد النائبات نتيجة الانتخابات النيابية، ليرتفع عددهن إلى ثمانية مقابل ستة في عام 2018.
ورغم هذه النجاحات، لا تزال النساء اللبنانيات تتعرض، سواء أكان ذلك في البرلمان أم في القنوات التليفزيونية أم على منصات التواصل الاجتماعي، غالبًا للسخرية، لا سيما من زملائهن الذكور أو الناشطين والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهد اللبنانيون الأسبوع الماضي عينة من هذا التصرف، حيث تصاعد التوتر في البرلمان خلال الجلسة التشريعية بين النائبة حليمة قعكور من كتلة قوى التغيير ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ومن جهتها، وزيرة سابقة، شريطة عدم الكشف عن هويتها، تبنت وجهة نظر أكثر انتقادًا: "إذا كانت بعض النساء يبحثن عن الشعبوية والديماجوجية في البرلمان، فهذه هي مشكلتهن." وأضافت: "لقد عملنا كوزراء ونواب ولم نتعرض أبدًا للتنمر والسخرية. يتعامل بري مع جميع النواب بطريقته ولكن هذا لا يعني أنه يستهدف النساء فقط ".
لكن الناشطة النسوية حياة مرشد تعتقد أن "الطبقة الحاكمة في لبنان لديها نزعة أبوية تجاه المرأة".
وأضافت أن حضور المرأة في الشأن العام لا يزال محدودا ، حيث يشكل عدد النائبات الحاليات 6.5 في المائة من إجمالي عدد النواب، مضيفة أن "هذا الإنجاز جاء بعد سنوات من النضال والعنف الذي استهدف النساء اللواتي يحاولن العمل في السياسة. "