على الرغم من تحذيرات الصين وتهديداتها بالانتقام، تمكنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي من الوصول إلى تايوان اليوم الثلاثاء، في استعراض مهم لدعم الجزيرة على الرغم من تهديدات الصين بالانتقام من الزيارة.

وتعد زيارة بيلوسي إلى تايوان هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس مجلس النواب أمريكي للبلاد منذ 25 عامًا، حيث تأتي رحلتها خلال مرحلة متدنية في العلاقات بين واشنطن وبكين.

وصول بيلوسي لتايوان

واستطاعت طائرة بيلوسي الدخول إلى تايوان مع إغلاق الصين المجال الجوي للطائرات المدنية في مضيق تايوان، نظرًا لأنها دخلت من الجهة الشرقية وليس من جهة المضيق.

وأظهرت بيانات رادار الرحلة أن الطائرة اقتربت من تايوان من الجنوب الشرقي للجزيرة، حيث بدأت في الهبوط من ارتفاعها البالغ 35 ألف قدم.

فيما حذرت بكين، من أن الطائرات التي ستنتهك حظر الطيران في مجال تايوان الجوي قد يتم إسقاطها.

وأفاد موقع "Flightradar" لتتبع حركة الطائرات في وقت سابق، بأن طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من المحتمل أنها قد حملت بيلوسي دخلت المجال الجوي لتايوان.

وبحسب موقع "فلايت رادار 24"، يتعقب مسار طائرة بيلوسي ما يزيد عن 200 ألف شخص، إذ تمر الطائرة حاليًا بجانب جزر الفلبين، في اتجاه يعتقد بأنه سيصل إلى تايوان.

التزام أمريكي بالدفاع عن تايوان

وفور وصولها إلى تايوان، أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أن زيارتها إلى الجزيرة لا تتناقض مع سياسة الولايات المتحدة تجاهها، مشيرة إلى أن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن الديمقراطية في تايوان.

وقالت بيلوسي في تغريدة عبر حسابها بموقع "تويتر" "زيارة وفدنا إلى تايوان تؤكد التزام أمريكا الراسخ بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان".

وأضافت "زيارتنا هي واحدة من عدة زيارات قامت بها وفود من الكونجرس إلى تايوان، وهي لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد تجاه الجزيرة".

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة ستواصل معارضتها للمحاولات أحادية الجانب، من أجل تغيير الوضع الراهن للجزيرة.

وتابعت قائلة: "تضامن أمريكا مع 23 مليون شخص في تايوان أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يواجه العالم خيارا بين الاستبداد والديمقراطية"، مؤكدة أن واشنطن عليها أن تتذكر جيدا تعهدها بدعم الدفاع عن تايوان.

وتعد تايوان هي ثالث محطة من جولة بيلوسي الآسيوية، التي لم تكن مدرجة في برنامجها مع تهديدات بكين.

تعليق الصين

وفي أول تعليق للصين على الزيارة، قال وزير خارجيتها وانج يي، إن "خيانة الولايات المتحدة بشأن مسألة تايوان مهينة".

وأضاف أن الأمريكيين يلعبون بالنار في قضية تايوان، لافتا: "لن نرضخ أبدا لمثل هذه التحركات الأمريكية".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة باتت أكبر تهديد للسلام في العالم، والنهاية لن تكون جيدة للأمريكيين.

كما حذرت الصين أمس الاثنين من "التأثير السياسي السلبي" لزيارة بيلوسي، قائلة إن الجيش الصيني "لن يقف مكتوف الأيدي" إذا اعتقدت بكين أن "سيادتها وسلامتها الإقليمية" مهددة.

وتظل قضية تايوان من أكثر القضايا إثارة للجدل في العلاقات بين واشنطن وبكين ، حيث ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني ، شي جين بينج، الأمر باستفاضة خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي استمرت أكثر من ساعتين.

وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، يشعر مسؤولو إدارة بايدن بالقلق من أن رحلة بيلوسي تأتي في لحظة متوترة بشكل خاص، مع سعي رئيس الصين إلى الترشح لفترة ثالثة غير متوقعة في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني القادم.

ومن المتوقع أن يبدأ مسؤولو الحزب الصيني في إرساء الأساس لذلك المؤتمر في الأسابيع المقبلة، مما يضغط على القيادة في بكين لإظهار القوة.

إشعال حرب عالمية ثالثة.. روسيا تعلق على زيارة بيلوسي إلى تايوان

حرب تلوح في الأفق.. هل تهاجم الصين تايوان بعد زيارة بيلوسي؟