خبراء التعليم:
دعم الطلاب الموهوبينمشروع قومي لرعاية "العقول المبدعة"
كيف يمكن استغلال فترة الاجازة لصقل قدرات الطلاب ومواهبهم الإبداعية
استخدام التكنولوجيا وتدريب الطلاب يساعد على تطوير أساليب التعلم
يعد الطلاب الموهوبون ثروة وطنية وكنز في مجتمعنا ، ويمثلون عاملا من عوامل نهضته في جميع المجالات، حيث بهم وعن طريقهم يتم استثمار وتطوير الأنواع الأخرى من الثروات، وذلك أن أي عمل ثقافي أو حضاري يقوم أساساً على الفكر والجهد البشري، ثم بعد ذلك على الثروة المادية.
أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن الدولة بدأت خطواتها الفعلية لرعاية الموهوبين والمبتكرين، من خلال توفير بيئة حاضنة للمواهب والابتكارات، وتقديم الدعم اللازم لهم لرعايتهم وتنمية ما لديهم من أفكار، من خلال توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بصياغة مشروع قومى لاكتشاف ورعاية الموهوبين فى المجتمع، بهدف اكتشاف وصقل قدرات الأطفال والشباب النابغين فى جميع التخصصات
وقال أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن الطالب هو المنتج البشرى الذى تسعى المؤسسات التعليمية لإنتاجه على أفضل ما يكون على إختلاف مستوياتها فلذا يمكننا عمل إسقاط لهذا الأسلوب على البيئة التعليمية لتكون بيئة إبداعية أو حاضنة للإبداع ليس للطلاب فقط ولكن كذلك للمعلمين
وأوضح الخبير التربوي، أن توعية تلاميذ المدارس بأهمية مشروع رعاية الموهوبين والمبتكرين، ودوره فى تنميتهم يساعد على اكتشاف مواهب الطلاب فى مختلف التخصصات، وتحت إشراف أكبر الأساتذة والمتخصصين، مؤكداً ضرورة توفير التمويل اللازم.
وتابع: ويعمل ذلك علي إزالة العائق الأكبر الذى كان دوماً يقف أمامهم ويحول دون تحقيق الكثير من الاختراعات وهو افتقادهم لمن يحتضن أفكارهم وينميها، حتى يساهموا فى تقدم وبناء الدولة، بإمكانات قائمة على استغلال التكنولوجيا والإبداع، لتعظيم الاستفادة من طاقات الشباب فى تطوير المشروعات وحل المشكلات المجتمعية
وأشار الدكتور تامر شوقي، إلى ضرورة وجود لجنة متخصصة لتقييم الابتكارات واكتشاف مدى صلاحية تطبيقها فى المجتمع، مؤكدًا أن المشروع يعد خطوة تسهم فى الارتقاء والمحافظة على العقول المصرية من الهجرة، والارتقاء بمكانة مصر عالمياً.
وشدد أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، علي ضرورة تهيئة البيئة الإبداعية حتى بالمنزل عن طريق التواصل مع ولى أمر الطالب الموهوب وإرشاده إلى أساليب المعاملة مع الطالب الموهوب وذلك عن طريق إعطاء المحاضرات والندوات لتوعية والياء الأمور.
وطالب الخبير التربوي، العمل على تصنيف الطلبة الموهوبين حسب مواهبهم وقدراتهم أو مميزاتهم وذلك من خلال أدوات كشفية جديدة مبتكرة والعمل على تنمية كل قدرة أو موهبة، بالإضافة إلىتكريم المعلمين المميزين خلال العام الدراسي ورصد الجوائز لهم أو شهادات التقدير بل والمكافئات لأكثرهم تميزاً وتفاعلاً ويتم ذلك بعد إرسال خطابات تزكية للمديرية مشفوعة بالإثباتات وإنجازات هذا المعلم.
ومن جانب اخر أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبيرة التربوية أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن وجود لجنة متخصصة قوية لتقييم ابتكارات الطلاب والأطفال أمر مهم، لمراعاة جودة الابتكار ومدى قابليته للتطبيق على أرض الواقع وفائدتها للمجتمع، مشيراً إلى أن المبتكر يستطيع الوصول للفكرة، ويبدأ تنفيذها بأبسط الإمكانيات، إلا أن فقدانه للقدرة على التسويق لفكرته وتفعيل المفهوم الأشمل للعلاقات العامة يقف عائقاً أمامهم.
وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن يجب من الصف الرابع الابتدائي كمرحلة يمكن الوثوق عندها من ممارسة الطلاب للأنشطة المختلفة الإبداعية والتفاعل مع أقرانه ومعلميه ، وهي المرحلة التي يبدأ الطالب عندها في اختيار النشاط الملائم لميوله وهواياته وقدراته وخبراته ،
وتابعت: "وهي المرحلة التي يبدأ فيها النشاط الطلابي تطبيق برامجه بحيث يكون لها الدور الأكبر في توفير الرعاية اللازمة للطلاب كل حسب موهبته ، وإعطاؤهم فرصة الممارسة والتعرف بشكل اعمق على مواهبهم ، في وقت أطول من الفرصة المتاحة حالياً داخل الفصل الدراسي، وتزويدها بالوسائل والإمكانات اللازمة، وتقديم التوجيه المركز والمتخصص، مما يحقق في النهاية النمو لكل طالب موهوب طبقاً لقدراته".
وترى الدكتورة سامية خضر، أن «تفكير العديد من المبدعين يقتصر على تمويل مشروعه، وهو أمر خاطئ»، مشددة على ضرورة استفادة البشرية من أى ابتكار: «ممكن يكون فيه ابتكار فيه إبداع متميز لكن يضر بالبيئة يبقى مينفعش ندعمه»، لافتة إلى أنه لا بد من توعية الشركات بمختلف تخصصاتها لدعم ابتكارات الطلاب المتميزة حتى تستكمل دورها فى خدمة المجتمع.
وشددت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، علي ضرورة الاستعانة بأولياء الأمور في تحديد جماعات النشاط التي ترغب ابنهم في مزاولتها في المدرسة ، والتي يرى الوالدان أن ابنهم يبدع فيها ، وذلك بناءً على معرفتهم بابنهم وبما يتميز به من قدرات أو استعدادات في أي مجال كان .
وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن يجب التنسيق مع المدرسين لتوجيه رعاية خاصة للطلاب الموهوبين داخل الفصل كل في مادته ، والطلب منهم ترشيح الطلاب المتميزين في كل مادة دراسية بناءً على الرغبة والقدرة .
ومن جانبه أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن التربية الحديثة في الوقت الحاضر تركز على أن الطالب هو المحور الأساسي للعملية التربوية ، لذا يجب أن يتكيف المنهج مع الطالب وليس كما هو متبع في التربية التقليدية من حيث تكيف الطالب مع المنهج الدراسي بغض النظر عن قدراته ومواهبه وميوله .
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصو لـ "صدى البلد"، أن أي برنامج لتربية الموهوبين والعناية بهم ، أراه مناسباً لهم وهو أفضل لتربيتهم وتنشئتهم من تركهم بدون أي برامج على الإطلاق ، كما أرى أن برامج النشاط الطلابي بمختلف مجالاته يمتلك الوسائل والأساليب الكفيلة بتحقيق الرعاية اللازمة للطلاب الموهوبين في مدارسنا
دور المدرسة والمعلمين بهافي رعاية الموهوبين والمبتكرين بالعملية التعليمية والتربوية:
-توفير الجوّ التربوي الملائم لنمو الموهبة وإشعار الطلاب الموهوبين بمكانتهم وأهمية وأنهم أمل الأمة في مستقبل مشرق وذلك من خلال عقد لقاءات دورية منتظمة بهؤلاء الطلاب لمعرفة احتياجاتهم وأفكارهم والإسهام في حل مشاكلهم الاجتماعية بالتعاون مع المرشد الطلابي بالمدرسة.
-توفير الأدوات والتجهيزات وأماكن ممارسة الأنشطة لمعرفة المواهب وتنميتها وتطويرها.
-الاطلاع على كل جديد في هذا المجال لإفادة طلابه الموهوبين وتشجيعهم وحفز الهمم لديهم لاستمرار وتنمية تلك المواهب التي أودها الخالق سبحانه وتعالى لدى بعض الطلاب.
-الاطلاع على خطط مشرفي الأنشطة ومعلمي المواد ومعرفة مدى عنايتهم بهذه الفئة وأن يُعطى الطلاب الموهوبون أهمية خاصة في الزيارات الميدانية في الفصول وأماكن ممارسة الأنشطة والاطلاع على أعمالهم وتوجيه النصح والإرشاد إليهم وتقديم الحوافز المادية والمعنوية لهم.
-وضع خطة تتضمن تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلاب الموهوبين وفتح قنوات للاتصال مع المشرف التربوي والمسئولين في إدارة التعليم عن رعاية الموهوبين وتزويدهم بالتقارير اللازمة والاحتياجات لتوفير ما يمكن توفيره من إمكانات بشرية ومادية من أجل النهوض بالطلاب الموهوبين والحفاظ على مواهبهم.
-الاتصال بأولياء الأمور وتعريفهم بمواهب ليتحقق التكامل بين دور الأسرة ودور المدرسة في رعايتهم.
-توجيه المعلمين إلى استخدام أساليب تدريسيّة فعاله ومشوقة ووضع مَلزمة لكل موهبة تتضمن تعريفاً بالموهبة وأساليب رعايتها والمراجع التي يمكن للطالب الاستعانة بها
-تفعيل دور الإعلام التربوي بالمدرسة وأن يكون في كل مدرسة نشرة دوريّة تربوية تتضمن إنتاج الموهوبين وأخبارهم ومنجزاتهم على مستوى المدرسة والإدارة التعليمية.
-إقامة المعارض العلمية والفنية والأمسيات الأدبية وغيرها من مختلف المواهب على مستوى المدرسة والإدارة التعليمية ودعوة المسئولين وأولياء الأمور للرفع من معنويات الطالب الموهوب وإبراز موهبته.