الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نتنياهو برئ من ضم القدس والضفة.. كتاب مثير لـ كوشنر يدين ترامب

نتنياهو برئ من ضم
نتنياهو برئ من ضم القدس والضفة.. كتاب مثير لـ كوشنر

نشر جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، صفحات من كتابه الجديد المقرر أن يصدر  “Breaking History: A White House Memoir”، في 23 أغسطس والذي يزعم ان رئيس حكومة إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو لم يكن السبب في إعلان القدس عاصمة لـ إسرائيل بالإضافة إلي قيام  السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان بالمصادقة من تلقاء نفسه علي ضم الضفة الغربية.

نتنياهو لم يكن متحمس لإعلان القدس عاصمة لـ إسرائيل
وقال كوشنير إنه عندما قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها في عام 2017، كان رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو فاترا بشكل واضح، وفقا لـ The Forward.

كشف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في كتاب قادم أنه عندما قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها في عام 2017، كان رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو فاترا بشكل واضح، وفقا لـ The Forward.

نقلا عن مقتطفات من الكتاب التي نشرها مسؤول سعودي على الإنترنت، أفادت الوسيلة الإعلامية أنه بحسب كوشنر، فإن رد نتنياهو الفاتر كاد أن يفسد الخطة.

وبحسب ما ورد، يذكر الكتاب أنه في مكالمة هاتفية قبل الإعلان الرسمي، أبلغ ترامب نتنياهو بهذه الخطوة، لكن رئيس الوزراء السابق رد ببساطة: “إذا اخترت القيام بذلك، فسأدعمك”. وكتب كوشنر أن ترامب المرتبك، الذي توقع رد فعل أكثر حماسة، كرر نفسه، وهو ما رد عليه نتنياهو مرة أخرى “بحماس أقل من المتوقع”.

وكتب كوشنر، “بدأ ترامب في إعادة التفكير بقراره… تساءل بصوت عال عن سبب خوضه لهذه المخاطرة إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يعتقد أنها مهمة”، وزعم أن ترامب قال لرئيس الوزراء السابق: “بيبي، أعتقد أنك المشكلة”.

نتنياهو “رد بهدوء” موضحا أنه جزء من الحل. ومع ذلك، كتب كوشنر أنه كان بإمكانه أن يرى أن ترامب كان “محبطا” بشكل واضح.

ولم يذكر كوشنر على ما يبدو السبب في الطريقة التي رد بها نتنياهو بحسب اعتقاده.

وجاء في بيان لمكتب نتنياهو أنه “خلافا للمزاعم، فإن رئيس الوزراء نتنياهو، الذي طلب من الرئيس ترامب نقل السفارة عدة مرات، أعرب عن تقديره الكبير لهذا القرار”.


في أعقاب هذه الخطوة، قطع الفلسطينيون، الذي يعتبرون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، علاقتهم بواشنطن، واصفين إدارة ترامب بأنها منحازة لإسرائيل.

في ذلك الوقت، قال ترامب إن القرار اتخذ لتعزيز المصالح الأمريكية والسلام في المنطقة، واحتراما لسيادة إسرائيل.

وكشف كتاب كوشنر أيضا أن ترامب انزعج من تناول وجبة استمرت لمدة ثلاث ساعات حضرها مع نتنياهو خلال زيارته في عام 2017.

السفير فريدمان قرر التصرف من تلقاء نفسه لضم الضفة الغربية
وقرر السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان التصرف من تلقاء نفسه عندما أبلغ رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو أن إدارة ترامب ستدعم خططا لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، حسبما أكد المستشار الكبير للبيت الأبيض في كتاب جديد من المقرر أن يصدر في وقت لاحق من الشهر الحالي.

ويبدو أن سرد كوشنر للأحداث في أحدث كتاب يصدر عن مسؤول في إدارة ترامب الذي يعرض نظرة على الطرح الفوضوي لخطة السلام في عام 2020، تتناقض مع رواية فريدمان، الذي أصر عندما نشر مذكراته الخاصة في وقت سابق من هذا العام على أنه عمل بالتنسيق مع كوشنر في مسألة الضم، التي أيدها شخصيا.

وقال فريدمان لـ”تايمز أوف إسرائيل” في فبراير إن “الاتهام بأني كنت أدير أجندتي الخاصة مع نتنياهو بشأن تطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية وعدم إطلاع الرئيس وعدم إطلاع أي شخص، على عكس رغبات جاريد – كاذب 100%”.

في كتابه، يستذكر كوشنر شعوره بالغضب عندما استخدم نتنياهو خطابه في يناير 2020 في البيت الأبيض حيث تم الإعلان عن خطة ترامب للسلام للإعلان عن أن الرئيس سيصبح أول قائد في العالم يعترف بالسيادة الإسرائيلية على جزء كبير من الضفة الغربية ونتيجة لذلك تنوي إسرائيل ضم جميع مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن.

“على مدى السنوات الأربع المقبلة على الأقل، ستحافظ إسرائيل على الوضع الراهن في المناطق التي لا تعتبرها خطتك جزءا من إسرائيل في المستقبل”، كما قال نتنياهو للرئيس الأمريكي. “إسرائيل ستحافظ على إمكانية السلام”، ثم أضاف رئيس الوزراء: “في الوقت نفسه، ستطبق إسرائيل قوانينها على غور الأردن، وعلى جميع التجمعات اليهودية في يهودا والسامرة وعلى مناطق أخرى تعتبرها خطتك جزءا من إسرائيل والتي وافقت الولايات المتحدة على الاعتراف بها كجزء من إسرائيل”.

وكتب كوشنر “لم يكن هذا ما تفاوضنا عليه”.

وشرح قائلا: “بموجب خطتنا، كنا سنعترف في نهاية المطاف بسيادة إسرائيل على المناطق المتفق عليها إذا اتخذت إسرائيل خطوات لتعزيز الدولة الفلسطينية داخل الأراضي التي حددناها”، ويصر على أن موافقة الولايات المتحدة على الضم الإسرائيلي كانت ستستغرق وقتا ولم تكن نتيجة محتومة.


بعد أن تجاوز نتنياهو العشرين الدقيقة المحددة، يكتب كوشنر عن قلقه من أن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بضم الضفة الغربية من شأنه تدمير جهوده لحشد الدعم لخطة السلام من الدول العربية، التي أرسلت ثلاث منها سفراء إلى مراسم الكشف عن الخطة.

خلافا للإدارات الأمريكية السابقة، تصورت خطة ترامب إنشاء دولة فلسطينية شبه متصلة جغرافيا في حوالي 70% من الضفة الغربية، وعدد قليل من الأحياء في القدس الشرقية، ومعظم غزة وبعض المناطق في جنوب إسرائيل – إذا اعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية، وتم نزع سلاح “حماس” والفصائل المسلحة الأخرى في القطاع الساحلي، والوفاء بشروط أخرى.

كما سمحت الخطة لإسرائيل بضم كل مستوطناتها في نهاية المطاف، ومنح الدولة اليهودية السيادة على غور الأردن والسيطرة الأمنية على غرب نهر الأردن؛ كما أنها تمنع اللاجئين الفلسطينيين من الاستقرار في إسرائيل.

وكتب كوشنر “أطلعتهم على اقتراح السلام وأعطيتهم كلمتي بأن [الرئيس دونالد] ترامب سيقدم اقتراحا كريما ومتوازنا – اقتراحا يتطلب تنازلات من كلا الجانبين. لكن هذه بالتأكيد لم تكن الصفقة التي كان بيبي يصفها”.

وأثناء عودته والرئيس الأمريكي إلى المكتب البيضاوي بعد الحفل، أعرب ترامب  له عن خيبة أمل واضحة: “بيبي ألقى خطابا انتخابيا. أشعر بالقذارة”.


لقطة مقرّبة لخريطة “رؤية لخريطة السلام المفاهيمية” التي طرحتها إدارة ترامب في 28 يناير 2020.
ويكتب كوشنر “كما اتضح فيما بعد، أكد السفير ديفيد فريدمان لبيبي أنه سيقنع البيت الأبيض بدعم الضم على الفور. لم ينقل هذا لي أو لأي شخص في فريقي”.

ذهب فريدمان إلى أبعد من ذلك بعد الحفل، وقال للصحفيين إن إسرائيل “لا يتعين عليها الانتظار على الإطلاق” بشأن الضم وأن العامل المحدد الوحيد هو “الوقت الذي يستغرقونه للحصول على الموافقات الداخلية”.

ويكتب كوشنر أنه واجه بعد ذلك فريدمان، الذي أصر على أنه عرض اقتراح ترامب بدقة، “احتدمت محادثتنا، وقمت بسحب الخطة من المجلد الموجود على مكتبي”.

“سألته ’أين يظهر هذا هنا؟’. ’لا يظهر هذا هنا. أنت أحد أفضل المحامين في العالم. أنت تعلم أن هذا لم يكن ما اتفقنا عليه”.

كتب كوشنر أن فريدمان رد باقتراحه أن يبقى هو وكوشنر “مبهميّن والسماح لبيبي بقول ما يريد”، حتى يتمكنا من رؤية ما ستؤول الأمور عليه.

لكن ذلك لم يقنع كوشنر، الذي كان رده بأن فريدمان يتجاهل الآثار الأوسع لمزاعم نتنياهو.

ويكتب كوشنر “رددت عليه ’أنت لم تتحدث إلى شخص واحد خارج دولة إسرائيل. أنت لست مضطرا للتعامل مع البريطانيين، ولست مضطرا للتعامل مع المغاربة، ولست مضطرا للتعامل مع السعوديين أو الإماراتيين، الذين يثقون جميعا بكلمتي ويدلون بتصريحات. أنا من ينبغي عليه التعامل مع تداعيات ذلك ولست أنت”.

بدأ فريدمان في إدراك الضرر الذي تسبب فيه خطاب نتنياهو وأشار إلى الاستعداد للتراجع، كما كتب كوشنر، مضيفا أنه أمر السفير بالذهاب للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي وإبلاغه أن الولايات المتحدة لن تدعم خطته للضم الفوري للضفة الغربية.

يقول كوشنر إنه قال لفريدمان: “أخبره … إذا كنا محظوظين، فإن هذا لم يقضي تماما على مصداقيتي مع البلدان الأخرى، وسأظل قادرا على الحصول على بيانات الدعم التي قمت بالعمل عليها”.

“يحسب له أن فريدمان وضح سوء التفاهم مع الإسرائيليين ووسائل الإعلام”.

قال فريدمان لتايمز أوف إسرائيل “لدي ولجاريد ذكريات مختلفة بشأن تلك الأيام المحمومة. لكننا نتفق على أننا قمنا بتسوية خلافاتنا بطريقة تخدم العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على أفضل وجه. أنا متمسك باستذكاري للأحداث على النحو المنصوص عليه في مذكراتي، ’المطرقة’ (Sledgehammer)”.

كما أشار السفير السابق إلى تصريحات ترامب في حفل الكشف عن الخطة، والتي قال فيها إن الولايات المتحدة “ستشكل لجنة مشتركة مع إسرائيل لتحويل الخريطة المفاهيمية لخطة السلام إلى عرض أكثر تفصيلا ومعايرة بحيث يكون بالإمكان تحقيق الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الفور”.

ويكتب كوشنر أن تداعيات حفل طرح الخطة أدت إلى تدهور علاقات الإدارة مع حكومة نتنياهو، حيث اقتحم سفير إسرائيل في واشنطن رون ديرمر مكتب كوشنر للتعبير عن إحباطه.

وافق نتنياهو في النهاية على تعليق خطط الضم الخاصة به في وقت لاحق من ذلك العام مقابل تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة – وهو اتفاق توسط فيه كوشنر وإدارة ترامب.

ولم يرد مكتب نتنياهو على الفور على طلب للتعليق على المزاعم الواردة في كتاب كوشنر.

قال ترامب لكوشنر على ما يبدو: “كان الأمر جميلا، لكن في كل مرة كنت أعتقد أن الوجبة ستنتهي، تخرج دورة أخرى”، واشتكى من أن رئيس الوزراء آنذاك “كان يتحدث معي بلا توقف”.

حافظ نتنياهو وترامب على علاقة جيدة خلال الفترة التي قضاها الأخير في المنصب، حتى شعر ترامب بتعرضه للخيانة من قبل نتنياهو عندما هنأ الأخير الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن على فوزه في الانتخابات في عام 2020.

وكوشنر متزوج من ابنة ترامب الكبرى، إيفانكا، وعمل مستشارا للبيت الأبيض، ولقد لعب دورا مهما في سياسة الإدارة السابقة تجاه الشرق الأوسط ، حيث شارك في جهود دبلوماسية أدت إلى “اتفاقات إبراهيم” – وهي اتفاق سلام أثمر عن قيام إسرائيل بتكوين علاقات دبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.