EN 
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري في ضربة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار الأحد الماضي، استهدفت خلالها منزلًا وسط العاصمة الأفغانية كابول قيل إن الظواهري يقيم به.
هل تخلى أيمن الظواهري عن حذره؟
قصفت طائرة أمريكية بدون طيار فيلا محاطة بسور في حي شيربور وسط العاصمة الأفغانية كابول صباح الأحد الماضي بصاروخين، قبل أن تعلن الولايات المتحدة رسميًا أمس الاثنين مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي قاد التنظيم بعد مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عملية لقوات خاصة أمريكية في باكستان في مايو 2011.
وقال بايدن في خطاب إعلانه مقتل أيمن الظواهري إنه "بعد سنوات من تتبعه، أطلقت طائرة بدون طيار أمريكية بدون طيار كانت تحلق فوق العاصمة الأفغانية صاروخين من طراز هيلفاير استهدفت بهما منزل الظواهري الآمن وقتلته".
ولسنوات طويلة منذ تأسيس تنظيم القاعدة على يد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري عام 1998 في أفغانستان، ظل كلاهما مختبئًا ولم يظهر أحدهما علنًا إلا على فترات متباعدة وفي رسائل مصورة مسجلة موجهة إلى أنصار تنظيم القاعدة أو خصومه.
لكن وكالة الصحافة الفرنسية تقول إنه يبدو أن تنظيم القاعدة شعر ببعض الراحة بعد انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان في منصف أغسطس 2021، بحيث خفف قليلًا من إجراءات أمنه، وبحيث شعر أيمن الظواهري بقدر من الراحة والأمن يكفيان لانتقاله إلى منزل وسط العاصمة كابول.
خطة قتل أيمن الظواهري
وأضافت وكالة الصحافة الفرنسية أن أيمن الظواهري اعتاد الظهور والجلوس في شرفة الفيلا التي استقر بها في كابول، وقال مسئول أمريكي إن المخابرات الأمريكية كانت على علم بأن أسرة الظواهري المكونة من زوجته وابنته وأطفالها قد انتقلوا للسكن في كابول.
وأضاف المسئول الأمريكي أن مصادر معلومات المخابرات الأمريكية تعرفت أكثر من مرة على أيمن الظواهري في شرفة المبنى، وراقبت الأخير طويلًا لدراسة نمط تحركات الأسرة، ووُضعت خطة خلال شهري مايو ويونيو لقتل الظواهري.
وتابع المسئول الأمريكي أن الجهات المختصة درست بناء المنزل لتجنب الإضرار بالمدنيين عند استهداف أيمن الظواهري في الوقت المحدد، واكتمل وضع خطة الاستهداف في يونيو الماضي وقُدمت إلى البيت الأبيض في مطلع يوليو.
وذكر المسئول الأمريكي أن بايدن طلب أجوبة تفصيلية عن هيكل المبنى وحالة الطقس والتهديدات المحتملة للمدنيين في محيط نقطة استهداف أيمن الظواهري، وأخيرًا صدق بايدن في 25 يوليو على قرار قتل أيمن الظواهري.
شكوك حول مقتل أيمن الظواهري
تقول هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن العاملين في مكتبها وسط العاصمة الأفغانية كابول سمعوا بوضوح صوت الانفجار في المنزل الذي يُعتقد أن أيمن الظواهري كان موجودًا به وقت تنفيذ الضربة الجوية الأمريكية.
وأضافت أن التكهنات والتساؤلات والشكوك حول طبيعة الانفجار ومن يقف وراءه ومن كان موجودًا في المبنى، الذي وصفته بأنه فيلا فاخرة في حي شيربور وسط كابول.
وتابعت "بي بي سي" أنه بعد ساعات من إعلان بايدن مقتل أيمن الظواهري في ضربة نفذتها طائرة بدون طيار أمريكية، أكد بعض العاملين في مبان مجاورة للفيلا أن الأخيرة كانت مهجورة ولم يكن أحد يقيم بها.
وأظهرت صور حديثة للفيلا بعد الضربة الأمريكية أن شرفتها التي يُعتقد أن أيمن الظواهري كان جالسًا بها وقت استهدافه قد غُطيت بملاءات كبيرة خضراء، وطلبت سلطات حركة طالبان من أصحاب البنايات المجاورة للفيلا تغطية أسطحها.
وبعد دوي الانفجار الذي يُعتقد أن أيمن الظواهري قُتل على أثره صباح الأحد الماضي، عمل حراس مسلحون تابعون لحكرة طالبان على إبعاد الصحفيين والمارة عن محيط الفيلا، واستخدموا القوة في بعض الأحيان لمنع الفضوليين من الاقتراب.
ووصف المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد الضربة الجوية الأمريكية بأنها انتهاك واضح للقانون الدولي، لكن الغريب أنه لم يذكر أيمن الظواهري بأي شكل.
وقال مسئولون بالمخابرات الأمريكية إن عناصر من حركة طالبان توجهوا إلى فيلا أيمن الظواهري بعد استهدافه مباشرة، لإخفاء أدلة كانت تثبت وجوده بالمبنى.
طالبان بعد الانسحاب الأمريكي
منذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في منتصف أغسطس 2021، وحتى قبل إتمام الانسحاب، سيطرت حركة طالبان سريعًا على جميع أنحاء البلاد، باستثناء جيب صغير بولاية بنجشير شمالي أفغانستان تتحصن به جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية المناوئة لطالبان.
وبعد أسابيع من سيطرتها على أفغانستان، شكرت حركة طالبان حكومة تصريف أعمال برئاسة الملا محمد حسن آخوند، وفي مارس الماضي عينت الحركة الملا عبد الغني برادر رئيسًا للحكومة خلفًا لآخوند.
ومنذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، تعهدت الحركة بعدم انطلاق أي تهديدات لدول جوار أفغانستان أو أي دولة أخرى من أراضي أفغانستان.
لكن الحركة رفضت قطع علاقتها بشكل كامل بتنظيم القاعدة الذي تزعمه أيمن الظواهري بعد مقتل أسامة بن لادن في غارة أمريكية بباكستان عام 2011.
ودخلت طالبان في مواجهة مفتوحة مع تنظيم داعش خراسان الإرهابي، الذي نفذ عدة عمليات تفجير سيارات وألغام، وطال الكثير من تفجيراته الانتحارية مساجد تشرف عليها طالبان وفصائل أخرى موالية لها.
وشنت الولايات المتحدة ضربة بطائرة بدون طيار في 28 أغسطس 2021 قصدت بها استهداف قياديين في تنظيم داعش خراسان، ردًا على تفجير وقع في محيط مطار كابول أثناء عملية الانسحاب الأمريكي.
لكن تبين لاحقًا أن الضربة الأمريكية أخطأت هدفها وأصابت مبنى يقطنه مدنيون، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص مدنيين لا علاقة لهم بتنظيم داعش خراسان.
وتسعى حركة طالبان منذ سيطرتها على أفغانستان إلى ترميم علاقاتها بدول الجوار والعالم الخارجي، وعقدت بالفعل اتفاقيات تجارية مع دول أخرى، أبرزها باكستان وقطر وتركيا، وتلقت مساعدات من عدة دول وإن افتقرت إلى الاعترافات الرسمية بشرعيتها حتى الآن.
تابع أخر اخبار مصر والدول العربية والعالم في كل المجالات على حساب موقع صدى البلد على تليجرام : https://t.me/ElbaladNews
