بعد مقتل الظواهري.. تنظيم القاعدة ليس ضعيفا وينتقم من أمريكا بهذه الطرق

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في ساعات مبكرة من صباح الثلاثاء، عن مقتل أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، وذلك عبر غارة بطائرة مسيرة، يوم السبت الماضي، وأن الناس في جميع أنحاء العالم لم يعودوا بحاجة إلى الخوف من القاتل الشرير، مؤكدا عزم الولايات المتحدة الأمريكية، على الدفاع عن الشعب الأمريكي، ضد من يسعون لإلحاق الأذى به.

وأوضح بايدن، أن الظواهري، صنع مقاطع فيديو خلال الأسابيع الأخيرة، تدعو أتباعه للهجوم على الولايات المتحدة وحلفائها، ولكن تحققت العدالة ولم يعد له وجود، مشيرا إلى أن الضربة الدقيقة استهدفت أيمن الظواهري، كانت نتيجة مهارة غير عادية من الاستخبارات الأمريكية، حيث حددت موقعه في وقت سابق من هذا العام، عندما انتقل إلى وسط مدينة كابول ولم شمل أفراد عائلته، وبعد النظر بعناية في الدليل الواضح والمقنع على موقع أيمن الظواهري، سمح بايدن بتوجيه ضربة دقيقة من شأنها أن تخرجه من ساحة المعركة إلى الأبد.

إخفاق أمريكي في القضاء على القاعدة

في هذا الصدد، قال منير أديب الباحث في شئون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، إن الولايات المتحدة أخفت مرتين، وكانت المرة الأولى عندما قتلت أسامة بن لادن، بعد 10 سنوات من دخول أفغانستان، موضحا أن  أمريكا غزت أفغانستان عام 2001، ولم تنجح في العثور على أسامة بن لادن إلا بعد 10 سنوات وهذا اخفاق بالنسبة لأمريكا.

وأضاف أديب خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الإخفاق الذي حدث مع أسامة بن لادن، هو نفسه الذي حدث مع خليفته أيمن الظواهري، حيث تولى قيادة تنظيم القاعدة في 2011، ولم تنجح أمريكا في القضاء عليه إلا بعد 11 عاما في 2022، وهذا اخفاق آخر للولايات المتحدة الامريكية التي غزت أفغانستان 2001، بهدف إسقاط طالبان من السلطة والقضاء على تنظيم القاعدة، وخرجت بعد 19 عاما وهي تسلم السلطة لطابان، وتركت زعيم القاعدة أيمن الظواهري حي يرزق ولم تنجح في القضاء عليه، إلا بعدما خرجت، وانتقل الظواهري بنفسه من جبال تورا بورا، إلى الأحياء السكنية فاستطاعت الولايات المتحدة عبر العملاء السريين في التوصل والتعرف على أيمن الظواهري.

إعلان بايدن هزيمة أمريكية

وأكد أن خروج بايدن لإعلان الانتصار على الظواهري، ولكن هذا الإعلان يحمل في طياته هزيمة لأمريكا التي فشلت في اصطياد قيادات القاعدة، متوقعا أت القاعدة سوف تتصدر الحركة الجهادية في العالم لسببين، الأول هو أن الولايات المتحدة انشغلت بالتعامل ومحاولة القضاء على داعش التي أعلنت دولتها في 29 يونيو عام 2014، ولم يتم القضاء عليها إلا بعد 5 سنوات في 22 مارس في 2019، وطيلة هذه السنوات انشغلت أمريكا بداعش وتركت القاعدة التي انتشرت وتمددت واستخدمت الظروف السياسية لمصلحته وتمددت في القارة السمراء بصور كبيرة تهدد الامن.

كيف ينتقم القاعدة من أمريكا؟

وتابع: السبب الثاني، هو أن التنظيم لن يتأثر كثيرا بمقتل أيمن الظواهري، لأنه يعمل بشكل غير مركزي، من خلال أذرعه في الدول الأجنبية والأفريقية والعربية، وكان هناك مجلس يعاون الظواهري في قيادة التنظيم، وبالتالي سيتم اختيار زعيم آخر، ليعود التنظيم إلى نشاطه، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتربع التنظيم على عرش الحركة الجهادية خلال السنوات المقبلة، خاصة بعد سقوط داعش.

واختتم: أنه من المتوقع أن يقوم تنظيم القاعدة بعمليات انتقامية ضد أمريكا، عبر ضرب مصالحها الموجودة في أفريقيا والمنطقة العربية، وأيضا قواتها ومصالحها المنتشرة في دول العالم.