الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زلزال داخل الإخوان الإرهابية.. الجماعة تتشكل كالحرباء بعد اعتزالها العمل السياسي

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

من المعروف أن جماعة الإخوان الإرهابية كالحرباء تتلون في كل موقف وأزمة حتى تستطيع الخروج منها، ولا مناع لديهم من تغيير جلدهم كالثعبان إذا كان ذلك يخدم مصالح الجماعة وأهدافها الشريرة، وقد أثبت التاريخ ذلك في العديد من المناسبات خاصة بعد خروجهم من السجون في أيام الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس الراحل محمد حسني مبارك، فتارة يرفعون شعار الدولة المصرية والوطنية والانتماء لها، وتارة ينقلبون عليها ويعطون أوامرهم بتدميرها.

وليس ذلك فقط، فقد عرفت جماعة الإخوان الإرهابية بتغيير مواقفها من سياسية إلى دعوية ومن دعوية إلى سياسية إذا لزم الأمر، فالدين بالنسبة لهم وسيلة لتحقيق مرادهم والتقرب إلى الشعب والانتشار بينهم واكتساب تعاطفهم وتأييدهم وليس الغاية  المثلى، مثل ما حدث في ثورة 25 يناير وما سبقها من توغل الجماعة الإرهابية في المجتمع المصري باسم الدين واكتساب تأييدهم حتى وصلوا إلى الحكم وانكشفت حقيقتهم الخادعة والكاذبة.

عدم خوض الجماعة الحياة السياسية

وتقوم جماعة الإخوان الإرهابية بتكرار نفس السيناريو بعد مرور 9 سنوات من الإطاحة بحكهم، حيث خرج القائم بأعمال مرشد الجماعة، إبراهيم منير معلنا أن الجماعة لن تخوض صراعا جديدا على السلطة في مصر وذلك بعد الإطاحة بهم من السلطة في مصر وتونس والسودان.

وقال إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان في مقابلة مع وكالة "رويترز "، إن الجماعة لن تخوض صراعا جديدا على السلطة بعد الإطاحة بها من الحكم قبل تسعة أعوام، زاعما أن الجماعة ترفض العنف تماما وتعتبره خارج فكرها.

وأضاف أن الجماعة لن تستخدم العنف أو السلاح بل لن يكون هناك من جانبها صراع على الحكم في مصر بأي صورة من الصور.

وأشار إلى أن الجماعة لن تشارك في الصراع بين الأحزاب في الانتخابات السياسية أو غيرها التي تديرها الدولة موضحا بالقول: "هذه الأمور عندنا مرفوضة تماما ولا نقبلها".

رفض جبهة محمود حسين لإعلان منير

وبالرغم من أن النفاق والتحايل على الموقف وتغير الآراء والمواقف معتاد على جماعة الإخوان، إلا أنه زاد من انقسام الجماعة الإرهابية، وزاد من الصراع الحادث بين جبهة إبراهيم منير في لندن وجبهة محمود حسين في تركيا.

خرجت جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين وأعلنت رفضها لتلك التصريحات التي أدلي بها إبراهيم منير، مؤكدة أن منير تم إعفاؤه من منصبه ولم يعد ممثلا للجماعة.

وفي بيان رسمي صدر عن جبهة إسطنبول، أعلنت جبهة محمود حسين وعلى لسان مصطفى طلبة القائم بعمل المرشد، أن إبراهيم منير تحدث بصفة غير صحيحة، حيث إن مجلس الشورى العام أعفاه من مهمته كنائب للمرشد العام وكقائم بعمله منذ ٨ أكتوبر ٢٠٢١ وكلف لجنة تقوم بعمل المرشد العام، مشيرة إلى أن مجلس الشورى العام للجماعة أعلن في يونيو الماضي أن إبراهيم منير أعفى نفسه من الجماعة ولم يعد يعبر عنها أو يمثلها.

وقالت الجبهة إن ما قاله منير، هو رؤية فردية لا تعبر عن جماعة الإخوان، مؤكدة أن الدكتور محمد بديع مازال هو المرشد العام للجماعة وسيظل الإخوان ملتزمين ببيعتهم له، وهو الذي عبر عن منهج الجماعة بعدم استخدام العنف حسب زعم الجبهة.

وأضافت جبهة محمود حسين أن مؤسسات الجماعة وعلى رأسها مجلس الشورى العام هو المعني حصرا باتخاذ القرارات المعبرة عن جماعة الإخوان، ولم يناقش المجلس وليس مطروحا على جدول أعماله مسألة المنافسة على السلطة في ظل الظروف التي تعيشها الجماعة وتعيشها مصر الآن.

زلزال داخل جماعة الإخوان الإرهابية

وفي هذا الإطار، قال ماهر فرغلي، الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن ما يجري في تنظيم الإخوان الإرهابي خلال الساعات الأخيرة خطير جداً، حيث تم  فصل مصطفى طلبة القائم بأعمال المرشد المعين من جبهة محمود حسين من قبل إبراهيم منير.

وأضاف فرغلي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصطفى طلبة هو من رجال الأعمال، وكان يعمل في شركة دلة البركة لسنوات طويلة، وهو وشقيقه علي فهمي، مسؤولان عن جزء كبير من استثمارات الإخوان في أوروبا، وشقيقه هو صاحب راديو شاك، وكان مدير شركة حلول، المسؤولة عن شركات كثيرة ومنها كمبيوتر شوب، وموبيل شوب.. الخ.

وأشار إلى أن إبراهيم منير يحدث زلزالاً داخل الجماعة بإعلانه تخلي الجماعة عن العمل السياسي والصراع على السلطة وعن العمل الحزبي، وتفرغها للعمل الدعوي فقط. 

تخلي الإخوان عن العمل السياسي

وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن ما قاله منير هو إعلان استسلام كامل للدولة المصرية، لكن السؤال هنا، هل سيستكمل منير وحلمي الجزار ومحيي الدين الزايط ومن معهم، في إغلاق منابرهم الإعلامية كمكملين في لندن، وكترجمة لانسحابهم النهائي من السياسة، هل سيكشفون عن مصدر أموالهم ومن يمنحها، وأعضاء النظام الخاص السري؟. 

وأضاف فرغلي أن ما قاله منير هو انقلاب على  العمود الفقري الذي نشأ من خلاله التنظيم، وهو الوصول للسلطة، ومن ثم فهو انقلاب في كل المفاهيم، وسواء كانت هذه التصريحات براجماتية، من أجل إعادة الجماعة للشارع بأي وضع من الأوضاع، فإننا بصدد تنظيم إخواني جديد.

وجوه جماعة الإخوان المتعددة

ولفت إلى أن هناك وجوها متعددة للجماعة، وأهمها التحول من التنظيم الصارم إلى الميوعة التنظيمية من أجل التمكن، وهنا فإننا سنشهد أكثر من جماعة إخوانية، وكل منهم سيدعي أنه الجماعة الأقرب للحق.

وتابع: "إبراهيم منير وجماعته الجديدة هم إلى حد قريب سيكونون مثل حركة التوحيد والإصلاح المغربية، وسيكونون مثل أحد فروع جماعة الإخوان بالسودان، وقريبين في الشكل من جماعة الإخوان بقطر "مجلس شورى للجماعة"، وعناصر يتم توزيعهم على ما أطلق عليه "أسر تخصصية" تضم في مكوناتها أصحاب المهن الواحدة كالأطباء والتربويين، ومهمتهم خلق الوجود الإسلاموي في المجتمع عن طريق الدعوة السلمية، وتهيئة الظروف للأحزاب الأخرى دون تواصل لتصل إلى السلطة.

دور جديد لجماعة الإخوان في المجتمع

ولفت فرغلي إلى أن عاصم عبد الماجد قد انفتق ذهنه إلى هذه الفكرة أيضاً، وتحدث في مراجعاته الأخيرة العام قبل الماضي عن إلغاء التنظيمات، مقابل الأمة، أي دور التنظيمات هو تثوير الأمة، وجعل الشعب أمام الجماعة، وليست الجماعة أمام الشعب فتدفع هي الفاتورة.

وأوضح أن جماعة الإخوان القديمة انتهت، وستحل مكانها جماعة إخوان جديدة، ويمكننا ببساطة أن نوضح هيكلها التنظيمي من الآن والشكل المستقبلي لها لو راجعنا التجربة المغربية للإسلام السياسي.

وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إلى أن جماعة الإخوان لن تعود كما كانت، ومن المرجح أن نشهد أكثر من جماعة إخوانية، ومن أحد تجلياتها إخوان بحلة ليبرالية علمانية، أي جماعة ستعمل على علمنة التنظيم وتخفيف الجرعة الأيديولوجية التي تعتمد عليها دعويا وإعلاميا لتخترق النخب والمجتمع.

ماهر فرغلي