من أحد أسواق مصر الشعبية في المعصرة، تقف أربعة بنات ب١٠٠ رجل في محل بيع الفطير، ولم يصل عمر أكبرهن إلى ٢١ عاماً، من أجل مساعدة والدهم واعانته على مصاريف الحياة الصعبة.

قالت فرح أكبرهم لصدى البلد إنها وعت على الدنيا في هذا الفرن، بصنعة وجدت كل عائلتها تعمل بها، وكان والدها لم يمتلك ابنا يساعده في العمل لتحل هي مكانه وتصبح ب١٠٠ رجل في السوق.

ورغم صعوبة المهنة واحتياجها للقوة البدنية، والتحمل الشديد للحرارة من الموقد، أشارت فرح إلى أنها اجادتها بكل حب صنع الرقاق والفطير والكنافة والقطايف، من الألف إلى الياء بدءا من العجين وحتى التسوية والبيع للزبون.

واجهت فرح صعوبات كثيرة بحكم طبيعة عملها في السوق، مشيرة أن هناك مواقف سلبية كثيرة تعرضت لها، واهانات تحملتها فقط من أجل أن تكون سند لوالدها، وعلى الصعيد الآخر دعمها البعض الآخر متمنين لها التوفيق.

وتابعت فرح أنها تدرس نظم الحاسبات والمعلومات، وترغب في أن تؤسس لنفسها كيان وتجتهد في أن تحقق مستقبل كما تمنته، مشيرة أن الدراسة مع العمل بالفرن بالتأكيد أمر يجهدها، ولكنها لن تتخلى عن مساندة والدها.

وتحلم فرح بأن يكبر اسم والدها في السوق، وأن تكون أدت رسالتها معه رفقة اخواتها الأربعة، وتتمنى أن يرزقه الله ويتوسع في محلات أكبر، وتفتخر بكونها ابنته دوماً ولم تندم على انخراطها في السوق والعمل بمهنة عائلتها.