قالت الكاتبة الأمريكية إلين فرانسيز، إن المعالم التاريخية في ألمانيا أصبحت غارقة في ظلام دامس بعد الإجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة الألمانية لترشيد استهلاك الطاقة في ظل تقليص روسيا لإمدادات الغاز للدول الأوروبية رداً على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأوضحت الكاتبة - في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - أن تلك الإجراءات التقشفية شملت تعتيم المباني التاريخية والأثرية مثل دار الأوبرا وقصر تشارلوتينبرج، في محاولة من جانب الحكومة الألمانية لتوفير أكبر قدر من الطاقة لأغراض أكثر أهمية مثل تدفئة المنازل خلال فصل الشتاء المقبل.
وأضافت أن المعالم التاريخية التي شملها قرار التعتيم تضمنت أيضاً قبة كاتدرائية برلين العريقة.
وأشارت الكاتبة إلى أن السلطات في مدينة (هانوفر) شمال البلاد بدأت منذ الأربعاء الماضي تنفيذ خطة لتخفيض استهلاك الطاقة، شملت منع استخدام الماء الساخن في حمامات المباني العامة والمنشآت الرياضية، وكذلك تنظيم عمل المكيفات في المدارس.
وبينت أن تلك الإجراءات تأتي في أعقاب قيام روسيا بتقليص وارداتها من الغاز للدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا، مما أثار مخاوف قادة تلك الدول من وقوع أزمة طاقة حادة في جميع أرجاء القارة، ولا سيما مع قدوم فصل الشتاء.
ونوهت الكاتبة برأي بيتينا جاراش، عضو مجلس الشيوخ في برلين، بأنه في ظل الجهود المبذولة لمواجهة الحرب الروسية في أوكرانيا وتهديد موسكو باستخدام واردات الطاقة كورقة ضغط على أوروبا، فقد بات من الضروري معالجة أزمة الطاقة الحالية في الدول الأوروبية بحرص وحكمة.
وتقول الكاتبة: "إنه في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأوروبية لتخزين المزيد من الغاز تحسباً لأي إجراء تصعيدي من جانب روسيا، ولا سيما في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار مواد الطاقة على مستوى العالم، فإن ألمانيا خاصة تعد من أضعف الدول الأوروبية في هذا الصدد بسبب اعتمادها بشكل كبير على واردات الطاقة الروسية، حيث إنها مازالت تعتمد على روسيا في توفير ما يربو على 30 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة".
ولفتت الكاتبة إلى أن روسيا بدأت في تقليص إمداداتها من الغاز لأوروبا عبر خط أنابيب نوردستريم-1 بسبب مشاكل فنية في توربينات خط الأنابيب، بينما تتهم ألمانيا روسيا باستخدام واردات الطاقة كسلاح حرب للانتقام من الدول الغربية التي فرضت عقوبات على روسيا بسبب حرب أوكرانيا، إلى جانب تقديم هذه الدول مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
وأشارت إلى أنه في مواجهة تلك الأزمة، توصل الاتحاد الأوروبي - الأسبوع الماضي - إلى اتفاق يقضي بتخفيض استهلاك الطاقة في الدول الأعضاء بنسبة 15 في المائة على مدار الأشهر المقبلة تحسباً لما هو أسوأ في حالة منع روسيا بالكامل إمدادات الغاز عن القارة الأوروبية.
واختتمت الكاتبة مقالها قائلة:"إن الموقف الأوروبي فيما يخص أزمة الطاقة مازال ملتبساً ولا يمكن التنبؤ بما سوف يتمخض عنه من عواقب".