الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

9 ألوان زينت كسوة الكعبة عبر التاريخ.. لماذا كساها النبي محمد باللون الأحمر والأبيض؟

كسوة الكعبة المشرفة
كسوة الكعبة المشرفة

تاريخ كسوة الكعبة المشرفة .. تعد الكعبة المشرفة قبلة المسلمين الموحدة التي تتجه إليها أنظارهم في كافة بقاع الأرض حتى قيام الساعة، ولم تعهد الكعبة المشرفة ثباتاً في ألوان كسوتها، حيث اختلفت ألوان كسوة الكعبة الشريفة باختلاف الزمان فتعددت ألونها، والأشكال التي كانت توضع عليها بداية من النبي إبراهيم عليه السلام، وحتى عصر الناصر العباسي الذي ألبسها اللون الأسود وظلت بهذا اللون إلى وقتنا هذا، ولكن كانت خامتها ثابته فيعد الديباج والحرير من أهم الخامات استخداما في صناعة ثوب الكعبة المشرفة.

 

ألوان كسوة الكعبة 

 

الكعبة

 

أقدم ستارة لباب الكعبة

ألوان ثوب كسوة الكعبة عبر التاريخ

1- البني الفاتح

كسا النبي إبراهيم الكعبة المشرفة باللون البني الفاتح، وهي كسوة من جلد الماعز، حيث كان البناء حينها صغيرا، وهو أول من جعل للكعبة باب.

2- الأبيض والأحمر

ألبس الرسول محمد صلي الله عليه وسلم الكعبة المشرفة بالثياب اليمانية المخططة بالأبيض والأحمر، بعد فتح مكة، وهو أول تغيير من بعد الكسوة التي وضعها آل قريش، بعد أن احترقت تلك الكسوة أثناء تبخير الكعبة.

 

3- الأبيض

غير الخلفاء الراشدون أبو بكر، والفاروق عمر رضي الله عنهما لون الكسوة، حتى ألبسوها ثياب القباطي ذات اللون البيض، فكانت تصنع في مصر، بينما كان عثمان بن عفان رضي الله عنه هو أول من وضع للكعبة كسوتين أحدهما فوق الأخرى، حتى يصعب حملها.

 

وكُسيت الكعبة المشرفة أيضا باللون الأبيض في أيام الخلافة العباسية، كما قال الفاكهي "رأيت كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر أبيض رقيق مكتوب عليها بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبدالله هارون أمير المؤمنين".

 

4- الأحمر

عام 64هـ كساها ابن الزبير بالديباج الأحمر.

5- الأبيض والأصفر

كساها ملك مكة في عام 200هـ، الكعبة المشرفة ثوبين رقيقين من حرير أحدهما أصفر، والآخر أبيض.

6- تغيير كسوة الكعبة 3 مرات في العام

أصبحت تتغير كسوة الكعبة 3 مرات في العام الواحد، وفي كل مرة كان لون الكسوة مختلف، وذلك في عهد المأمون عام 206هـ، كان لونها يوم التروية هو اللون الأحمر، بينما اللون الأبيض الرقيق في هلال رجب، والديباج الأبيض يوم 27 من رمضان.

7- الأصفر

تغير لون كسوة الكعبة المشرفة في زمن الدولة الفاطمية إلى اللون الأصفر عام 456هـ.

8- الأخضر

غير الخليفة الناصر العباسي لون الكسوة إلى اللون الأخضر، في 614هـ.

9- الأسود والذهبي

غير الخليفة الناصر العباسي أيضا لون كسوة الكعبة المشرفة إلى اللون الأسود مع الأشكال المصنوعة من الذهب لتزيينها في 622هـ، وهو شعار العباسيين، وهو اللون التي ثبتت عليه الكسوة حتى الآن، والتي تصنع من خام الحرير، ولكن الستارة الداخلية للكعبة المشرفة فهي باللون الأخضر.

 

لماذا ثوب الكعبة أسود؟

وكشف كبير سدنة بيت الله الحرام، الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، إنه منذ تسليم الرسول صل الله عليه وسلم، سدانة الكعبة لعثمان بن طلحة، جده الأكبر، عقب فتح مكة، ولن تخرج السدانة من العائلة، وتسلم للأكبر سنًا دون انتخاب وتقره المملكة العربية السعودية.

وأوضح «الشيبي»، خلال لقاء تليفزيوني، أن سدنة جمع كلمة سادن، والسادن هو ولي الكعبة والمسؤول عن غسلها وصيانتها وحامل مفتاحها، متابعًا «بعد فتح الرسول لمكة وهدم الأصنام أعطى المفتاح لجدنا الأكبر عثمان بن طلحة، وقال كل ما كان للجاهلية تحت قدمي، إلا أعمال السدانة والسقية فتبقى لأهلها خالدة مخلدة».

وأضاف أن «من وقتها وسدانة الكعبة المشرفة لم تخرج عن "بني طلحة"، الذين كانوا مسؤولون عنها قبل دخول الإسلام لمكة أيضا»، مشددًا على أن أعمال السدانة يتشرف بها بني طلحة والمملكة العربية السعودية ككل.

وكشف كبير سدنة بيت الله الحرام، عن احتفاظه بمفتاح الكعبة المشرفة في منزله، ولا يخرج إلا إذا طلبت الحكومة فتحها لأي غرض كان، مؤكدًا على أنه لا يتنقل بالمفتاح ويظل في منزله لا يخرج منه إلا لفتح الكعبة فقط، ويعود مكانه مرة أخرى.

وعن ثبات الاختيار على اللون الأسود لكسوة الكعبة بعدما كان الأخضر قبل ذلك، أوضح أن قوة اللون الأسود تتحمل التغيرات الجوية على مدار العام، مقارنة بباقي الألوان التي لا تتحمل، نظرًا لأن الكسوة يتم تغيريها مرة كل عام.

وعما يوجد بداخل بيت الله الحرام، قال كبير سدنة الكعبة، إن بيت الله الحرام لا يوجد به شيء في الداخل سوى دولابين مصنوعان من الخشب، يوضع فيهما أدوات غسل الكعبة والكسوة، متابعًا: «الكعبة مكسوة بالحرير من الداخل والخارج، ونستخدم اللون الأسود للكسوة الخارجية والأخضر للداخلية».


مراحل تصنيع كسوة الكعبة 

يتم تصنيعها في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة والذي تم إنشاؤه عام 1346 هجريا وهو يلقى كل العناية والرعاية من القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية؛ ويمر تصنيع الكسوة بعدة مراحل أولها اختبار المواد المستخدمة في إنتاج الكسوة؛ ثم يتم صباغة الكسوة باللون الأسود ثم بعد ذلك يتم تحويله الى قسم النسيج الآلي ومرحله التطريز أهم مراحل تصنيع الكسوة. 

وفي تقرير عرضته قناة تن الفضائية في البرنامج الإخباري أوضح أن ثوب الكعبة مطبوع على قماش أسود حرير ثم يدخل قسم التطريز بالمذهبات ثم يحول لقسم التجميع ثم يتم الحشو للحروف بالقطن وذلك لإعطاء البروز وجمال للحرف أثناء التطريز ثم بعد ذلك نقوم بعملية التطريز والتي تكون بالأسلاك الفضية المطلية بماء الذهب والأسلاك الفضية الخالصة ثم يكون الثوب جاهزا للاستبدال في يوم 10 ذي الحجة.

وثوب الكعبة يستغرق من الوقت من ستة أشهر إلى ثمانية شهور ويمر جميع مراحل التصنيع حتى يكون جاهزا لكسوة الكعبه ويعمل في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة حوالي 190 صانعا على مدار السنة لإنتاج ثوب الكعبة المشرفة على أكمل وجه.

من المحمل إلى أول دار لكسوة الكعبة بالسعودية

قبل أن تبدأ المملكة العربية السعودية في صناعة كسوة الكعبة المشرفة، كانت الكسوة تحاك في مصر وتنطلق في محمل من القاهرة حتى مكة المكرمة، وسط احتفالات واسعة، حتى جاء الملك عبد العزيز، لتتفرد السعودية بصناعة كسوة الكعبة المشرفة والإشراف على تغييرها سنويا.

وحسب وكالة الأنباء السعودية ( واس ) أمر الملك عبد العزيز بإنشاء أول دار لكسوة الكعبة المشرفة بجوار المسجد الحرام في (أجياد) في العام (1346هـ-1927م).

وكانت الدار هي أول مؤسسة خصصت لحياكة كسوة الكعبة المشرفة في المملكة، قبل أن ينتقل مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى حي (جرول) في العام (1383هـ- 1963م).

وفي هذه السطور نرصد أبرز المعلومات عن صناعة كسوة الكعبة في المملكة العربية السعودية:

العام (1385هـ-1965م) تمت صناعة أول كسوة للكعبة المشرفة عبر آلالات التصنيع.

في العام (1392هـ-1972م) صدر أمر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في حي (أم الجود).

ثم بدأ العمل في المصنع الجديد في حي أم الجود في عام (1397هـ-1976م) بأقسام تصنيع متكاملة.

في عام 1995م انتقل الإشراف على مصنع كسوة الكعبة المشرفة في حي (أم الجود) من وزارة الحج والأوقاف إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

 

المحمل

متى بدأ نقل كسوة الحج من مصر إلى الحجاز؟

بدأت قصة نقل كسوة الكعبة من مصر إلى بلاد  الحجاز بالمحمل في عهد المماليك، حيث كان المحمل يطوف القاهرة قبل التوجه إلى الحجاز، وسط مظاهر احتفال عارمة من المصريين.

وكانت تصنع الكسوة الشريفة فى مصر بمنطقة الخرنفش حتى تم نقلها إلى ميدان محمد علي فسار أمامها بلوكان من أورطة المشاة التاسعة بموسيقاها وعلمها وتبعت الجماهير هذا الموكب الفخم حتى الميدان.

ويعد الملك اليمنى أسعد تبع أبى كرب ملك حمير، هو أول من كسا الكعبة المشرفة بشكل كامل فى العام 220 قبل هجرة النبى (صلى الله عليه وسلم).

ثم أخذت قريش فيما بعد تتولى هذه المهمة وكانت تقسم أموال كسوة الكعبة على بطونها الكبرى باعتبار أن الكعبة كانت رمزًا دينيًا يجلب لهم الحجيج من جميع أنحاء الجزيرة وينشط كذلك حركة التجارة ويحفظ لقريش مكانة دينية دونها أى مكانة أخرى، وكان ذلك يتم فى يوم عاشوراء. وبعد فتح مكة وفى أول عام يحج المسلمون فى العام التاسع من الهجرة، أصبحت كسوة الكعبة مهمة بيت المال فى المدينة المنورة.

وقد صف كثير من الرحالة الذين زاروا مصر خروج كسوة الكعبة من مصر كابن بطوطة وناصر خسرو وغيرهما ومن أهم المشاهد التى سجلتها نصوص الرحالة والمؤرخين أيضًا صورة المحمل أو قافلة الحج عبر عصورها المختلفة، إذ تعتبر تلك النصوص من أكثر المصادر التى حفظت لنا تفصيلات دقيقة عن المحمل وكسوة الكعبة فيذكر لنا الرحالة ابن بطوطة عن هذا المشهد المهيب وكيفية خروج المحمل المصرى من القاهرة فى حضور أرباب الدولة: يوم المحمل هو يوم دوران الجمل وهو يوم مشهود حيث يركب القضاة الأربعة ووكيل بيت المال والمحتسب ويركب معهم.