يقولون إن الكذب هو "نصف السياسة" في العالم كله، لكنه "كل السياسة" عند جماعة الإخوان الإرهابية، لم يتحدثوا بكلمة إلا انقلبوا عليها، ولم يقطعوا عهدًا إلا أخلفوه، ولم يؤتمنوا يوماً إلا خانوا الأمانة منذ التأسيس في 22 مارس 1928، حتى الوصول للحكم عام 2012، ثم السقوط في 3 يوليو 2013.
90 عاما من أكاذيب الإخوان
سيطر الكذب على جماعة الإخوان الإرهابية على مدار نحو مائة عام، كأنه العمود الفقري الذي لا تقوى الجماعة على الوقوف بدونه، وكأن شعارها الحقيقى: "أنا أكذب.. إذاً أنا موجود".
مع صعود جماعة الإخوان الإرهابية عقب أحداث 25 يناير 2011،"مصنفة بحكم قضائي كجماعة إرهابية منحلة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتم تأكيد نفس الحكم مرة أخرى عقب ثورة 30 /6 /2013" ـ توالت أكاذيب الإخوان على مسامع المصريين، أشهرها كان "مشروع النهضة" المزعوم، الذي تضمن حينها، برنامجاً لإصلاح الأوضاع في مصر سياسياً واقتصاديا خلال 100 يوم فقط! "وهي الفترة التي مضت من حكم الجماعة دون أن يرى المصريون أية ملامح لهذا الإصلاح، بل زادت الأمور سوءا".
كذبة "مشروع النهضة" كانت تحتاج إلى كذبة أخرى لتمريرها بحد أدنى من التوافق الذي يحفظ للجماعة "ماء الوجه"، فرفع الإخوان شعار "مشاركة لا مغالبة"، في أشهر خدعة سياسية مرت على مصر، تمكنت الجماعة من خلالها من استمالة بعض القوى المدنية واستخدامها كقطعة ديكور "شيك" تخفى شيئاً من قبح الصورة.
رفع الإخوان الشعار، وبلع "مدنيو فيرمونت" الطعم؛ حتى فاق الجميع مع سيطرة الجماعة -دون غيرها- على مقاليد الحكم من القصر إلى الحكومة والبرلمان، مع إقصاء الجميع بلا استثناء.
يحاول تنظيم الإخوان الإرهابي بعد نحو عقد من العمليات الإرهابية والتخريبية في مصر،السطو على المكتسبات السياسية عبر استجداء المشاركة في الحوار الوطني، الذي دعت إليه القيادة السياسية المصرية، مستبعدة كل من مارس عنفا أو حرض عليه أو شارك فيه أو هدد به خاصة جماعة الإخوان.
وزعم الإرهابي الفار إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، إن الحوار السياسي المتوقع أن يبدأ خلال أسابيع بين الحكومة وجماعات معارضة مختارة ليس مبادرة جادة ولا يمكن أن يحقق نتائج إذا تم استبعاد الإخوان أو غيرهم منه، معقبا: "الحوار مطلوب صحيح إنما أيضا لا بد أن يشمل الجميع".
من جهته رد عدد من الباحثين في الجماعات الإسلامية على تصريحات الإرهابي الفار إبراهيم منير، مؤكدين إنها "مراوغة سياسية فاشلة من جماعة دأبت على الكذب وتشويه كل عمل وطني مخلص"، وإن الجماعة الإرهابية التي أقصت كل الشركاء الوطنيين خلال فترة حكمها، ولم تسمع إلا صوتها، وأرادت السيطرة على مفاصل الدولة، وتلطخت أيدي أنصارها بدماء المصريين، لا مكان لها في الحوار الوطني.
لا مكان للمخادعين الأفاقين
يقول صبرة القاسمي مؤسس الجبهة الوسطية وباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن الحوار الوطنى احتفالية وطنية مصرية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، يحتفل بها المصريون، أما غير المصريون الذين يحملون جنسيات دول أخرى، ويفرون هاربين من العدالة داخل مصر، والذين حاولوا إرهاب الشعب المصرى بأعمالهم الإجرامية المدفوعة من مخابرات دول أخرى لتنفيذ أجنداتهم، وصدر ضدهم أحكاما قضائية، ووضعتهم المحاكم المصرية فى لوائح الاٍرهاب، فهؤلاء لا يمتلكون حق المشاركة في أي حوار وطني.
وأضاف القاسمي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "لقد أثلج تصريح الرئيس السيسي حفظه الله صدور الشعب المصري بالكامل عندما أعلن أن حوار وطني خاص بالمصريين، وأكد عدم السماح بمشاركة التنظيمات الإرهابية".
وأكد القاسمي، أن الحوار الوطني حوار جاد وقد أثمر نجاحات كبيرة، منها الإفراج عن مجموعة كبيرة من السجناء، وما زالت النجاحات مستمرة لهذا الحوار، في كل الملفات الشائكة، والتي تهتم برفع مستوى معيشة المواطن المصري في ظل التحديات الكبيرة التي يعاني منها العالم.
وأشار القاسمي إلى إنه يجب على الشعب المصري أن يستمع إلى قياداته التي من بينها أجهزة الدولة، وأن يحذر من "هؤلاء الأفاقين المخادعين الذين يتاجرون بآلام الأوطان ويدسون السم في العسل، محاولين العودة للمشهد من جديد".
ولفت القاسمي، إن الإرهابي إبراهيم منير "رأس الأفعى" على حد وصفه، يحاول أن "يلدغ المصريين من جديد" ولكن هيهات، فالشعب المصري لديه من الوعي والثقافة ما يمكنه من كشف هذه المخططات "الخبيثة".
من جانبه أكد الدكتور ثروت الخرباوي الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، أن إبراهيم منير يطلق تصريحاته وهو هارب في لندن، "لقد ترك وطنه منذ أواخر الستينات وعاش فى معية المخابرات البريطانية".
وأضاف الخرباوي: "ليس مقبولاً أن يتحدث عن الوطن وهو ينتمى لجماعة غير وطنية، فمن ترك الوطن هو غير معني بهذا الحوار"، متابعا: "فأدبيات الإخوان العقائدية لا تؤمن بوطن ولا الانتماء للوطن، وهناك مقولة شهيرة أطلقها سيد قطب "الوطن حفنة من تراب"، ومقولة أخرى لمهدي عاكف "طظ في مصر".
الإرهابيون لا تؤمنون بوطن
وأشار الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية - إلى أن هذه المقولات من جماعة لا تؤمن بوطن، كما إنه اتهمت جماعة الإخوان الحوار الوطني بأنه حوار كاذب، وهي نفسها جماعة كاذبة، فعقب 25 يناير 2011، أكدت الجماعة أنها لن تخوض انتخابات الرئاسة، وكانوا كاذبين، وبعد أن أصبح محمد مرسى حاكما لمصر ممثلا لجماعة الإخوان وقع اشتباك كبير بين جماعة الإخوان والقوى السياسية.
وتابع: إحدى الجهات الوطنية المخلصة حاولت حينها عقد حوار وطني بين الإخوان والقوى السياسية المختلفة، وتم تحديد الموعد، وقبل الموعد بساعتين أعتذر الإخوان عن الحضور ورفضوا إجراء حوار وطني مع باقي القوى السياسية، فلذلك هم لا يؤمنون بالوطن ولا يؤمنون بالحوار، بل تنظيم لا يؤمن سوى بالرأي الواحد، وما ذكره إبراهيم منير ينطبق عليه المثل العربي "رمتني بدائها وانسلت".
وفى نفس السياق كشف سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية، عن قيام يوسف ندا وإبراهيم منير بإبداء رغبتهما في المشاركة بالحوار الوطني، وسبق وصرح ضياء رشوان نقيب الصحفيين والذى يتولى مهمة إدارة الحوار الوطني بأن هناك قنوات اتصال مع الإخوان إلى أن أعلنت الدولة المصرية "عدم السماح لهم بالمشاركة"، لذلك ادعى إبراهيم منير على غير الحقيقة أن "الحوار الوطني غير جاد".
وتساءل عيد - في تصريحات لـ"صدى البلد"، كيف يفكر التنظيم الإخواني في العودة وتصدر المشهد مرة أخرى بعد ما اقترفوه من إرهاب وعنف في حق الشعب المصري، مستشهداً بالجماعات الإسلامية عندما تم إجراء مراجعات الجهاد في فترة التسعينيات إنه كان أقصى أمانيهم حينها هو "الإفراج عن شباب تلك الجماعات".
من جانبه أكد منير أديب الباحث في شئون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن إبراهيم منير لا يكذب ولكنه يتجمل من خلال تصريحاته لإحدى الوكالات الإخبارية، حيث ذكر على سبيل المثال أن الإخوان لن ينافسوا على السلطة الفترة القادمة، فهو "حقا لا يكذب ولكنه يتجمل لأن الإخوان بالفعل لا يستطيعون المنافسة وغير قادرين عليها وبالتالي لن يستطيعوا طرح أنفسهم".
وأضاف أديب - في تصريحات لـ"صدى البلد"، هدف إبراهيم منير من تلك التصريحات هو محاولة إعادة إنتاج التنظيم مرة أخرى بعد أن "سقطوا شعبيا وباتت هناك خصومة بينهم وبين النظام المصري".
وأشار أديب إلى أن الإخوان وإبراهيم منير يريدان التقرب من السلطة المصرية عن طريق ربط جدوى الحوار الوطني بعدم السماح لمشاركة الإخوان، حيث ذكر ذلك التصريح عقب قوله أن الإخوان لا يشرعون في السلطة، بل ذكر أن الإخوان قاموا بإنشاء الجمعيات الخيرية، وتبنى العمل الخيري في إشارة إلى السماح لهم من قبل النظام الحالي بالعودة تحت زعم ممارسة العمل الخيري، ليكون جواز المرور لهم لتصدر المشهد السياسى مرة أخرى، وهذا لن يسمح به النظام بأي حال من الأحوال ولن يسمح بعودتهم تحت أي مسمى.