تزينت سماء مصر اليوم الجمعة بـ اقتران القمر مع كوكب عطارد (أصغر كواكب المجموعة الشمسية) في مشهد فلكي بديع ينتظره جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال للرصد والتصوير إذا سمحت لهم الفرصة وتوافر لديهم المعدات والظروف المناخية والجغرافية الملائمة.
وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، أننا نشهد الليلة ظاهرة فلكية هامة حين يقترن القمر مع كوكب عطارد في ذلك اليوم.
وأوضح الدكتور تادرسأننا نشاهد كوكب عطارد والقمر متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة الى ان يغربا كذلك في غضون الساعة 7:30 مساء.
شهدنا أمس الخميس 28 يوليو وصول القمر لمرحلة المحاق القمر الجديد، وأن القمر لم يكن مرئيا في السماء طوال الليل في هذا اليوم حيث انه أشرق مع الشمس وغرب معها في نفس الوقت تقريبا.
واشار الدكتور" تادرس" أن هذا الوقت وهو أفضل وقت في الشهر لمراقبة الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية والكوكبات والنجوم البعيدة.
واستطرد إلى أن أفضل الأيام للرصد الفلكي تكون فى أحلك الليالي أو المعروفة بـ الليالي الليلاء وهي الليالي المظلمة جدا وهذه الليالي تكون مثالية فى الرصد الفلكي ويفضلها الفلكيون كثيرا.
والفت الدكتور تادرس أن تلك الليالي هي الثلاث الأخيرة من الشهر القمري حيث يشرق القمر كهلال رقيق قبل شروق الشمس نحو الشرق مباشرة، ليلة القمر الجديد نفسه الذي لا يظهر عليه القمر اصلا وأول ثلاث ليالي من الشهر الجديد، عندما يظهر القمر كهلال رقيق مباشرة بعد المغرب نحو الغرب.
وأشار أستاذ الفلك إلى أنه فكرة مشاهدة أي ظاهرة فلكية مثل اقتران القمر مع الكوكب أو ميلاد أهلة الشهور العربية ، تتطلب صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
ونوه إلى أن الظاهرة الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض.
كوكب عطارد
ويعد كوكب عطارد أصغر كوكب من الكواكب الثمانية الموجودة في المجموعة الشمسية، حيث إن قطره يبلغ حوالي 4880 كيلومتر فحسب، كما أنه يعد أقرب الكواكب إلى الشمس، إذ يكمل دورته حولها في 87.969 يوماً فقط، وحرارة سطحه مرتفعة جداً.
وكوكب عطارد من آلهة الرومان، والأسرع بينهم، حيث لوحظ قبل 5000 عام في العصور السومرية، وقد اعتقد اليونانيون أنه نجمان، فقد أطلقوا عليه اسم “أبولو” عند ظهوره في الصباح قبل شروق الشمس وهو إله الشمس، وفي المساءبعد غروب الشمس كان يطلق عليه هيرمس وهو رسول الآلهة.
عطارد رسول الآلهة
وأما اسم كوكب عطارد في اللغة اللاتينية فهو ميركوري ، وهو بحسب الأساطير الرومانية القديمة رسول الآلهة، فقد كانت لدى ميركوري في الحكايات القديمة أجنحة كبيرة تسمح له بالطيران بسرعة فائقة من مكان لآخر، وأتى الاسم بالتالي تيمناً من سرعة دوران عطارد حول الشمس، تماماً مثل اسمه العربي.
ميركورى هو أحد الآلهة الاثني عشر المتوافقة داخل البانثيون الروماني القديم، ويعرف بأنه إله المكاسب المالية، له اجنحة كبيرة ويطير بسرعه وأطلق على عطارد هذا الاسم لسرعته أثناء دورانه حول الشمس.
سمّى قدماء العرب كوكب عطارد بهذا الاسم لسرعة تحركه وجريانه المتتابع، حيث إنه يتحرك ويدور بسرعة حول الشمس لقربه الشديد منها (من ناحية فيزيائية كلما اقترب الكوكب من الشمس تزداد سرعة دورانه حولها).